القدس تناديكم ..هل من ملبٍ..!
تاريخ النشر: 30/01/20 | 10:20مما لا شك فيه أن ما يجري من طروحات وأفكار وأوهام ، سواء عبر ما يسمى بصفقة القرن أو غيرها من الصفقات والحماقات، هدفه بالأساس إلغاء الهوية الوطنية الفلسطينية، وقتل المشروع الوطني المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وليس كما تحاول التصريحات الأمريكية التي تتحدث عن تقدم في عملية السلام، وهاهو كوشنر وبعد تحركات ومباحثات ووعود من دول إقليمية منها ما ينتسب للجسد العربي ، ينجح ولو مؤقتا في تسويق ونسج خطة صهره الرئيس دونالد ترامب لحل الصراع بين العرب والإسرائيليين، فعلا تم كل ذلك ونحن أما صفعة وغطرسة أمريكية وهيمنة صهيونية على المشهد بكامله مدعوما بعمالة وخيانة بعض العرب فعن أي صفقة يتحدث هؤلاء ….؟.
خطة ترامب للسلام أو صفقة القرن كما يروج لها ، بل أصبحت الحديث الدائم لوسائل إعلامية تشن حربا إعلامية ضد أطراف متعددة في المنطقة تعتبرها خصما أو عدوا سياسيا، هي في الأصل صفعة وهزيمة لأنها بكل تأكيد ليست من أجل فلسطين، كما أنها ليست لوجه الفلسطينيين قادة وشعباً، فحتى محمود عباس على الرغم من علّاته لم يوافق على هذه الصفقة المخزية، فهي صفعة لمن يروّج ويوافق عليها ممن قالوا أن فلسطين لم تعد أولية لديهم، بل متى كانت فلسطين أولية للعملاء؟؟؟ ففلسطين كانت وستكون أولية لأبنائها الشرفاء المجاهدين وللشرفاء من أبناء هذه الأمة، الذين لم ولن يفرّطوا في شبر منها، فلسطين وبيت المقدس تحريرهما شرف لا ولن يناله العملاء، فقد ناله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلاح الدين، فشتان بين الثرى والثريا.
صفقة القرن هي صفقة على هوى وعلى مقاس نتنياهو، صفقة على ما يريده المحتل المغتصب، صفقة لا تعطي للفلسطينيين أصحاب الوطن حتى حق إقامة دولة بجانب الاحتلال فكل ما تقدمه هو أقل من دولة بكثير منزوعة السلاح مفككة الجغرافيا، صفقة لا يحق للفلسطيين من خلالها العودة إلى أرضهم وديارهم، صفقة تجعل وترسّم وتعترف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل، صفقة لتصفية القضية الفلسطينية، صفقة يخطط لها وينفذها اليهود والأمريكان بتمويل عربي خليجي مهين، صفقة يسْخر ويسخّر فيها المحتل عملاء العرب ليفتحوا له الطريق لبقية الدول العربية علانية وليقيموا علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني الدخيل عن هذه الأمة ويرتموا في أحضانه، صفقة لتمكين الصهاينة ليس من فلسطين وحدها ولكن المنطقة بكاملها عبر السيطرة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ومع هذا فنحن لا نلوم الأمريكان ورئيسهم المعتوه كما لا نلوم الصهاينة فهذا هو هدفهم ولكننا قد نلوم من يدعون أنهم عرب.
إن مثل هذه الصفقات والتنازلات عن الأوطان وعن حقوق الشعوب لن تنجح أبدا وستطويها الشعوب مع الزمن وسيعلم الذين ظلموا شعوبهم وتنازلوا عن أوطانهم ودينهم إلى أي منقلب سينقلبون بالرغم من أن الذل والمهانة من قبل أمريكا والصهاينة إلا أن الزمن كفيل بإيضاح ذلك وما النصر إلا قرين الصبر…. يفرج الله.
بقلم الكاتب عماره بن عبد الله