ليس بالشعر والخطب تتحرر الأمم
تاريخ النشر: 08/04/20 | 7:04لا شك ان مواقف الرجال والقادة في المنعطفات التي تمر بها الأمم هي الفيصل والحكم على قوة الأمة وضعفها وعلى وعي القائد وإدراكه بأحداث المرحلة التي يمر بها وتبعاتها في العاجل والآجل، لذا نستطيع ان نحكم على أي أمة او قائد وفقا لتصرفه في الأزمات والمصائب التي تعرضت لها أمته ومجتمعه ومن هم تحت مسؤوليته.
وفيما يلي نعرض بعض مواقف القيادات أو الأمة بمجموعها وردة فعلها إزاء أحداث عظام تعرضت لها:
الموقف الاول: موقف ابي بكر الصديق رضي الله عنه يوم الردة حيث ارتد العرب قاطبة عن الإسلام ولم يبق إلا مكة والمدينة تقام فيها صلاة الجمعة، فوقف أبو بكر رضي الله عنه وقفة الأسد الهصور، ولم يكتف باصدار الخطب الرنانة والكلام المقفى وانما وجه الجيوش لقتال المرتدين مع معارضة شديدة من بعض الصحابة فكان موقفه فاصلاً في تاريخ الأمة.
الموقف الثاني: موقف الإمام أحمد بن حنبل يوم القول بخلق القرآن حيث وقف أمام التيار الجارف وقال ان القرآن كلام الله غير مخلوق، وسجن وعذب من أجل ذلك ولكنه صبر وتحمل من أجل الحق حتى خرج منتصرا عزيزا مؤزرا، حتى قال علي بن المديني: “أعز الله الدين برجلين: أبو بكر الصديق في حروب الردة، وأحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن .
الموقف الثالث: بعد سقوط الأندلس نظم الشعراء القصائد الطوال التي تتغنى بجمال الأندلس وروعتها وسموها الفردوس المفقود، واكتفوا بذلك عن أي فعل يضمن استعادة البلاد وإحيائها من جديد.
الموقف الرابع: أُسقطت الخلافة الإسلامية عام 1924 على يد كمال أتاتورك، ولا زلنا الى اليوم نبحث عن أسباب سقوطها وما الذي أدى إلى ذلك، ولم نبحث عن أسباب استعادتها لنشر الأمن والاستقرار على البشرية جمعاء، وقامت تيارات إسلامية لإعادة بعث الخلافة من جديد ولكنها تنازعت الطريق فيما بينها وحاربت بعضها فكريا وماديا، لوم تحاول هذه التيارات ان تجتمع فيما بينها على سقف جامع يمنع الاختلاف ويدعو الى تغليب مصالح الامة والبشرية.
الموقف الخامس: نكبت فلسطين عام 1948 وما زلنا نلعن بريطانيا والإمبريالية التي أدت إلى ذلك، وتقسمت بلادنا بين فكرين متنازعين حول القضية بل وقتلنا بعضنا بعضاً من أجل القضية وما زلنا الى اليوم نطحن الماء ونسمع ضجيجا ولا نرى طحينا.
الموقف السادس: بكاء الأمة اليوم على الرئيس الشرعي المنتخب في مصر السيد محمد مرسي رحمه الله تعالى ونعينا له والكلام الرائع الذي يعجز عن وصف فضائل الرجل ولكن ماذا عملت الأمة بمجموعها منذ 7 سنوات لتحرير نفسها من فكر الطواغيت وهل سمعنا عن مبادرة خلاقة لحل الأزمة في مصر تحديداً وفي بلاد العروبة عموما.
وهذا غيض من فيض في مواقفنا وسجالاتنا التي لا تعدو ان تكون معارك كلامية ونزاعات هلامية فارغة المضمون لا ترقى بالامة الى برنامج عمل يضمن لها السيادة والريادة.
ان مطلب الساعة ان يبادر أهل الحل والعقد في الامة ممثلين بالعلماء وقادة العالم الإسلامي الى بلورة فكرة لإنشاء مراكز أبحاث للبحث في احتياجات البشرية على مدى عشرين عاما القادمة على اقل تقدير ثم تبادر الأمة بتلبية هذه المطالب معنويا وفكريا وماديا وعندها فقط يمكن للأمة ان تكون مرجعا للبشرية وبلسما للإنسانية.
محمد سواعد- ابن الحميرة