أوراق انتخابية فحماويّة
تاريخ النشر: 13/10/18 | 20:27أيام قليلة تبقّت على موعد الخروج الى صناديق الانتخابات، الآ انّها ما زالت “ناعسة” وتدور على نارٍ هادئة رغم محاولات “هناك !!” ( ودقق معي في كلمة هناك ) لتحريكها ورفع وتيرة حرارتها .
ثلاثة من الأسابيع تبقّت والصورة لم تتضح بعد ، غير أن هذا الاسبوع شهد تحركًا من قبل بعض المرشحيْن الأكثر حظوظًا وفق ما يتداوله المهتمون بما يجري على الساحة الانتخابيه .
رئيس البلدية والمرشح للدورة الثالثة ، الشيخ خالد حمدان ، اطلِّ مساء يوم الجمعة الماضي برسالة وببيان مصوّر وبنبرة هادئة ، مخاطبًا جمهور الناخبين بشكلٍ عام ومنافسيه المرشحين بشكلٍ خاص مؤكدًا على أن الانتخابات هي منافسة وليست بالمعركة ومناشدًا الجمهور بانتهاج النهج الحضاري والراقي في الحوار والانتقاد وتجنب التجريح.”. لا شك ان مطلب الشيخ خالد هو مطلب شرعي، اخلاقي وضروري ولكن هيهات هيهات لو يستجيبون.
وبعد مضيّ يوم واحد على تلاوة هذا البيان افتتح المقر الانتخابي لكتلته معلنًا بذلك انطلاق حملته الانتخابية .
وتَحَلَّتْ رسالته ، بالصبغة الدينية ، حيث ركّز فيها على أهمية الحوار “الراقي” ، والذي أكاد أجزم أن هذا سيكون خارج دائرة السيطرة ( بالذات من جهة المنافسين ) سيما وان الشيخ هو الوحيد الذي تبوأ منصب رئاسة البلدية مرّتَين متتاليتين ، ومن البديهي أن يتعرض للانتقاد والهجوم من قبل منافسيه .
لا يخفى على أحد مشهد الحراك الانتخابي ولا ننسى أنه لا يوجد بالعمل السياسي “أعداء” أو اصدقاء دائمين فاصدقاء الامس هم “أعداء” اليوم و”أعداء” اليوم هم اصدقاء الامس، وإن غداً لناظره قريب …
وبين هذا وذاك ، نستطيع وبوضوح مشاهدة انطلاقة حملة البيت الفحماوي الانتخابية بشكل رسمي ، حيث خرج نشطاؤها يتقدمهم مرشحها للرئاسة سمير صبحي ، إلى الميدان للقاء المواطن وجهًا لوجه ، بالاضافة لتوزيع نشرتهم الانتخابية.
من المهم جدا أن لا يُفهم مما سأقول أنه دعاية إنتخابية أو أنني أدفع بكم إلى المَيل هنا أو السير إلى هناك ، ولكنني أحاول أن أقرأ معكم ما يجري حولنا بمصداقية وموضوعية وشفافيه ، بعيدا عن التعصب لأحد أو كراهية لأحد ….
حقيقةً لم يكن توزيع البرنامج الانتخابي الذي تطرحه قائمة البيت الفحماوي على المواطنين حدثًا اعتياديًا بل حدثًا مميزًا تم اعداده واخراجه بنجاح ، ولوحظ بوضوح تحرك المرشح سمير صبحي بجرأة وحيويّة دون وجل ، وتمكّن من تسجّيل نقاط لصالحه وهو يحمل بجعبته سِجِلّ نجاحاته بإدارة المدرسة الاهلية بالاضافة على تاكيده على رؤيته للعمل البلدي حيث سيعمل بشفافية والتركيز بالعمل على ثالوثٍ من العناصر المهمّة وهي: الجراة والمتابعة والمُساءَلة.
لا بد من الاشارة ايضًا ، في سياق الحديث ، إلى روح الإصرار التي قد طغَّت على رفاقه ومرافقيه من كادر الناشطين الذين تحركوا بحيويّة ونشاط واضح للعيان .
وتذكّر معي ” طالع فجرك يا بلدنا ، البيت الفحماوي املنا…”، المقصود منها اغنية انتخابية تتميز بالحماسة والشعور بالانتماء وشحذ الهمم .
ولذلك نعود ونقول ، أنه ليس من شك بان الحراك الذي توقفنا عنده قد ترك اثرًا ايجابيًا على الشارع الفحماوي وسجّل تأييدًا ملحوظًا على نسبة مؤيدي سمير صبحي لرئاسة البلدية ويبدو أن هذا الامر أدى إلى رفع وتيرة الهجوم على البيت الفحماوي ، فتشعر للحظة مع نفسك وكأنهم هم اللاعبين الوحيدين المتواجدين في المنافسة الانتخابية المحلية .
وواصلت قائمة البيت الفحماوي نشاطها ونشرت فيلمًا قصيرًا يروي بإقتضاب جزءًا من مسيرة د.سمير صبحي، وكان لسان حاله في هذا الفيلم يقول:” انا من هذه المدينة، ولدت لاب كادح وترعرعت في بيت متواضع وفي ظروف اقتصادية صعبة كمعظم العائلات الفحماوية..”. وحقيقة فإن الفيلم يحوي مقاطع مؤثرة جدًا تستقطب عاطفة المشاهد، ولكن كان بالإمكان استغلال هذا الفيلم للخروج بعملٍ اقوى واكثر ابداعًا، وكما يبدو فأن الاسراع ٠٠ الفيلم بسبب ضيق الوقت المتبقي على موعد الانتخابات كان عاملًا حاسمًا بعدم إنتاج عمل اكثر جودة ومتكامل.
لا بد من التفكير والتساؤل عن دوافع هذا الهجوم المكثف وغير المبرر ، وهل هو ناتج عن الشعور بقوة حضور هذه القائمة ومرشحها للرئاسة ، أم هو فراغ وضعف في إدارة مسيرتهم وكسب شريحة واسعة من الناخبين تبحث عن الأفضل ؟
لا يخفى على أحد هنا ، بتقديري الشخصي ، محاولات مباشرة وأخرى غير مباشرة للطعن في مصداقية القائمة والقائمين عليها وشخص سمير نفسه ومحاولة المس ببعض رجال الأعمال الفحماويين بسبب دعمهم لها لدرجة تسميتهم ب” الحيتان” ، وكأنهم بهذا قد اقترفوا إثمًا وحرامًا، في الوقت الذي لم يتطرق به المنتقدون لرجال أعمال آخرين يقومون بدعم قوائم منافسة أخرى علمًا ان دعم رجال الأعمال لحملات انتخابية هو أمر عادي وشرعي في الأنظمة الديموقراطية وفي المجتمع اليهودي بشكلٍ بارز مثل الشمس .
وفي نهاية الامر فان رجال الاعمال هم مواطنون كسائر مواطني المدينة لهم الحق بالمشاركة بالحراك الانتخابي ، فضلًا عن أن لهم الدور المؤثر في ازدهار الحركة الإقتصادية ومعظمهم يدعم النشاطات المختلفة في المدينة بسخاء وبشكلٍ متواصل وقيامهم بدفع الضرائب المستحقه لصندوق البلدية التي تعود بطريقة أو بأخرى بالفائدة على المواطن اذا ما تم استثمارها واستغلالها بالشكل الصحيح.
ولا بد من عودة إلى انتهاج طريقة الحملة الانتخابية السلبية والتي يكمن فيها خطر كبير قد يعود بالضرر الفادح على القائم عليها ” بوميرانغ” اذا لم تعتمد على الأدلة والبراهين والحقائق، وعلى المرشح ان يتذكر بأن الناخب ليس ساذجًا ويريد أن يسمع ويستمع إلى ما يريده هو وليس ما يريد قوله المرشح.
وفي الختام لا بد من التذكير بأنه لا مكان للصمت في المنافسات الانتخابية, وحتى لو لم يكن “قول خيرٍ”, اذ ان البعض لا يصمتون، والشيخ خالد يعي ويعرف ذلك جيدًا وشاهده في ام عينيه في الانتخابات الأخيرة حيث لم يَسْلَم منافسه السيد يوسف اسعد، وهو شخصية من خير الشخصيات التي انجبتها ام الفحم، من التجريح، ورغم ذلك لم تشفع له سيرته النقيّة من الهجوم والاتهامات المباشرة،العلنية والمبطنة.
ولكن، وكما تعودنا فالانتخابات في ام الفحم تنتهي ويتبخر معها كل غبار التوتر سريعًا.
( كتب ؛ سعيد بدران )