كيف تقي نفسك من الجلطات
تاريخ النشر: 22/10/17 | 13:20يلعب الدم دورا اساسيا في الجسم فهو ينقل الاوكسجين عبر الاوعية الدموية وتجلط او تخثر الدم ماهو الا احدي العمليات البيولوجيه التي تحدث بالدم حيث تتجمع خلايا الدم الحمراء وغيرها من الخلايا في مواقع الاصابات بالجسم مؤلفة كتلة جامدة من الليفين Fibrin (بروتين في الدم) لتعمل علي وقف تدفق الدم في الاوعية الدموية غير أنها تكثر وتزداد في حالات النزيف وعند المصابين بأمراض القلب والشرايين فيتخثر الدم بشكل اكبر من الطبيعي مما يؤدي الي حدوث التصلبات والانسدادات في الشرايين .
من العوامل المؤدية الي الجلطة الدموية :(السمنة الزائدة وهي السبب الرئيسي للجلطات لدي الشباب – التدخين- الحمل- امراض القلب والرئتين- السرطان- التهاب المفاصل الروماتيزمي- العوامل الوراثية ) ويعتبر عدم الحركة من الاسباب الرئيسية للجلطات كذلك التقدم في العمر فبداية من سن الستين يزيد احتمال الاصابة وكذلك يزيد لدي الاشخاص الذين اجريت لهم عمليات جراحية حديثا ولدي الذين يرقدون لفترات طويله في السرير وفي فترات الحمل او بسبب تناول حبوب منع الحمل خاصة التي تحتوي علي هرمون دروسبيرينون Drospirnone مثل اقراص Yasminوyaz حيث تزداد احتمالية الجلطات بواقع الضعف أو الثلاث اضعاف وفي دراسة مثيرة نشرتها صحيفة (سيركيلايشن كارديو فيسكيلار جينيتيكس ) ربطت بين طول القامة وخطر التعرض للجلطات الدموية فكلما كان الانسان أطول قامة زاد الخطر وفي المقابل يتضائل الخطر مع قصر القامة .
من علامات وأعراض جلطات الدم تورم الساقين حيث تبدو احدي الساقين أكثر انتفاخا من الساق الاخري مع الم في الساق عند المشي بسبب الضغط الذي يحدث علي الجلطة مما يدفع الشخص الي التوقف لعدة مرات اثناء المشي .
من الاعراض الاخري الاحساس بحرارة غير عادية في منطقة الجلطة مع تغير لون الجلد ليصبح احمرا مزرقا مع شعور بالحكة في المنطقة فضلا عن الضعف الجسدي والذهني بالاضافة الي الحمي وضيق في التنفس ( قد يشير الي وجود جلطة دموية في الرئتين ) مع الم حاد في الصدر و سعال قوي وتعرق مفرط.
لعدم معالجة جلطات الدم عواقب وخيمة حيث تنخلع الخثرات الدموية من جدران اوردة الساق ثم تنتقل عبر مجري الدم صوب الرئتين وينتج عن ذلك انسداد الاوعية الدموية الرئوية مما ينجم عنه انقطاع الاكسوجين عن الرئتين وبالتالي تصبح الحياة في خطر.
وحينما نتحدث عن الجلطات لا يفوتنا الدواء السحري للوقاية من الجلطات (الاسبرين) للاشخاص الاكثر عرضة لامراض القلب والسكتة الدماغية وذلك بتناول قرص واحد ٨١مليغراما او ١٠٠مليغراما يوميا وفي الوقت ذاته فهو يقي من سرطان القولون بحسب بعض الدراسات وكلمة اسبرين مشتقة من كلمة سبيرايا وهي فصيلة من الشجيرات تحتوي علي المصدر الطبيعي لهذا العقار وهو حمض الصفصاف (حمض الساليسيليك ) وتتعدد المصادر النباتية لهذا الحمض وعادة ما ترتفع نسبة انتاج السالسيلات في الاجزاء المتضررة من النبات بالمقارنة بالاجزاء السليمة كما لو كانت تداوي جروحها بنفسها والجدير في هذا الامر ايضا ان هناك دراسات تشير الي قدرة جسم الانسان علي تخليق الاسبرين بنفسه متي توافرت له المواد الاولية اللازمة لتصنيعه حيث يصنع الجسم حامض الساليسيليك من حامض البنزويك النباتي الذي يحصل عليه الجسم من تناول الخضراوات والفواكه التي تتمتع بالقسط الوافر منه.و يعود الفضل للعالم الكيميائي الالماني (فليكس هوفمان) عام ١٨٩٧ في تطوير الاسبرين الي الصورة الكيميائية الحالية الاقل تسببا في الحموضة (استيل سالسيلات) وهو يبحث عن علاج لوالده الذي كان يعاني من التهاب المفاصل .
يمكن الوقاية من حدوث جلطات الدم من خلال ادخال بعض الانماط الحياتية ومنها الحرص علي رفع الساقين اثناء الجلوس أو الاستلقاء مما يساعد علي تحسن تدفق الدم ومنع تجلط الدم خاصة في الليل كما يمكن رفع القدمين عن طريق وضع وسائد تحتهم..كذلك تجنب الجلوس لفترات طويلة كما في حالة السفر والتحرك كل ساعتين لمدة خمس دقائق وكذلك المواظبة علي تناول مضادات الجلطات وارتداء جوارب الضغط والتي تساعد علي التدفق المستمر للدم في العروق لانها تضغط بشكل بسيط علي الساقين.
اثبتت الكثير من الدراسات أن النظام الغذائي الذي يتبعه الانسان يؤثر بشكل مباشر علي عوامل تخثر الدم كما أن هناك اطعمة يمكنها ان تحد من تكوين الجلطات وفي الوقت نفسه يمكنها التقليل من معدل الكوليسترول فينصح بتناول الاطعمة مثل الزعتر والعسل والخل وعصير التفاح والبرتقال والكاري والبصل النئ او المطبوخ (لاحتوائه علي مركب الكيرستين المضاد للاكسدة ) ومسحوق الثوم(لاحتوائه علي مركب اجوئين الشبيه بالاسبرين فضلا عن الادينوزين المضاد للتخثر) والشاي الاخضر والاسود (لاحتوائه علي مادة التانين المذيبه الجلطات ) والسمك خاصة سمك السالمون( لغناه بالاحماض الدهنية اوميجا 3 الواقية من الجلطات حيث تجعل الدم اكثر سيولة وتحول دون تكدس الصفائح الدموية ) وعشبة الجنكة وكبش القرنفل ( لاحتوائه علي اليوجينول الذي يحافظ علي بنية الصفائح الدموية بعد تكتلها ) والزنجبيل (لاحتوائه علي مادة جنجيرول التي تضاهي كيميائيا الاسبرين ) كما ينصح بالعنب الاحمر (لاحتوائه علي مكونات تمنع تشكل الجلطات مثل البولي فينولات و رسفيراترول) كما ينصح ايضا بزيت الزيتون وهو بمثابة حصان طروادة للشرايين لغناه بالاحماض الدهنية وحيدة التشبع والتي تعمل علي خفض مستوي الكوليسترول السئ وعدم اكسدته .
د.محمد فتحي عبد العال
صيدلي وماجستير في الكيمياء الحيوية
كاتب وباحث مصري