هذيان رئيس

نسترق السمع في كل مرة يطل فيها لينفث سمومه في سماء شرق اوسطنا المسموم اصلا.. فيعبث في كينونتنا…ويغير خارطة التاريخ ببضع كلمات عبثية…لتثور ثائرة البشر وكأنما بهذيانه قد انتصر!!!
يعلن ان القدس عاصمتهم….ضاربا بعرض الحائط وجودنا ساحقا شذرات امالنا وتطلعاتنا الى غد جميل تشرق معه شمس الوطن.
ترامب وما ادراك بما تحت درجه من مخططات وصفقات واتصالات عربية وغربية…وجلها تنطوي تحت راية الدعم الممنهج لاحتلال مبرمج…ينسل كما السيل لا نشعر به الا حين يغرقنا من اخمص اقدامنا الى اعلى الرأس..
وها بدأت شوائبه تطفو على سفوح بلادنا..تنشر المخاوف والقلق في صفوف الاقليات..وتريب المسلمين من مصير اقصاهم..
هذيان ذاك المغفل لا يمكن ان يتحول الى حقيقة الا بصك يبرم بينه وبين عروبتنا العتيدة…تلك التي تشجب وتستنكر على العلن…ومن خلف الكواليس تبارك وتهنيء…كما فعلت سابقا.
باعوا الوطن بجرة قلم…وتلاعبوا بمصائرنا كما لو اننا حجارة شطرنج..وقبضوا ثمنا بخسا لا يساوي حجم الصفقة ولا يستوي مع ما اضاعوا…
فلا يسعنا الا الانتظار والترقب…كي نعلم كنه ما يجري…اهي حقيقة تراها باتت قريبة…ام انها مجرد حشرجات وهذيان..
ام ان هذا الهذيان سينمقه حكامنا ويمنحونه شرعية ليصبح واقعا مرا سيضرب بعرض الحائط كل امل بالخلاص!!!
القدس عاصمة احلامنا لكنها واقع وجودهم..فنحن نحلم وهم يفعلون ويحققون ما يصبون اليه…اما الامنيات فما هي سوى شذرات وهمية سرعان ما تتحطم على امواج الحقيقة..
فلا وطن الا لمن يسعى لوطن..ولا ارض الا لمن يصون الارض..
فرب هذيان رئيس سيحوله الصمت والشجب الفارغ الى حقيقة…ورب حقيقة واقعة ستنقلب الى نقيضها مع اول جرة قلم لترامب على وثيقة وجودنا وخارطة وطننا…!!

بقلم الشاعرة والمربية : اسراء محاميد