جاريد كوشنر صانع السياسية الخارجية الأمريكية
تاريخ النشر: 13/10/19 | 6:58يستمر ويتصاعد الخلاف داخل اروقة البيت الابيض ويشتعل بالنار كالهشيم منذ ان اقدم الرئيس الامريكي على تعيين صهره جاريد كوشنر المتزوج من ابنته إيفانكا منذ عام 2009، حيث تم تعينه بموقع متقدم ليعمل كبيرا للمستشارين في البيت الابيض مما ادى الى استقالة العديد من العاملين وتصاعد الخلافات مع الوزراء والسياسيين وصانعي القرار فى المؤسسات الامريكية حيث بقي صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقت طويل بعيدا عن الأضواء إلى أن تم كشف امتيازات تخوله الاطلاع على وثائق سرية في البيت الأبيض بعد أن أصبح جاريد كوشنر من الشخصيات الأكثر نفوذا في الولايات المتحدة، وتصاعد الجدل بشأن وصول كوشنر إلى وثائق سرية منذ تسلم ترامب السلطة، لأن الرجل البالغ اليوم 38 عاما، لم تكن لديه خبرة سياسية أو دبلوماسية ولم يتم التحقق من سوابقه بل كان على العكس متورطا في مجموعة معاملات مالية في الولايات المتحدة وخارجها .
جاريد كوشنر رسميا، هو مستشار ترامب السياسي لكن في الواقع، يصغي ويستمع ترامب كثيرا له ولرأيه بشأن مجموعة متنوعة من المواضيع وكلف جاريد كوشنر أيضا تقديم خطة جديدة للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهو يهودي متدين يشكل جزءا مما يسميه ترامب بفخر الإدارة «الأكثر تأييدا لإسرائيل» في التاريخ .
منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الامريكية تأثرت السياسية الامريكية الخارجية وخاصة على الصعيد الفلسطيني والعربي وما يخص القضية الفلسطينية وعمل ترامب على تطبيق وجهة نظر الاحتلال الاسرائيلي بشكل كامل واستمع بوضوح الى رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الذي عمل على اتباع اسلوب الكذب والمراوغة مستغلا التأثير الكبير لصهر ترامب جاريد كوشنر ليصبح هو مهندس السياسة الامريكية الخارجية ومنذ ذلك الوقت يرفض الرئيس الامريكي العمل ضمن فريق الوزراء المكلف ليستمع الى كوشنر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعمل كوشنر على رفض مبدأ حل الدوليتين وقال امام وسائل الاعلام إن بلاده لا تؤيد حاليا إقامة دولة فلسطينية، وإن الخطة الأميركية المرتقبة لا تنص على مبدأ حل الدولتين فى تحدى واضح للشرعية الدولية وضرب لكل الجهود التى بذلت لتحقيق السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
تكشف الاحداث والخفايا وما يجرى سياسيا واقتصاديا بان اللوبي الاسرائيلي هو من بات يتحكم بالسياسة الامريكية وبان الرئيس ترامب يستمع ويتخذ القرارات بعد ان يستمع الى صهره كوشنر صانع السياسة الامريكية الجديدة، فى الوقت نفسه رفض الرئيس الأميركي ترامب أن يصدق بأن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تقوم بالتجسس على الولايات المتحدة حيث قال معلقا على تقرير لموقع «بوليتيكو» الأمريكي الشهير والذي استعان بشهادة لثلاثة مسؤولين أمريكيين كبار سابقين يقولون إن إسرائيل وضعت أجهزة مراقبة عُثر عليها بالقرب من البيت الأبيض، والتى كشفت قيام اسرائيل بالتجسس على الولايات المتحدة الامريكية فقال الرئيس ترامب إنه لا يصدق الادعاءات بأن إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة « لا أعتقد أن الإسرائيليين يتجسسون علينا من الصعب تصديق مثل هذا الأمر».
فى ظل ذلك تؤكد الدول العربية والقيادة الفلسطينية على ضرورة احلال السلام والعمل ضمن المرجعيات الدولية واحترامها لمبدأ حل الدولتين كأساس لنجاح عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وفى الوقت نفسه باتت إدارة ترامب تستبعد حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق هذا المبدأ، وهو ما عبر عنه كوشنر حين قال مؤخرا إن الخطة التي يعدها بهذا الشأن لن تشمل حل الدولتين .
ان سياسة كوشنر باتت سياسة منحازة الى حكومة الاحتلال والى العنصرية والقمع والتنكيل وشجعت الاحتلال الاسرائيلي الى التمادى في ممارسات الاستيطان حيث سارعت حكومة الاحتلال الاسرائيلي بسباق الزمن فى ضم وسرقة الاراضي الفلسطينية ليبتلع الاستيطان يوميا الاراضي الفلسطينية فارضة حصارا ماليا على القيادة الفلسطينية وقامت بسرقة اموال الضرائب الفلسطينية .
لقد عمل كوشنر ضمن سياسته التى رسمها ضمن اللوبي اليهودي الامريكي وقام بتقديم وتوزيع الخدمات المجانية للاحتلال الاسرائيلي بشكل واضح ومقصود فهو من اصبح يسيطر على عصب السياسة الامريكية ومنطلقات عملها حيث اشرف وهندس ليشرعن الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ونقل السفارة الامريكية الى القدس ودعمه المطلق لسياسات حكومة الاحتلال الاسرائيلي وإصراره علي تسويق صفقة القرن الامريكية، وزعزعته للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ورفض تحقيق سلام عادل ودائم بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس استنادا إلى حل الدولتين ووفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .
بقلم : سري القدوة سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية