لبنان الكرامة والشعب العريق
تاريخ النشر: 31/10/19 | 10:42بقلم : شاكر فريد حسن
لبنان بلد الارز والعلم والثقافة والأدب والفن، لبنان الكرامة والشعب العريق، لبنان وطن الرحابنة وفيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين والصبوحة ونجوى كرم ومارسيل خليفة وطوني حنا وغيرهم من عمالقة الطرب الأصيل والغناء الجميل، ومسقط رأس جبران ونعيمة واليازجيين والكثير من شعراء وأدباء المهجر وقوافل المبدعين، الذين ملأوا الدنيا سنابل وغرسوا الأرض سموًا ومجدًا وشعرًا وادبًا وفنًا راقيًا وورودًا وياسمينا لا يعرف الذبول.
هذا البلد انتفض أبناؤه أخيرًا، وأشعلوها نيرانًا تحت أقدام النظام الطائفي المتخلف، ليقضوا على الفساد ويطيحوا بالفاسدين والمفسدين.
لقد نزل اللبنانيون إلى الشوارع وأبقوا فيها كل مظاهر الحياة، وهتفوا معًا بحب وانتظام ضد الفساد المستشري، وضد الظلم والفقر والجوع والفاقة والبطالة وغلاء الأسعار، ويريدون حكمًا مدنيًا رشيدًا وسليمًا وديمقراطيًا وتغيير أسس الدستور اللبناني القائم على المحاصصة الطائفية.
الشعب اللبناني أرهقته وأنهكته أعباء الحياة على مدار سنوات طويلة من تردي الاوضاع والاحوال الاقتصادية، فجاءت الاحتجاجات نتيجة تراكمات كمية.
ومما يثلج الصدور أن المظاهرات الشعبية العارمة التي اجتاحت الشوارع والميادين في لبنان فوق طائفية، وتضم جميع الوان الطيف اللبناني من جميع الطوائف وشرائح المجتمع اللبناني، وتدعو بقوة وصراحة وشجاعة منقطعة النظير الاطاحة بالنظام الطائفي الحاكم، الذي هو السبب الحقيقي لكل مشاكل لبنان.
وقد اظهر اللبنانيون صمودهم ووحدتهم في بناء حركة تحرر وإصلاح وتغيير لا تخضع لفكرة الحرب الأهلية، ولا تسمح لتدخلات خارجية من شأنها تفتيت وتفكيك وحدة الشعب وعلاقة الحب بينهم.
إننا امام ثورة ياسمينية وردية جميلة مختلفة، تصبو وتتطلع لتغيير الاحوال والاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وثورة كهذه لا بد انها منتصرة في نهاية المطاف، وكما قال أبو القاسم الشابي :
إذا الشعب أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
والشعب اللبناني عاشق الحياة، قادر على صنع الحياة والمستقبل والغد الأجمل بإرادته الفولاذية وانتفاضته الياسمينية .