أهلنا امانة في اعناقنا حياتك غالية لا تستهتر – الزم بيتك تحمي بلدك وأبناءك
تاريخ النشر: 15/04/20 | 19:52د. علي خليل جبارين – نائب رئيس بلدية ام الفحم ورئيس قسم المعارف
الاسم المتفق عليه بالمحافل الرسمية كورونا! أطلق عليها البعض “الجائحة”، “الكاشفة”، “الفاضحة”، “قاطعة الرحم”، “الطائشة”، “الغامضة”، “الصادمة”، “كوفيد 19″، “سارس2 “، “الغاشمة”، “ام جهل”، أو سمها ما شئت …… هي وباء عشوائي ذات قوة تدميرية لا يستخف ولا يستهان بها. تضرب في أي مكان واي كان دون تفرقة او تمييز. ما نجهله عنها أكبر بكثير مما نعرفه حتى الان.
أحدثت جدلاً واسعاً وبلبلة كبيرة على المستويين الرسمي والشعبي لعدم توفر أجوبة قاطعة بشأن كيف وأين بدأت أو متى وكيف ستنتهي. فيروس مايكروسكوبي لا يرى بالعين المجردة يولد ميتاً متوجاً بمادة بروتينية صغيرة يبحث عن حاضنة كي تكتب له الحياة. مخلوق هزيل ضئيل الحجم سرعان ما يتحول الى ضيف ثقيل الظل ضارباً بصحة البشر وبسياسات الدول واقتصادها عرض الحائط ومظهراً هشاشة وترهل المؤسسات الحديثة ومدى ضعفها وعدم جهوزيتها لمواجهة الازمة التي أحدثها. أنظمة صحية ومستشفيات على درجة عالية من التقنية تنهار ومؤسسات علمية وتعليمية متطورة تقف عاجزة لعدم جهوزيتها لمواجهة هذا الطارئ!!
أزمة اختلطت فيها التقارير الطبية المهنية المسؤولة بوجهات نظر شعبوية قائمة على الجهل والمعتقدات.. فيروس صغير يحدث بلبلة على كافة الأصعدة والمستويات وفي كل مجالات الحياة !!!
تخبط وتفاوت في إدارة “الحرب” على كورنا بين دولة وأخرى او مجتمع وأخر. في حين يتفق الجميع على ان الجائحة كونية وتتعدى العرق، الجغرافيا والديموجرافيا. مستغلا واقع ما بعد العولمة حيث التبادل التجاري العالمي والتواصل الاجتماعي على اعلى مستوياته، يتنقل الفيروس من مكان لأخر ومن دولة لأخرى غير عابئ بالحدود والحواجز او جوازات السفر. ينتشر ويتكاثر بحرية مستفيدا من غفلة وجهل الناس بطبيعته الخبيثة وتسلله الى أجسادهم خلسة دون استئذان.
منذ أن أعلن عن ظهورها رسميا وبمنأى عن نظريات المؤامرة وبعيدا عن الذعر والتهويل او الاستخفاف والاستهتار، ادارت بلدية ام الفحم الازمة التي نتجت عن هذه الجائحة بقوة وعزيمة ومهنية عالية. تم هذا النجاح في إدارة الازمة من خلال التشبيك والمشاركة الحقيقية الفاعلة بين بلدية ام الفحم وكل الطواقم المهنية والمجتمعية ذات الشأن بمواجهة جائحة كورونا.
مع بداية شهر نيسان الحالي بدأت مرحلة جديدة لهذه الازمة. انها المرحلة الأصعب والأخطر والاهم في تحقيق نصر مؤزر على كورونا. الرهان في هذه المرحلة على وعي كل فرد وكل مواطن فحماوي ان يتصرف بحكمة ومسؤولية وان يحكم ضميره واخلاقه وان يمتثل بوعي لتعليمات المسؤولين وذوي الاختصاص وان يدرك بأنه لا يجوز التسبب بالضرر لأهله وأبناء بلده، كم بالحري ان يتسبب لهم بالمرض لا سمح الله!!! هذا التصرف الواعي من قبل المواطن يعني انحسار كورونا والقضاء عليها خلال الأسابيع القليلة القادمة، في حين ان الاستهتار والاستخفاف قد يعني لا قدر الله استفحال هذا الوباء وانتشاره السريع. ليس عبثا انها نعتت بالكاشفة. قد تسخر كورونا من المؤسسة الرسمية ولكنها تضعف وتتلاشى امام وعي المواطن البسيط الذي يعمل بمسؤولية وحرص على صحته وصحة اهله وأبناء بلده، مواطن يتوكل على الله ويؤخذ بالأسباب.
محليا طرحت الازمة أسئلة صعبة بخصوص البنية التحتية للتعلم عن بعد، البنية الاقتصادية في بلدنا والعلاقة القائمة بين الأمن المعيشي والأمن الصحي للمواطن الفحماوي ووضع ومكانة المرافق الصحية والطبية في بلدنا. أسئلة يجب ان تؤخذ على محمل من الجد وان تناقش بكل جدية مع انفراج الازمة قريبا ان شاء الله.
أخيرا، ونحن نقف على اعتاب شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركات وصلة الارحام نرجو لأهلنا جميعا صوماً مقبولاً وذنبا مغفورا ووطننا خالياً من الأوبئة والامراض وان يحفظنا من كل سوء! أمييين ……
والله الموفق والمستعان.