قاموس الاستدمار الفرنسي – معمر حبار

تاريخ النشر: 17/03/20 | 14:13

الثلاثاء 22 رجب 1441 هـ – الموافق لـ 17 مارس 2020

أقرأ باستمرار للكتب الفرنسية وبأقلام فرنسية وأعرضها في حينها حول الاستدمار الفرنسي بالجزائر فاستوقفتني بعض المصطلحات المستعملة من طرفهم والتي أتطرق إليها لأوّل مرّة في حياتي راجيا أن تكون بداية لعمل قادم بإذن الله تعالى أتطرق فيه لمصطلحات أخرى تتعلّق بقاموس الاستدمار الفرنسي من خلال ماتوصلنا إليه من قراءتنا:
1. المصطلحات المستعملة -لحدّ الآن- من طرف الفرنسيين المحتلين وهم يتحدّثون عن الجزائر هي: المسلمون، العرب، إفريقيا.
2. هذه العبارات -حسب قراءاتي- يقصدون بها الجزائري ولا يقصدون بها المسلم ولا العربي ولا الإفريقي.
3. هذه العبارات يقصدون بها -حسب ماوصلت إليه- إهانة الجزائري وتصغيره وإذلاله. كيف ذلك؟
4. يتعمّد المستدمر الفرنسي أن لايذكر اسم الجزائر واسم الجزائريين لأنّه لايعترف بالجزائر ولا تاريخها ولا لغتها ولا دينها ولذلك لايستعمل كلمة الجزائر والجزائريين ويتحاشاها عمدا.
5. الجزائر بالنسبة للاستدمار الفرنسي قطعة فرنسية تضم اليهود والأوروبيين والمسلمين أي الجزائريين، فهو إذن -وحسب المفهوم الاستدماري- مواطنون كغيرهم من المواطنيين الفرنسيين وبدرجة “الأهالي؟ !” أي أقلّ الدرجات وأحطّها ولا قيمة لها.
6. الجزائري بالنسبة للمستدمر وهو في أرضه ووطنه: مسلم مثله في ذلك كمثل اليهودي والمسيحي لايختلفان في شيء. وهو عربي مثله في ذلك كمثل الأوروبي المحتل والفرنسي المغتصب. وهو إفريقي مثله في ذلك كمثل الأوروبي والاسترالي والفرنسي الذي جاء لاحتلال إفريقيا -أي الجزائر خاصّة- ونهب خيراتها.
7. إذن مصطلحات: “المسلم والعربي والإفريقي” التي أطلقها الاستدمار الفرنسي على الجزائري إبّان الاحتلال الفرنسي يقصد بها إهانة الجزائري واحتقاره لأنّه في نظرهم تابع لفرنسا المجرمة المحتلة فهو مواطن من أسفل الدرجات لاحقّ له في وطن اسمه الجزائر ولا حقّ له في جنسية جزائرية ولا دولة له ولا جنسية له إلاّ الجنسية الفرنسية التي فرضها المستدمر الفرنسي.
8. لاأتحدّث هنا عن الشتائم التي يصف بها المستدمر الفرنسي الجزائري كـ: “الوحوش؟ !”، و”البربر؟ !”، وغير ذلك من الكلمات التي أتعمّد عدم نقلها الآن.
9. سبق لي وما زلت أن استنكرت على العالم الفقيه المفسّر اللّغوي المحدّث الصوفي الشيخ أحمد بن الحاج العياشي سكيرج ت 1363هـ في كتابه “الرحلة الحبيبيّة الوهرانيّة” أثناء زيارته للجزائر سنة 1911 وتعمّد -أقول تعمّد- عدم ذكر اسم الجزائر طيلة صفحات الكتاب -أقول طيلة صفحات الكتاب- وهو بهذا السلوك الشنيع لايختلف في قلّة الأدب وسوء الأدب عن المستدمر الفرنسي الذي يتعمّد عدم ذكر الجزائر والجزائريين.
10. بالمناسبة، يتعمّد الاستدمار الفرنسي استعمال مصطلح “العربي” ليفرّق به عمدا بين إخواننا وأحبتنا وأعزّائنا “القبايلي” حفظهم الله ورعاهم ويثير بذلك العداوة والتفرقة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد وأبناء الجزائر الواحدة الموحدة لأنّه لايعترف بالجزائر ولا بالجزائري.
11. لسنا ضدّ مصطلح المسلم والعربي والإفريقي والمغرب العربي والمتوسطي حين يطلق على الجزائري الحر صاحب السيادة والجزائر الواحدة الموحدة إنّما نواجه بقوّة استعمال مصطلحات يراد منها تثبيت الاستدمار وتكريس الانفصال بين أبناء الوطن الوطن الواحد وتفتيت الجزائر.
12. يستعمل المستدمر الفرنسي مصطلح “العربي” مقابلا لمصطلح “القبايلي” ليفرّق بين الإخوة وتفتيت الجزائر. ويتعمّد التأكيد على “الفوارق؟!” التاريخية والاجتماعية والظاهرية من حيث الشكل وهذا كلّه إمعانا في التفرقة بين الإخوة. للزيادة في الموضوع يمكن مراجعة الكتب التّالية:
13. ADRIENN BERBRUGGER «Les Turcs en Kabylie», Tafat édition, Hasnaoui, Alger ,Algerie , 2012, Contient 82 Page.
14. EUGENE DAUMAS “Abdel-Kader en Kabylie” ,Belles – Lettres, Edition: 01/2012 , contient 86 pages.
15. CHARLES-ROBERT AGERON, « La France en Kabylie », Edition Tafat Document, Algérie, 1 Edition, 2011, Contient 133 PAGES.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة