ملاحظات قارئ للكتب وزائر للمكتبات – معمر حبار
تاريخ النشر: 18/01/20 | 15:39الخميس 21 جمادى الأول 1441 هـ – الموافق لـ 15 جانفي 2019
زرت هذا الخميس 4 مكتبات بوسط مدينة الشلف فكانت لي مكالمات ولقاءات وملاحظات وهي:
1. دخلت المكتبة الأولى فرأيت كتابا بعنوان”: معجزات الأنبياء وكرامات الصحابة” لكاتب أتعمّد عدم ذكر اسمه. والكاتب تعمّد -أقول تعمّد- لعدم ذكر كرامات أولياء الله الصالحين رحمة الله عليهم رضوان الله عليهم جميعا لأنّه لايؤمن بها وهذا شأنه ولا أتدخل فيمعتقداته لكن نفس الكاتب يتحدّث عن كرامات لشيوخه الأحياء منهم والأموات وهذا من سوء الأدب الذي لا يليق بالكاتب ولا يليق بأسيادنا الصالحين رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم.
2. رأيت كتابا بعنوان “عظماء الإنسانية” وتحته سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وعليه أقول: من سوء الأدب مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وضعه في نفس درجة النّاس كالقول من “العظماء” و”العباقرة” و”الإنسانية” ومن حسن الأدب وكماله تمييز سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن جميع الخلق وفي كلّ ما هو رفيع سامي من نسب وأخلاق.
3. من أخطاء الأستاذ عباس محمود العقاد رحمة الله عليه حين اختار لسلسته القيّمة النّادرة عنوان “العباقرة” ووضع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في نفس مرتبة “العباقرة” وهو المميّز عن العالمين بما فيهم أسيادنا الخلفاء الراشدين وأسيادنا آل البيت رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم.
4. كتب الأستاذ الأمريكي مايكل هارت كتابه النادر القيم “العظماء المائة” ووضع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على رأس المائة. وفي هذه الحالة لا نعاتب صاحب الكتاب لأنّه غير مسلم وهو الذي أبدع بأمانته وصدقه ومنهجه العلمي الذي لايحابي أحدا فوصل إلى أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أفضل النّاس جميعا وذكر في مقدّمته أنّ الغربيين عرضوا عليه أسماء وعاتبوه وهاجموه لأنّه وضع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على رأس البشرية والعظماء ولم يضع على رأسهم غربيا كما كانوا يحلمون بذلك. إذن مايقبل من غير المسلم في مثل هذه الحالة بالضّبط لا يقبل أبدا من كاتب كبير كعباس محمود العقاد رحمة الله عليه في عنوان “العباقرة” ولا في غيره من الكتّاب الذين يضعون سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في نفس مرتبة العظماء لأنّ غير المسلم وإن لم يكن قدوة فهو معذور لكن المسلم غير معذور وعليه أن يضع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على رأس البشرية والعظماء ودون أن ينافسه أحد أو يدرج معه أحد مهما بلغ من المقام العالي والدرجة الرفيعة.
5. دخلت للمكتبة الثالثة فوجدت كتابين لزميلنا الشاعر الأنيق محمد حراث فرأيت صورة له على ظهر الكتاب الأوّل وهو مطأطأ الرأس فهاتفته من المكتبة وطلبت منه أن يضع في الطبعات القادمة صورة له وهو مرفوع الرأس.
6. رأيت على ظهر الكتاب الثاني صورة ثانية له فسألته عبر المحمول وأنا بالمكتبة: هل صورتك الموضوعة في ظهر الكتاب خاصّة بك وأنت في دولة أجنبية أم الجزائر؟ أجاب: أجنبية. أجبت حينها وأجيب الآن وأضيف: أتفهم الكاتب الجزائري حين يضع صورة له في كتابه وهو في الدولة الأجنبية التي زارها لأجل ملتقى أو مهمة أو زيارة شخصية أو إلقاء محاضرة لأنّ الكتاب يضم زيارته لتلك الدولة ولقاءاته المتعدّدة مع شخصيات مختلفة من تلك الدولة. وفي المقابل لا يمكن بحال التسامح مع الكاتب والفقيه والوزير والسفير والمؤرّخ والشاعر الجزائري وغيرهم أن يضعوا صورة لهم في كتبهم لدول أخرى ودون استثناء -أقول دون استثناء- وهم يتحدّثون عن موضوع يتعلّق بالجزائر أو موضوع لاعلاقة له بتلك االدولة التي وضعوا صورهم ضمن الكتاب وهم أثناء زيارتهم لها فإنّ ذلك ممّا لا يليق ونصيحتي للجزائريين تجنّب ذلك.
7. دخلت المكتبة الرابعة الخاصة بمكتبة السيّد محمّد خياطي Mohamed Khiati فرأيت عددا كبيرا من الطلبة والطالبات في عزّ الشباب يجوبون رفوف المكتبة ويحملون في أيديهم كتبا ويتحدثون فيما بينهم حول الكتب التي بأيديهم. وحين سألت عن العدد غير العادي باعتباري من زوّار المكتبات والمكتبة أجابني صاحب المكتبة أنّهم برفقة أستاذتهم في اللّغة الفرنسية. اتّجهت إلى الأستاذة وشكرتها على مجهوداتها واستأذنتها في أن تعتبرني “قارئ متقاعد” لم ولن يتقاعد عن القراءة ولأرفع من معنويات الطلبة والطالبات وأحبّب لهم القراءة واقتناء الكتاب. أذنت لي بالاتّصال بالطلبة والطالبات وهم في السّنة الثانية متوسط وممّا ذكرته لهم وأنا أتوسّطهم: اقرأوا الكتب الصغيرة الحجم أوّلا، واستعينوا بالقاموس ولو كلمة واحدة في كلّ صفحة لأنّ الكلمة التي تأخذ من القاموس تثبّت ولا تضيع، ودوّنوا على هامش الكتاب، وانقلوا ما كان له أثرا حسنا عبر صفحاتكم ثمّ اجمعوا ما وقفتم عليه عبر مقال، واسعوا للتحدّث مع الكتاب فإنّ للكتاب أذنا يسمع بها قارئه فيمنحه بقدر التفرّغ له والتحدّث معه. ونصحتهم بقراءة الأسبوعية “Le Chélif” باعتبار كتّابها القدامى من المتمكّنين جدّا وإلى حدّ التميّز والتفرّد في اللّغة الفرنسية وتعالج قضايا محلية يسهل على الطلبة فهمها باعتبارهم يعيشونها يوميا ويلمسونها عن قرب خاصّة وأنّ الأسلوب سهل يمكن متابعته بسهولة. وطلبت من أستاذتهم في اللّغة الفرنسية أن تضع تحت تصرفهم الجريدة المذكورة وتطلب من القائم على المكتبة أن يضعها تحت تصرف الثانوية خاصّة وأنّها زهيدة الثمن. وتمنيت لهم كلّ النجاح والتوفيق وأن يحفظ الله أبناء الجزائر والمسلمين.