بركة: يوم الأرض بدد أوهام إسرائيل باختلاق مجموعة متصهينة من الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 08/04/19 | 11:05قال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، في ندوة بمناسبة يوم الأرض عقدت في مدينة طوباس في شمال الضفة، إن يوم الأرض كان محطة فارقة لما قبله وما بعده. فقد بدد أوهام إسرائيل باختلاق ما يسمى “عرب إسرائيل”، مجموعة سكانية متصهينة. وحذر من المؤامرة المتصاعدة على الشعب الفلسطيني من خلال صفقة القرن، التي تشجع نتنياهو على التصريح بضم مستوطنات الضفة بعد الانتخابات.
وجاء هذا في الندوة التي نظمتها هيئة التوجيه السياسي والوطني، ووزارة الإعلام في طوباس، اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى الـ 43 ليوم الأرض، والذكرى 71 لمعركة “القسطل”. وتكلم في الندوة إلى جانب بركة حفيد قائد معركة القسطل، عبد القادر فيصل الحسيني، ونائب محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، وأمين سر حركة فتح في طوباس محمود صوافطة، ومحافظ طوباس الركن بولس عاصي.
واستعرض بركة محطات في أحداث يوم الأرض الأول في العام 1976. وقال عن يوم الأرض كان محطة فارقة بين ما قبله وما بعده. فمنذ النكبة وحتى ذلك اليوم، كانت إسرائيل غارقة في اوهامها بأنها قادرة على انتاج ما يسمى “عرب إسرائيل” وسعت الى انتاج فصيلة متصهينة من أبناء الشعب الفلسطيني. وحتى ذلك اليوم كانت نظرة متخلفة عند أوساط عربية وأيضا فلسطينية، تأخذ علينا بقاءنا في وطننا، وكانت هذه الأوساط تتحفظ من الالتقاء بشخصيات من بيننا. وجاء هذا اليوم ليضع حدا لأوهام إسرائيل، ولأخطاء الحركة الوطنية العربية والفلسطينية في التعامل معنا.
وتابع بركة قائلا، إن يوم الأرض قال كلاما واضحا، لهذه المجموعة من الشعب الفلسطيني التي كانت كالأيتام على موائد اللئام بعد النكبة. قال كلاما واضحا في ما يتعلق بأننا كنا وما زلنا قابضين على جمرة البقاء والانتماء والهوية الفلسطينية. وكلاما واضحا ذا بعد كفاحي، وأننا شهود على هوية المكان ومسمياته.
وقال بركة، إن إسرائيل اقامت على مر السنين مئات المستوطنات على أنقاض القرى الفلسطينية ولغالبيتها اطلقت عليها أسماء قريبة من أسماء القرى الفلسطينية المدمرة. ليس فقط من اجل سرقة المكان وهويته، وإنما في محاولة لاختلاق رواية صهيونية أخرى للمكان. إلا أننا كنا وما زلنا نواجه هذه المحاولة، في رد يومي يرتكز على البقاء والصمود والتطور في الوطن، الذي لا وطن لنا سواه.
وتكلم بركة عن السياسات الإسرائيلية العنصرية المتصاعدة، وبضمنها سياسة تدمير البيوت العربية، ومحاصر البلدات العربية ومنع توسعها في اتجاه أراضيها المصادرة. وقال إن 50 الف بيت عربي مهدد بالهدم. والمأساة الأكبر قائمة في النقب، وفي نظرة الى احصائيات العام الماضي تبين أن إسرائيل تهدم يوميا بمعدل 4 بيوت.
وتوقف بركة عند مخططات التآمر على الشعب الفلسطيني. وقال إن نتنياهو اعلن بصريح العبارة أنه سيضم المستوطنات الى ما تسمى “السيادة الإسرائيلية”، وهذا تصريح يأتي بعد إعلان ترامب بشأن القدس ونقل السفارة الى المدينة المحتلة، وفي الأيام الأخيرة إعلانه بشأن مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وقال بركة إنه لا يمكن لأي صفقة لا يوقع عليها الفلسطينيون. وفي هذا الوقت واجب ان نشيد بموقف القيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس أبو مازن. فليس امرا عايدا ان تقول لا لأميركا في أي مكان في العالم، فكيف يكون في حالة شعبنا الفلسطيني، الذي نصفه لاجئون ونصفه الآخر تحت الاحتلال، ولكنه يقول لا لأنه يتحدى تحدي الاحتلال.
وتابع قائلا، إن القيادة الفلسطينية ترفض لقاء مبعوثي الإدارة الأميركية، ولقاء الإدارة الأميركية مباشرة، وهذا على أساس رفضها لصفقة القرن. وعلينا القول، إنك تستطيع أن تختلف مع القيادة الفلسطينية كما تشاء، ولكن هناك ضرورة لدعم هذا الموقف الشجاع والبطولي، دون أي تحفظ.
وقال محافظ منطقة طوباس الركن بولس العاصي، إن إسرائيل تخرق القانون الدولي باستمرار، وهي مشروع تم زرعه في المنطقة لمنع قيام الدولة الفلسطينية الواحدة. وتوقف في كلمته عند فلسطينيي الداخل، وقال إنه يجب عدم الزج بهم في دائرة الاستهداف، فوجودهم وصمودهم حيث هم، هو أمر في غاية الأهمية، ويجب دعمهم في صمودهم.
وأكد نائب محافظ طوباس، أحمد أبو أسعد، على صمود الشعب الفلسطيني وقيادته في وجه التحديات والتهديدات، وبضمنها ما تفرضه من تحديات الإدارة الأميركية. وقال إن انهيار الاتحاد السوفييتي خلق نظام القطب الواحد، وتبع ذلك إقامة مناطق اقتصادية تخدم الاستعمار الأكبر.
واستعرض الشخصية الفلسطينية عبد القادر فيصل الحسيني، حفيد القائد الثائر الفلسطيني عبد القادر الفلسطيني، محطات بارزة في مسيرة جده، وخاصة المعركة الأخيرة التي استشهد فيها.