أبواب الجحيم لن تقوى عليها
تاريخ النشر: 26/02/18 | 10:10بتوجيه وأوامر من رؤساء الكنائس ، أغلقت كنيسة القبر المقدّس ( كنيسة القيامة) أبوابها اليوم الأحد 25\ 02 \2018 أمام المؤمنين والمصلّين والسيّاح والزائرين احتجاجًا على قرار بلدية اورشليم – القدس التعسّفيّ بفرض ضرائب بلديّة ( الأرنونا) على الكنائس والاملاك والاراضي التابعة للكنائس ، خِلافًا للمعهود والمُتبع والمتعاهد عليه عالميًا ودوليًا ، فكأنّي ببلدية القدس التي تبتلع جزءًا كبيرًا من ميزانية الدولة لا تشبع ولا تريد ان تشبع ، “وتضع” عينيها على املاك المسيحيين واراضيهم ، وإلّا فما بالهم يُهدّدون بخطوات ممنهجة للحجز على اموال الكنائس في المصارف ووضع اليد على الاراضي والممتلكات.
” إنّ هذا التصرّف الاهوج والمستهجن والفاضح يذكّرنا بقوانين جائرة مشابهة سُنّت في العصور المظلمة على اليهود في اوروبا”… هذا ما صرّح به رؤساء الكنائس في البلاد إثر هذا القرار الفاضح لبلدية القدس.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل تدفع الكُنُس الضرائب ؟!!!
ثمّ ما هو الدافع الحقيقي لهذه الخطوات التعسّفيّة ؟!!! أتراهم يبتغون أن يُضيّقوا الخناق أكثر وأكثر فيحملون رؤساء الكنائس على البيع والتأجير ل 99 سنة و999 سنة وبأسعار باخسة كما فعلها المستعمرون اليونانيون ويفعلونها ففرّطوا بالكثير من الاملاك لقاء ملايين قليلة جدًّا.
نعم انهم يحاولون جاهدين أن يسرّعوا من عملية البيع والشراء والاستيلاء بكل الطرق على ممتلكات المسيحيين ، وتصفية الوجود المسيحي في البلاد ، علمًا أن عدد المسيحيين في البلاد وفي الشرق آخذ في التقلّص نتيجة التضييقات هذه والغبن اللاحق والظلم الواقع، كما حدث ويحدث في سوريا والعراق ومصر وحتى في الضّفة الغربيّة وغزة ، فحدّث ولا حرج حتى عن بيت لحم والتي اصبح فيها المسيحيون أقلّ من ربع السكّان.
لقد باتت الهجرة المسيحيّة في البلاد والشرق موضة ونهجًا ، فهذا الشرق الذي ترفع فيها الضغينة رأسها ، ويشمخ اله الحرب بين فترة وأخرى تشجع شبابنا المسيحيّ على الهروب والنزوح والهجرة.
غريب امر بلدية القدس ورئيسها المُتدّين !!! ، غريب في ملاحقته ، خاصّة وأن الكنائس في القدس من اقدس الاماكن المسيحية في العالم ، وهي هي لا تجبي قرشًا واحدًا من السيّاح والزائرين …
ألم يكفهم ما اشتروه من اراضٍ وممتلكات ” بتراب المصاري ” ؟
نعم غريب امر بلدية اورشليم القدس المُتديّنة والاغرب صمت الغرب المسيحي !!! حيال هذا الظلم والغبن ، فلا ولم نسمع ابدًا احتجاجًا واحدًا .
كلّنا أمل أن نكون مخطئين ، فنرى ونسمع ونشعر بضغوطات على هذه البلدية الجائرة من هذه الدول الاوروبيّة ومن الفاتيكان لردعها ومنعها من التمادي والتصرّف الوقح.، واثقين تمامًا ومتأكدين أنه ان سكت البَّشر فالسماء لا ولن تسكت فهي عينها على كنيستها : “وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.( متّى 16 : 18).
بقلم : زهير دعيم