ذات حُلْمٍ تشوّش من نباحِ الكلاب
تاريخ النشر: 15/09/17 | 8:00ذات ليلة حلِم رجلٌ بحُلْمٍ غريب، لأنّ في ذاك الحُلْمِ أراد الانتحارَ من على سطحِ بنايةٍ مهجورة، لكنّه فجأة سمعَ صوت امرأة، حينما قالتْ له حرام عليك أن تنتحر، فالتفتَ ذاك الرجل ورأى امرأة تقف على مدخلِ باب سطح البناية كانت ترتدي بنطال جينز واسع وبلوزة بيضاء، وأعجب بلبسها المحتشم ، فأدرك على الفور بأنها رأته حينما همّ بالانتحار، ولهذا صعدتْ إلى سطح البناية بسرعة لإقناعه بالعدول عن فكرة الانتحار، فردّ عليها أرجوكِ أريد الموت، لقد مللتُ من هذه الحياة، وأريد أن أرتاح من همومي، لكنها قالت له: فكّر بأن الانتحار حرام، وأن عليك أن لا تستسلم لصعوبات الحياة، وحين سمع كلامها بدأ يتراجع ذاك الرجل للوراء، وخطا صوبها وقال لها: لماذا تحاولين منعي من الموت؟ فقالت له لماذا تريد الموت؟ ألا ترى نفسك بأنك تستطيع العيش، رغم كل الأسباب، التي جعلتك تأتي إلى هنا لكي تنتحر، فأنت رجل يبدو بأنك رجل شهم وتستطيع التغلب على همومك، فصمتَ ذاك الرجل قليلا، وقال لها: أتدرين بأن حديثك الرائع معي جعلني أهدل عن الانتحار.. فكلماتكِ الرقيقة جعلتني أتراجع عن ذهابي إلى الموت، فأيقنتْ تلك المرأة بأنه عدل عن فكرةِ الانتحار، فتركته ونزلتْ إلى الأسفل، وقالت له قبل أن تغادر حرام الانتحار.. فتبعها ذاك الرجل بخطواته البطيئة، وحينما خرجتْ من مدخل البناية، انتظرته على رصيف الشارع، وقالت له: أشكرك لأنكَ سمعت كلامي، ولم تقدمْ على الانتحار، فردّ عليها الشكر لك، لأنكَ أقنعتني بالعدول عن فكرةِ الانتحار.. فتركته تلك المرأة وسارت في طريقها، أما ذاك الرجل فهرول بخطواته السريعة صوب منزلِه، وقال في حُلْمه لا أصدق أنني سمعت كلام امرأة، مع أنني لم أسمع في حياتي كلام أي امرأة قطّ، لكنه استيقظَ فجأة من حُلْمه على صوتِ الكلاب، التي كانت تنبحُ بالقرب من منزله، وقال: يا للكلاب الملعونة لقد تشوّش حُلْمي بسببها.
بقلم:عطا الله شاهين