حوار فكري ثقافي مع الكاتب شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 17/06/17 | 11:52في حوار فكري ثقافي مع الكاتب والناقد شاكر فريد حسن، الحاصل على درع المثقف للثقافة والأدب والفن لعام 2013، تحدنثا فيه عن الحركة الثقافية في فلسطين وكيف اثبتت وجودها الحضاري والكفاحي، وتحدثنا عن ثقافة القارئ الفلسطيني وعن دور الإحتلال في طمس الثقافة الفلسطينية، وكيف من الممكن لإتفاقية مثل اوسلو ان تهدم الثقافة في المجتمع، وتطرقنا ايضا الى الاهمال واللامبالاة التي يتلقاها المبدع وكيف ساهمت في توقف العديد من المبدعين عن الكتابة.
شاكر فريد حسن، كاتب وناقد فلسطيني، أحب الكتابة والقرأة منذ الصغر، فتثقف على نفسه وقرأ المئات من الكتب في مختلف المواضيع الأدبية، والنقدية، والفكرية، والفلسفية، والدينية، والسياسية.
كتب في مجالات مختلفة من الشعر والبحث والتراجم والمقالات السياسية والإجتماعية، وعالج الكثير من القضايا، والمسائل الثقافية، والظواهر الإجتماعية.
نشرت كتاباته في الصحف والمجلات الثقافية والأدبية منها: مجلتي، الشعب، الميثاق، العهد، الصورة، القدس، الأيام، الحياة الجديدة، الإتحاد، الجديد، الغد، بقجة، المسار، الصنارة، كل العرب،العربي، وغيرها من الصحف الفلسطينية والعربية. بالإضافة الى المواقع الإالكترونية المختلفة.
فيما يلي نص الحوار:
*كيف تقيم الحركة الثقافية في فلسطين، وهل تمكنتْ من تصدير رسالة الشعب الفلسطيني؟
– الحركة الثقافية في فلسطين اثبتت وجودها الحضاري والكفاحي وشكلت رفدا طليعياً في النضال الوطني التحريري الفلسطيني في سبيل التحرر والأستقلال، عبرت عن طموحات وأمال شعبنا الفلسطيني وصورت معاناته اليومية في مخيمات اللجوء والتشرد، وحازت على احترام وتقدير أبناء الشعب العربي بعد ان تخطت الحدود والحواجز،ولا نزال صرخة شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش “انقذونا من هذا الحب القاسي” ترن في الأذان وهذه الحركة ولدت ونبتت وترعرعت في الخنادق وتحت البنادق، وفي ظل الحكم العسكري حيث تشكل ادب وشعر المقاومة الفلسطينية الذي كان سلاحا بتارا بإيدي جماهيرنا العربية الفلسطينية التي بقيت في ارضها وتمسكت بوطنها وصانت هويتها.
وكان الراوائي الفلسطيني الراحل الشهيد غسان كنفاني من اوائل الباحثين الذين سلطوا الضوء على هذه الحركة الصاعدة.
في تقديري ان هذه الحركة استطاعت تصدير رسالة الشعب الفلسطيني التي تحاكي تحرره وإقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني.
* ما رؤيتك للواقع الثقافي في الداخل المحتل بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام ؟ وهل للاحتلال دور في طمس الثقافة ؟
– الواقع الثقافي في الداخل الفلسطيني تراجع كثيرا بعد اوسلو، وقد اختلط الحابل بالنابل والمقمح بالزوانة واصبح هم المبدع ذاته ولهاثه وراء الشهرة والأضواء الكاشفة، بعد ان كان يتماشى مع قضايا شعبه وأوجاعه صار يتماشى مع نفسه ومشاكله وهمومه الخاصة.
هذا ناهيك عن الانقسامات في روابط واتحادات الكتّاب والأدباء التي احدثت اثرا سلبياً على الحركة الثقافية الفلسطينية التي ازدهرت بعد الإحتلال وشهدت نهوض لافت تجسد في الاعمال الإبداعية الملتزمة التي صدرت عن دور النشر التي تأسست في حينه إضافة الى كم الصحف ومجلات الشهرية التي تعتني بالأدب والفكر والثقافة.
لا شك ان للاحتلال دور كبير في طمس الثقافة بفعل الرقابة السكرية الشديدة على المطبوعات والاعمال الإبداعية للكتّاب والمبدعين الفلسطينيين، عدا عن ملاحقتهم وإعتقالهم لهم والزج بهم في غياهب الزناوين والسجون الاحتلالية، ولعل أجمل الإبداعات الفلسطينية وأصدقها تلك التي كتبت
*كيف تقيم الحركة الثقافية في فلسطين، وهل تمكنتْ من تصدير رسالة الشعب الفلسطيني؟
– الحركة الثقافية في فلسطين اثبتت وجودها الحضاري والكفاحي وشكلت رفدا طليعياً في النضال الوطني التحريري الفلسطيني في سبيل التحرر والأستقلال، عبرت عن طموحات وأمال شعبنا الفلسطيني وصورت معاناته اليومية في مخيمات اللجوء والتشرد، وحازت على احترام وتقدير أبناء الشعب العربي بعد ان تخطت الحدود والحواجز،ولا نزال صرخة شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش “انقذونا من هذا الحب القاسي” ترن في الأذان وهذه الحركة ولدت ونبتت وترعرعت في الخنادق وتحت البنادق، وفي ظل الحكم العسكري حيث تشكل ادب وشعر المقاومة الفلسطينية الذي كان سلاحا بتارا بإيدي جماهيرنا العربية الفلسطينية التي بقيت في ارضها وتمسكت بوطنها وصانت هويتها.
وكان الراوائي الفلسطيني الراحل الشهيد غسان كنفاني من اوائل الباحثين الذين سلطوا الضوء على هذه الحركة الصاعدة.
في تقديري ان هذه الحركة استطاعت تصدير رسالة الشعب الفلسطيني التي تحاكي تحرره وإقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني.
* ما رؤيتك للواقع الثقافي في الداخل المحتل بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام ؟ وهل للاحتلال دور في طمس الثقافة ؟
– الواقع الثقافي في الداخل الفلسطيني تراجع كثيرا بعد اوسلو، وقد اختلط الحابل بالنابل والمقمح بالزوانة واصبح هم المبدع ذاته ولهاثه وراء الشهرة والأضواء الكاشفة، بعد ان كان يتماشى مع قضايا شعبه وأوجاعه صار يتماشى مع نفسه ومشاكله وهمومه الخاصة.
هذا ناهيك عن الانقسامات في روابط واتحادات الكتّاب والأدباء التي احدثت اثرا سلبياً على الحركة الثقافية الفلسطينية التي ازدهرت بعد الإحتلال وشهدت نهوض لافت تجسد في الاعمال الإبداعية الملتزمة التي صدرت عن دور النشر التي تأسست في حينه إضافة الى كم الصحف ومجلات الشهرية التي تعتني بالأدب والفكر والثقافة.
لا شك ان للاحتلال دور كبير في طمس الثقافة بفعل الرقابة السكرية الشديدة على المطبوعات والاعمال الإبداعية للكتّاب والمبدعين الفلسطينيين، عدا عن ملاحقتهم وإعتقالهم لهم والزج بهم في غياهب الزناوين والسجون الاحتلالية، ولعل أجمل الإبداعات الفلسطينية وأصدقها تلك التي كتبت وراء القضبان الحديدية والأسلاك الشائكة.
* المبدع الفلسطيني حبر قلمه جاف ولا يلاقي ادنى اهتمام، ويعاني من النفور واللامبالاة. بماذا تفسر ذلك ؟
– المبدع الفلسطيني كغيره من المبدعين العرب لا يلاقي الاهتمام الكافي من المؤسسات الثقافية ويعاي الإهمال والفقر المدقع، ولا احترام وتقدر له، وكما يقال ” لا كرامة لنبي في وطنه”، وللاسف الشديد ان الابداع والثقافة لا قيمة لها في زماننا الحاضر، والكثير من المبدعين توقفوا عن الكتابة بعد ان توصلوا الى قناعة تامة بأنه لا جدوى من الكتابة وأنهم ينحتون في الصخر.
* هل ترى أن بين الكاتب والقارئ فجوة ؟ وما حجمها ؟
– نعم هنالك فجوة كبيرة بين الكاتب والقارئ، وهذا الأمر يعود انعدام ثقافة القراء، ولذلك فإن الكاتب مطالب برفع وعي وثقافة القارئ من خلال الكتابة التي تتناسب مع ذوقه وإهتماماته.
*ما رأيك بالجيل القادم من الكتّاب الفلسطينين ؟
– الجيل القادم من الكتاب الفلسطينين تنقصه التجربة والنضالية والهوية الثقافية، وتسيطر عليه نزعة النرجسية ولا يتقبل النقد، وهو لم يعيش الانتصارات بل عاش النزاع، ولذلك من الطبيعي أن لا حلم ثوري لديه، وهو مطالب بالواعية والتسلح بالوعي النقدي والثقافة الذاتية وقراءة القرأن الكريم ودراسته فهو خير من يهبه اللغة ويثريه بالمعانيـ إضافة الى إكتساب التجربة من المبدعين الذين سبقوهم والتعلم منهم
* هل ترى أن حركة الأدب الفلسطيني لا زالت تعيش تحت معطيات الحس الثوري ؟
– حركة الأدب الفلسطيني تعيش للأسف تحت الجزر الثوري فالمد الثوري تراجع بفعل اوسلو، ولذلك فإن النزاع والاشتباكات التي حلت بالعالم العربي انعكست سلباً على الإبداع الفلسطيني بتجلياته والوانه، فبعد ان كان هذا الإبداع مليئاً بالأمل والتفاؤل بالمستقبل الجميل، اصبح علامة الخيبة واليأس والإحباط وإساحالة التغيير والتحول النوعي داخل الجتمع الفلسطيني.
* برأيك لماذا كل من يكتب عن الحقيقة في بلادنا يُحارب من الجميع؟
– الحقيقة مُرة وموجعة، والمبدع الصادق هو من يكتب بصدق ولا يهتم بأقوال الآخرين، فيكتب ويصور الواقع على حقيقته ويحارب من أجل تغييره، وكم من مبدع صادق تم تغييبه ومحاربته بسبب أرائه المغايرة ومواقفه التي لا تتماشى مع المجتمع والناس، ولانه يغرد خارج السرب.
حاوره: أمير إغبارية