الإنقلاب المحتمل في اسرائيل

تاريخ النشر: 14/03/20 | 12:57

نتائج الإنتخابات الإسرائيلية أعادت الوضع السياسي في اسرائيل لِما كان عليه ، فلن يتمكن أحد المُكَلفين المحتَمَلين رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ورئيس قائمة أزرق أبيض من تشكيل حكومةٍ دون تحالفٍ يقودُ لحكومة وحدة.
رئيس حزب يسرائيل بيتينو ابيقدور ليبرمان يواصل رفضهُ تشكيلَ حكومةٍ يمينيةٍ مع نتنياهو لأسبابٍ بعيدةً كل البعد عن الأيديولوجيات ، ولعداءٍ سياسيٍ كبير مع نتنياهو ، في هذه الحالة يبقى على استعدادٍ للتحالف مع الشيطان الأكبر ولو لمرحلةٍ انتقالية ، المهم الثأرَ من نتنياهو وإنهاء حياته السياسية.
هذا الأمر ينسحبُ أيضاً على غانتس الذي يريد بكل وسيلة تحقيق حلمه بالجلوس على كرسي رئاسة الوزراء ولو لفترةٍ قليلة حالياً ، وهو على استعدادٍ للتنازل عن الكثير في سبيل ذلك ، مثل الإستنجادِ بالقائمةِ المشتركة فقط للتوصية عليه عند الرئيس الإسرائيلي دونَ مشاركةٍ في حكومته.
نتنياهو الذي شغل منصب رئيس الوزراء الأطول في تاريخ اسرائيل لن يتنازل بسهولةٍ عن موقعه بإدعاء أنه حصل على نسبةٍ اعلى من غانتس ، هنا يسعى لتشكيل حكومة وحدةٍ وطنية جامعة يكون هو رئيسها الأمر الذي يرفضه غانتس ويُشدد على تأييده لمثل هذه الحكومة لكن برئاسته كون نتنياهو سيخضع في السابع عشر من هذا الشهر للمحاكمة في قضايا فساد.
الملاذ قبل الأخير أمام نتنياهو هو دعوة غانتس لتشكيل حكومة طوارئ برئاسته لمواجهةِ فيروس الكورونا الذي يضربُ بقوة في اسرائيل على الأقل وفق تهويل نتنياهو اليومي لذلك وسعيه لإغلاقِ البلاد بأكملها خلال ساعات تزامناً مع بدء الرئيس الإسرائيلي استقبال الوفود التي ستوصي على المرشح لتشكيل الحكومة.
إستجابةُ غانتس لهذا التوجه ستعطي نتنياهو مدة نصف سنةٍ في منصب رئيس الوزراء والتي خلالها قد يسعى لإحداث التغييرات التي يعدها للإفلات من المحاكمة ، كما أنها ستساعده في حال تم الإعلان عن انتخاباتٍ رابعة كونه فضل المصلحة العامة على الشخصية.
رفض غانتس الاستجابة لنداء الطوارئ قد تجعل الأخير يلجأ لما لم يحدث في اسرائيل منذ قيامها وهو تشكيل حكومة طوارئ من طرفٍ واحد وتعطيل الكنيست الإسرائيلي وتنصيب نفسه كقائدٍ اعلى للقوات المسلحة وإدخال البلاد في حالةِ طوارئ حقيقية لفترةٍ يحددها هو نفسه ، ويحمل غانتس والمعارضة المسؤولية عن ذلك لهروبهم عن مواجهة الخطر الذي يتهدد اسرائيل ، وهو فقط مَن يضحي في سبيل ذلك.
انقلاب نتنياهو المحتمل لن يتوقف عند التفرد في قيادة البلاد لمواجهة فيروس الكورونا ، بل قد يُحدث انقلاباً في العديد من القوانين التي تحميه وتجعله يواصل التربع على عرش مملكة اسرائيل ويخوض الانتخابات الرابعة التي سيحدد هو زمانها ويفوز فيها من جديد.

بقلم: الإعلامي محمد السيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة