مُرتَزَقةٌ بِقَلمٍ مأسور
تاريخ النشر: 15/03/20 | 13:00وأنتَ تتنقلُ بين المحطات الفلسطينية المرئيةِ والمسموعة ، وعند دخولك الى مواقعِ الصحف لمتابعةِ المقالات ، تَشعُرُ وأنت تتابعُ أو تقرأ كأنها مواقعَ اسرائيلية ، نظراً للمساحةِ الهائلةِ التي أفردتها لهذه الإنتخابات ، بالنقل المباشر المُكلِفِ والتحليل والمتابعةِ الحثيثة ، والمُلفت في كل هذا والمُضحك في آنٍ معاً أن مُقدمَ البرنامج والمراسل والكاتب والضيف إتفقوا أو أجمعوا على كل شيء ، وما الحوارُ إلا نوعٌ من الترقبِ ومتابعةِ كل كلمةٍ تَصدرُ عن نتنياهو او غانتس أو أي صحفيٍ اسرائيلي .
يتناقشون كما لم يَحدُث أبداً في قضايا تتعلقُ بالوضع الفلسطيني ، هنا يُبدعُ الإعلام في الهجوم والتخوين ويلتحم مقدم البرنامج مع المسؤول أو المحلل ولا تسمع أو ترى سوى قصفٍ على هدفٍ واحد.
أما كُتابُ الأعمدةِ والمقالات ، فحدث ولا حرج ، فهؤلاء إلا من رحم ربي طبعاً ، فمن الصعب أن تسميهم كتاب بلاط فقد تحاوزوا هذه التسمية وسًخَّروا أقلامهم لِما هو أسوأ .
معظمهم يحللون هذه الأيام نتائجَ الإنتخابات الإسرائيلية وتمتزجُ تحليلاتهم بما يُشبه التمنيات أو الدعاء أن يفشل نتنياهو ويأتي المُخلص بيني غانتس ، كُتابٌ لم يأتوا بكلمةٍ عن أن فلسطينَ الحبيبة أُم الأبطال تُريدُ أن تنتخب وتختار ممثليها ، أم أنهم تجندوا لاتجاهٍ وناصبوا العًداءَ لشعب الجبارين ، وكأني بهم يقولون “الديمقراطيةُ لا تُناسِبُنا ولا مكان للديمقراطيةِ عندنا”.
هؤلاءِ لو تم التوافق الفلسطيني الفلسطيني الشامل وأُعلِنَ عن الإنتخابات لوجدتهم حوّلوا أقلامهم وكتبوا ، لكن لجهةٍ دون أخرى.
يمتزِجُ الضحك مع الحزن على حالِ هؤلاء الذين كان لهم الدور الكبير في تعميق الإنقسام وتفرقة الشعب وتخريب الوطن ، فهم كذبوا علينا ولم ينصحونا وجيشونا ضد إخواننا ، واليوم وبكل جُرأةٍ وقحة يبذلون كل الجهد لإظهار اسرائيل الدولة الديمقراطية الوديعة ، ويُقَزِمونَ الصراعَ ويتناسون المآسي ويكتبونَ ويحللون حول اليميني واليساري والحبيب والكاره ويُصَلونَ مِن خِلالِ كلماتهم أن يأخذَ العلي القدير بيد قائد أركان جيش الإحتلال في الحرب قبل الأخيرة على غزة بيني غانتس وينصره.
غانتس الذي قادَ أبشعَ حربٍ على غزةَ لأكثر من خمسين يوماً سقطً فيها 2159 فلسطينياً ، وهو الذي قال “أفتخرُ بإعادةِ غزة للعصر الحجري”.
بقلم: الإعلامي محمد السيد