حقوق الشعوب تقرّرها الشعوب بعرق ودماء أبنائها!
تاريخ النشر: 30/01/20 | 10:18حقوق الشعوب لم تكن مرّة بضاعة في صفقات، ولا منحة ولا منّة من أحد!
كلّ كلمة “قرف” يمكن أن تقال أو تُكتب حول المسرحيّة المهزلة التي شهدها البيت الأبيض المُقام على جماجم الهنود الحمر، كلّ كلمة كهذه أكبر من المسرحيّة بشخوصها ومضمونها ومنتجيها ومخرجيها والمصفّقين فيها.
حقوق الشعوب لم تكن مرّة بضاعة في صفقات، فالعمليّة ساقطة من مجرّد تسميتها. حقوق الشعوب تصنعها الشعوب بعرقها ودمها، ولا يصنعها الغرباء، ولا تُمنح من أحد وأيّا كان، ولا يقرّرها أحد وأيّا كان أو كان موقعه وانتماؤه، وأيّا كانت مرجعيّاته الفكريّة الغيبيّة الظلاميّة، أو السياسيّة العنصريّة البهيميّة.
الشعب الفلسطيني، شعبنا، كالعنقاء طائرنا العربيّ، خرج من كلّ المحارق عبر تاريخه، وهو قادر أن يخرج ليس فقط من وعلى هذه المحرقة فقد تخطّى قبلها كلّ محاولات الإبادة الوجوديّة وبالتالي إبادة حقوقه الوطنيّة في ثوابته؛ الدولة المستقلّة والقدس عاصمتها والعودة.
شعبنا الفلسطينيّ لم يضيّع الفُرص كما يحلو لبعض الصفَقة القول، فالفُرص التي يتحدّثون عنها لم تكن إلّا للنّيل من حقوقه الأساسيّة الأوليّة، دفع الغالي والرخيص كي يسقطها وأسقطها رغم الأثمان الغالية التي دفعها وما زال والتي ترخص أمام ما كان يمكن أن يكون لو قبِلها. الفرصة الوحيدة الحقيقيّة ضيّعها “أبطال” مسرحيّة الأمس؛ حين رفضوا المبادرة العربيّة للسلام بيروت 2002م، فرصة من المشكوك فيه أن تعود.
يرى الاتّحاد أنّ الردّ الآنيّ المطلوب هو وحدة أبناء شعبنا بكلّ نسيجه الاجتماعيّ وفصائله السياسيّة والفكريّة وفي كلّ أماكن تواجده، بعمل وحدويّ ورؤى وحدويّة وخصوصًا حول تحديد الصراع المركزيّ في المنطقة، فهذا هو السلاح الأقوى في طريق إحقاق حقّه الأزليّ الأبديّ.