لن تتوقف الحرب إلا بإصلاح المنظومة
تاريخ النشر: 12/10/19 | 12:49قلناها ونكررها ، ليس حل اتساع رقعة الحرب في شوارعنا بالبرامج التقليدية ، ولا بد من استخلاص العبر والإعتراف بالفشل .
ضحية أخرى تسقط اليوم وكأنها رسالة بالرصاص للمحتجين على العنف .
كل الحراك الذي جرى مؤخرا تقليدي وربما أعطى دفعة أكثر للعنف ، لأن من يُقدم على القتل لا تردعه المسيرات ولا يلتفت إلى النداءات ولا يفكر بما سيقوله المجتمع .
ما نخشاه هو أن تندلع الأمور أكثر وتنقلب إلى الأسوأ بعد الاتفاق بين المشتركة والوزير أردان على إدخال المئات من عناصر الوحدات الشرطية الخاصة إلى قرانا ومدننا وإعطائها صلاحيات واسعة ، وقد يقومون بقتل أبرياء خلال مطارداتهم ، عندها تنفلت الأمور أكثر وندخل في نفق مظلم وتزداد قوة الإجرام التي قد تتحول الى منظمات وتفرض نفسها لنتعايش ونتساوق معها ونلجأ إليها لتحمينا وتحصل حقوقنا.
المطلوب ليس إرباك الشارع بل استمرار الحياة الطبيعية والمعالجة الموضعية .
أما بخصوص استخلاص العبر من “القيادة” فعلى المتابعة التراجع عن التمديد لرئيسها وإجراء إنتخابات فورية تظهر أننا شعب ديمقراطي ونرفض النهج السائد لدى بعض الأنظمة العربية إما بالتوريث أو بالتمديد أو نسخ التجربة الفلسطينية التي جعلت شعباً حراً يتقاتل على السلطة وانقسمت البلاد وتراجعت أقدس قضية وتراجع زخمها في الرأي العام ليتقدم عليه الحديث عن الإنقسام وتبادل الإتهامات بين شطري الوطن المنقسم ، فننصح بالتوقف عن الإستناد إلى من لم يفلح في رأب الصدع وإنهاء الإنقسام وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مهما كانت نتائجها.
في الوقت ذاته وعلى وجه السرعة يجب حل لجنة العنف التي كان تشكيلها نذير شؤم علينا وبدأنا نحصي قتلانا ونبكي موتانا، وهي وبكل جرأة وقحة تواصل الإلتصاق بكرسيها وتحصي معنا أعداد القتلى ، مستمدةً بقائها من رأس الهرم في المتابعة لأن الأخير يريد في النهاية من يرفع إصبعه لصالحه وليس من يرفعه ليقدم حلولاً للدم الذي يسيل في شوارعنا.
لا بد من الإنتفاض على هذا الواقع الخطير والإطاحة بالحرس القديم وتشكيل لجان مهنية.
* الكاتب: رئيس حركة كرامة ومساواة
بقلم: الإعلامي محمد السيد