الخارطه الهيكليه الشموليه في كفرقرع

إن قرار لجنة التنظيم اللوائيه في حيفا والذي شمل السلطات المحليه العربيه والذي يفرض على السلطات المحليه اعداد خرائط هيكليه بمشاركه فعليه من قبل الأهالي جاء ليفك أسر التخطيط الهيكلي من براثن رؤساء السلطات المحليه الذين استخدموا صلاحيتهم في التخطيط والبناء لأغراض سياسيه فخضوعا لقرار لجنة التنظيم اللوائيه وليس منة من أحد تم تشكيل لجنه محليه من أهالي كفر قرع للمشاركه بشكل فعلي في اعداد خارطه شموليه .
عقدت هذه اللجنه ثلاث جلسات مع طاقم التخطيط المستأجر والموجه من قبل اللجنه اللوائيه كان اخرها قبل سنتين. منذ سنتين كاملتين لم يتم دعوة هذه اللجنه لأي اجتماع وتم تجميدها ان لم يكن الغاؤها وفوجئنا بقيام رئيس المجلس بدعوة لجلسه تحت مسمى “جلسة عرض الخارطه الهيكليه” عقدت بتاريخ 20.3.18 ورغم انني عضو فاعل في اللجنه المحليه الا انني لم أدع لهذه الجلسه وحضرتها عرضا وفوجئت انها ليست جلسة عمل وانما حفل استعراضي دعي المدعوون اليه للاحتفال فقط ولكشفهم امام كاميرات التصوير.
ان دعوة رئيس المجلس لهذه الجلسه الاستعراضيه وبهذه العجاله جاءت لتحقيق اهداف عدة ومنها:

1. القضاء المبرم على دور اللجنه المحليه الاهليه المشاركه في اعداد الخارطه الشموليه وتنفيذ حكم الاعدام فيها واسناد دورها لمستشار رئيس المجلس السيد وسيم قاسم على الرغم من أن مشاركة مستشار الرئيس في الخارطه الهيكليه كانت الرئيسيه على حساب مشاركة اهل البلد .

2. اعلنت ادارة المجلس عند استلامها مقاليد السلطة انها ستعمل على وضع واقرار خارطة هيكليه الا انه ورغم مرور اكثر من اربع سنوات لم تف بوعودها وللخروج من هذه الأزمه دعت ادارة المجلس لحفل استعراضي كان بمثابة ذر الرماد في العيون .

3. ان توتر ادارة المجلس ورئيسها من اقتراب موعد الانتخابات في ظل انعدام أي منجز لهذه الاداره كان لا يمكن معالجته الا في حفل استعراضي في محاولة للتغطيه على انعدام المنجزات وبث دعاية انتخابيه.

مما يثير العجب ان رئيس المجلس دعى اعضاء المجلس لجلسه عقدت في نفس اليوم للحفل الاستعراضي في الساعه الثامنه مساء وعلى بساطها المصادقه على الخارطه الهيكليه وكنت قد طلبت تأجيل البت في الموضوع حتى تزويد اعضاء المجلس بنظام (תקנון) وبجميع مرفقات الخارطه التي لم نحصل عليها لدراستها قبل التصويت وطلبت التصويت على اقتراحي هذا الا انه ولأسفي صوت جميع ألأعضاء ضد اقتراحي وصوتوا لصالح المصادقه حسب اقتراح الرئيس باعتراضي وامتناع السيد صدقي محسن .

ان الحفل الاستعراضي لم يكن الا “حفل زفاف بغياب عروسيه” حيث أنه ما زالت تفصلنا عن اقرار خارطه هيكليه مسافة طويله وبعيده جدا وأن الاعداد لخارطه هيكليه ما زال في مهده وحتى ولو افترضنا وجود خارطه شموليه فان مأساة التخطيط والبناء في بلدنا ستزداد حدة حيث انه ولحصول المواطن على تراخيص بناء وايصال بيته بالكهرباء فعليه تقديم طلب بذلك لسلطات التنظيم واقتراح خارطة تفصيليه تحتوي في اطارها على تخصيص ارض للصالح العام وتفي بما يفرضه قانون التخطيط والبناء وحتى وإن تقدم أي مواطن بخارطه تفصيليه لسلطات الترخيص للحصول على ترخيص بناء فحظوظه بالموافقه على طلبه تكاد تكون معدومه .

ان الاحتفال بخارطه شموليه قد يكون له مبرره عند رئيس المجلس لكن محاولة افتراض وجودها سيخلق بلبلة عند المواطنين ويوسع هوة عدم الثقه ما بين المواطن والسلطه خاصة وأنه سيتضح للمواطن ان الحفل الاستعراضي لم يكن الا أصوات مفرقعات ذات الوان جميله وزاهيه ستبهت الوانها رويدا رويدا لتزول ويبقى ضجيج أصواتها يصم الاذان .
صدق قول الله سبحانه وتعالى: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (الرعد 17)

بقلم المحامي محمد يحيى
عضو المجلس , ومرشح لرئاسة المجلس المحلي