جرائم الاحتلال الإسرائيلي لن تسقط بالتقادم
تاريخ النشر: 12/10/19 | 8:04بقلم : سري القدوة
في خطوة ليست الاولى من نوعها اقدمت سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي في القدس المحتلة باقتحام مستشفي المطلع في القدس المحتلة حيث اقتحم جنود الاحتلال الاسرائيلي المدججين بالأسلحة والهراوات وفرق الكلاب البوليسية المدربة اقسام مستشفى «المطلع» في حي جبل الزيتون «الطور» بمدينة القدس المحتلة، مستعينة بكلاب بوليسية، وأن القوة الإسرائيلية ضمت عناصر من الجيش والشرطة والمخابرات واقتحمت بعض غرف قسم السرطان، وأرهبت المرضى، ونفذت عمليات تفتيش، بزعم البحث عن سلاح، وأن هذا المسلسل يتواصل بشكل مستمر حيث الاعتداءات المتكررة على مستشفيات والاقتحامات خلال الفترة الماضية تحت حجج واهية وغير منطقية .
إن اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى المطلع في مدينة القدس المحتلة، وعناصر من شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى المبارك يشكلان تصعيدا خطيرا وتجاوزا فجا لجميع الخطوط الحمراء، واستخفافا متعمدا لكرامة الانسان وحقه في الحياة والعبادة، وان جرائم الاحتلال ضد القدس ومواطنيها تعد تصعيد خطير، وخاصة ظاهرة استخدام الكلاب البوليسية واقتحام المستشفيات فهذا العمل غير اخلاقي ويتنافى مع كل القوانين والتشريعات في العالم اجمع .
ان اقتحام المستشفى بالأسلحة والكلاب البوليسية يدل على مدى عدم احترام واكتراث قوات الاحتلال للمرضى والمؤسسات الصحية الفلسطينية، وان حكومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي لم تجد رادعًا على المستوى الدولي، لذلك تغزو كل يوم بانتهاكاتها وإجرامها وبكل عنجهية ووقاحة ضاربة بعرض الحائط حقوق الانسان الفلسطيني .
أن هذه الاقتحامات المتكررة تعتبر استهزاء بمبادئ حقوق الانسان، وإمعانا في التمرد على القانون الدولي ورفض مبادئه، وكذلك على الشرعية الدولية وقراراتها واتفاقيات «جينيف» والاعلان العالمي لحقوق الانسان ويعد هذا العمل تصعيد خطير يندرج في إطار توغل الاحتلال على القدس المحتلة وممارسة القمع بحق مواطني القدس ومقومات وجودهم الوطني والإنساني فيها، وحلقة بشعة في عمليات أسرلة وتهويد القدس وعمليات التطهير العرقي المتواصلة ضد سكان القدس تحديدا .
ان سلطات الاحتلال صعدت في الآونة الأخيرة من انتهاكاتها وقمعها للفلسطينيين والتنكيل بهم، ليس فقط المشاركين في المسيرات السلمية، وإنما أيضاً الاعتداءات العنيفة خلال الاقتحامات الليلية للعديد من المناطق، في الوقت الذي يواصل فيه المستوطنون اعتداءاتهم الاستفزازية الهادفة إلى ضرب الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة «ج»، والتي كان آخرها اقتحام قرية قيرة شمال سلفيت وإعطاب 13 مركبة وخط شعارات عنصرية معادية.
ان سلطات الاحتلال تشن حربا استعمارية شرسة ومفتوحة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم في طول البلاد وعرضها، بهدف تكريس وتعميق الاحتلال والاستيطان في الأرض الفلسطينية، وإحلال المستوطنين اليهود مكان أصحاب الأرض الأصليين .
إن جرائم الاحتلال لن تسقط بالتقادم، ولن نتراجع عن حقنا في ملاحقة مرتكبي الجرائم الإسرائيليين بحق شعبنا أمام العدالة الدولية، ولن يتوانى الشعب الفلسطيني عن مواصلة ومتابعة تقديم ملفات جرائم الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية، وأن الاحتلال الاسرائيلي ومخابراته ما زالوا مستمرين في ارتكابهم الجرائم والمجازر البشعة بحق الشعب والأرض والمقدسات، وفي مقدمتها جريمة استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية والاستيلاء على المصادر الطبيعية والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، ومصادرة الأراضي وقتل المواطنين الفلسطينيين، ومواصلة اختطاف أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية، ومحاصرة المدن والمخيمات والقرى والتهويد اليومي للقدس، واقتحام المراكز الطبية مستخدمين الكلاب البوليسية ومحاولات تغيير معالمها وهويتها التاريخية والجغرافية والدينية .
ان صمت المجتمع الدولي واكتفائه ببيانات الإدانة الشكلية لهذه الجرائم المتواصلة يشجع سلطات الاحتلال على تعميق استفرادها العنيف بشعبنا ويسهل عليها تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية، وأن المجتمع الدولي مطالب وأكثر من أي وقت مضى بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .
إننا وفى هذا النطاق ندعو الحكومة الفلسطينية الي ضرورة تفعيل ملف الاعتداءات الاسرائيلية وتقديمه لمحكمة العدل الدولية وبشكل عاجل، كما نطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة إلى الوفاء بالتزاماتها بأن تحترم هذه الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، وضرورة استمرار المسؤولية القانونية للأمم المتحدة تجاه قضية فلسطين، حتى يتم إيجاد حل عادل وشامل يكفل إنهاء الاحتلال وكل آثاره، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية والسياسية الثابتة غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير والتحرك الفعلي والجاد لحماية فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.