الطريق الى المجهول
تاريخ النشر: 14/04/20 | 8:51محمد سواعد- ابن الحميرة
تئن البشرية في هذه المرحلة تحت وطأة جائحة الكورونا التي فرضت نفسها لاعبا مركزيا في أحداث عالم يضج بالمتغيرات المتسارعة، وأصبحت الكورونا هي الثابت الوحيد في بحر من المتغيرات الإقليمية والعالمية.
في ظل هذه الظروف المعقدة التي تعيشها البشرية من أقصى الأرض إلى أدناها والكل يبحث عن الطب بشقيه المادي والروحي، فالأطباء والباحثون يصلون في مختبراتهم لإيجاد لقاح او دواء لهذا المرض العضال، بينما باقي الناس يصلون ويدعون ربهم في كل صلاة لكشف هذه الجائحة.
كل دول العالم اتخذت لنفسها إجراءات وقائية مشددة لحماية الدولة ومواطنيها من هذه الجائحة، فتم إغلاق المطارات والمدارس “ودور العبادة” واتخذت إجراءات صارمة للحد من انتشار المرض، بينما في إسرائيل التي ترزح تحت حمى الانتخابات للمرة الثالثة خلال اقل من عام، فالأمر مختلف، يموت المواطنون ويتخبط المسؤولون في اتخاذ إجراءات السلامة، وحتى تلك التدابير التي تم اتخاذها فإنها مترهلة وفضفاضة لا يفقه المواطن منها شيئا سوى غرامات الشرطة.
في ظل هذه الأجواء التي تعيشها البلاد من جراء جائحة الكورونا إلا أن الأدهى من ذلك هو انعدام البوصلة القيادية التي تقود دفة البلاد الى بر الأمان، فمنذ ما يقارب سنة ونصف والدولة بلا حكومة رسمية لتسيير أمور المواطنين والمناقصات الحكومية التي يرتبط بها بشكل مباشر جهاز الحكم المحلي الذي بدأ يشكو من غوائل الأوضاع السياسية، كذلك الشركات الكبرى التي ترتبط بالوزارات والمصالح الاقتصادية التي هي بأمس الحاجة إلى حكومة ترعى شؤونها، بينما نرى في المقابل أعضاء الكنيست والوزراء يتنعمون بتلك الغنائم الكبيرة جراء قوانين شرعوها لأنفسهم وامتيازات فلكية يدفعها الناخب من معيشته في نهاية المطاف.
العالم اليوم بات اشبه بلعبة الدومينو وكل جزء منه يتأثر بشكل مباشر بما يجري في الطرف الأخر، فلو انهارت شركة في أدنى الأرض لظهر اثر ذلك على اقتصاد العالم كله، وهذا يدعو السياسيين في البلاد إلى تغليب مصلحة الدولة على المصالح الضيقة وإدراك البديهية التي بات يدركها كل مواطن في البلاد ان لدولة بحاجة ماسة الى حكومة منتخبة تقدم للشعب حلولا إبداعية في كل الميادين وخاصة وباء الكورونا المستفحل، وغذا لم يفق هؤلاء السياسيون المتخمون من نشوة مصالحهم الضيقة وانتصاراتهم الوهمية فلربما يجدون دولة احلامهم مستنزفة من الداخل وقد فقدت مصداقيتها وشرعيتها أمام العالم.