مشروع “الطيور في بلدتي” بمدرسة طه حسين عرعرة
تاريخ النشر: 06/04/14 | 22:45ألكثير منا لا ينتبه للطيور في بيئتنا ولا يدرك شدة المتعة في مشاهدتها. مشاهدة الطيور تذكّرنا بكثير من الأشعار، بالحربة، بالسلام والمحبة وتجعلنا نتقرب من الطبيعة بصورة غريبة تجعلنا ننسى همومنا وتدعونا أيضا ً لنتجوّل مع عائلتنا لكيّ نراها.
تقوم مدرسة طه حسين عرعره بمبادرة نادرة لم يسبق لها مثيل برعاية مديرة المدرسة السيدة سماهر ابو شرقية، وبأرشاد الاستاذ مصطفى مرة وبمباركة الهيئة التدريسية، والتي تتمثل بمشروع “الطيور في بلدتي”.
هذا المشروع بحد ذاته ليس غريبا، لكن طريقة التنفيذ هي الجوهر. منذ اربع سنوات وفي صباح الباكر من كل يوم جمعة، صيفاً وشتاءً، في الساعة السادسة صباحاً، تتوافد مجموعات طلاب الى المدرسة مسرورين ومبتهجين، ويبدأون اليوم بوجبة افطار خفيفة، يحضرونها الطلاب،وأحيانا اخرى ينتظرنا الاهل خلال الجولات التي نقوم بها لتقديم وجبة الافطار.
نبدأ جولتنا في احياء القرية ومحيطها نتمتع بجمالها ونتنفس الهواء النقي لنبحث عن الطيور ولنراقبها ب “المقراب” أي الناظور (لكل طالب) وبالتلسكوب ونقوم بتصويرها بوسائل تصوير متطورة جدا، هذه الوسائل لم تكن بحوزتنا منذ انطلاق هذا المشروع قبل 4 سنوات، لذلك كنا نستعمل وسائل بسيطة حيث كنا نجلس في مكان معين ونختبئ بين الاعشاب او تحت شراشف نحضرها من البيت وكاميرا بسيطة للتصوير، واحيانا نجلس ولا نتكلم للأستماع الى اصوات العصافير والتعرف عليها اليوم وبعد ان حصلنا على الوسائل المتطورة بدأنا بتدوين ما نشاهده في موقع خاص للطيور وكتابة معلومات مفصلة عن كل طير مع صور للطيور قام الطلاب بتصويرها خلال جولاتنا.
وبدأنا نبني صناديق للتعشيش نضعها بالقرب من البيوت لمشاهدة عملية التعشيش والتفقيس، ونبني محطات لأطعام الطيور بالمدرسة وبساحات البيوت. وسوف نبني هذه المحطات في أماكن عامة بالقرية، كل ذلك لتكون هذه الطيور قريبة منا، نستمتع بمشاهدتها، نتطيب بالوانها الزاهية وبسماع زقزقتها الموسيقية ونتودد اليها.
والجدير بالذكر ان هذا المشروع تم اختياره كأفضل مشروع من بين 70 مشروع على مستوى الدولة. وقد بعث مركز تطوير المبادرات يوم الخميس الماضي مصورا خاصاً الى المدرسة لتصوير فيلما وثائقيا عن المشروع، حيث صادف في هذا اليوم فعاليات عن الطيور وسمي هذا اليوم بيوم الطيور الذي استمر من الساعة السادسة صباحا حتى الثانية عشرة ظهراً.
شمل البرنامج العديد من الفعاليات منها: جولة في الجهة الغربية من البلد حيث قمنا بزيارة بيت الطالب بشير مصاروة لمشاهدة فراخ طير القرقف في صندوق قام ببناءه. وشاهدنا بعض الطيور خلال الجولة ووضعنا محطات طعام على الهضبة بجانب طريق خور صقر وعدنا الى المدرسة في الساعة الثامنة.
بعدها باشر الطلاب في كل الصفوف الفعاليات الاخرى كبناء جهاز لاطعام ابو الزهر، عرض لمجموعة من الطلاب لعارضة عن بعض الطيور و محطة للعبة الذاكرة للتعرف على اسماء الطيور.
الفيلم الوثائقي الذي صور في هذا اليوم المثير للغاية سيعرض في مدينة القدس امام ممثلين من وزارة المعارف وممثلين عن 70 مدرسة عرباً ويهوداً.
توصيتنا لأهلنا في عرعره: على كل شخص منا يستطيع ان يبني صندوق او محطة لاطعام الطيور يضعها في ساحة بيته ويعتني بها لكي تكون قريبة منه ليستمتع بها. لكن علينا ان نتذكر الطير له روح خلقها رب العالمين ارحمه ودعه يعيش بحرية ولا تجعله يعاني بأمكانكم تصوير الطيور وأرسالها لنا عن طريق موقع الطيور لتوثيقها في الموقع.
كل الاحترام
كل الحترام