ما بعد الكورونا «العملاق الصيني» قادم لا محالة
تاريخ النشر: 20/04/20 | 8:37بقلم : سري القدوة
في ظل هذا التشابك وتلك المتاهات التي يهيمن عليها نظام ادارة الرئيس الامريكي ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي والتدخل المباشر في سياسات الدول بات من حكم المؤكد ان التوجه الامريكي يفتح الباب على مسرعيه للدخول في حروب اقتصادية قادمة ستكون لها تأثيرات وتداعيات خطيرة على النظام الدولي وتهدد بانهيار النظام الرأسمالي والذي تدعمه بشكل رئيسي امريكا فهناك على ما يبدو سعي محموم من البنوك المركزية لشراء الذهب، وهو مؤشر على قلق هذه البنوك من المستقبل فالأوراق النقدية المطبوعة في السوق اكبر بكثير من القيمة الحقيقية لها ومع استمرار طباعة العملة وتكدس البضائع (الانتاج اكبر من طلب السوق) وارتفاع أسعار الأسهم دون ارتفاع مواز في الإنتاج او البيع وأرباح الشركات، كما ان ارتفاع قيمة شركات تقدم خدمات يمكن وبسهولة الاستغناء عنها كالشركات التقنية والتي بلغت قيمتها السهمية تريليونات من الدولارات، فهذا يرجح اننا مقبلون على وضع وسياسات مالية خطيرة مما يهدد المستقبل الاقتصادي العالمي.
ان سيناريو إفلاس أمريكا وتفكك ولاياتها هو السيناريو الارجح لانتهاء هذه الدولة وخاصة بعد فشلها في محاربة وباء كورونا والتي لم تعد تستطيع حماية النظام العالمي وانكفأت على نفسها وسيتبعه انهيار اقتصاديات العديد من الدول التي تعتمد على امريكا وهذا سيؤدي الى ضعف الطلب على النفط اي انهيار اسواق النفط مما سيتسبب في عجز موازنات الدول النفطية وانهيارها ايضا.
ان انهيار الاقتصاد الامريكي سيؤدي حتما الى انهيار سلسلة طويلة من البنوك حول العالم فلا تتمكن الشركات من الحصول على الخط الائتماني ولا على الاموال في حساباتها البنكية، وقد يخسر الناس جميع اموالهم الافتراضية في البنوك، لتعود القيمة الحقيقية للمواد الخام، وأهمها الذهب هذا فيما يتعلق بالوضع الامريكي وما تشهده العلاقات الامريكية الداخلية من تفاعلات اساسية باتت تنعكس علي الواقع وتفرض نفسها بقوة نتيجة السياسات التدميرية التي انتهجها ترامب وفشله في مواجهة الوباء التاجي على مستوى الولايات الامريكية وبما يتعلق بالوضع الخارجي تبرز قضية الصين والمواقف المتصاعدة علي مشهد العلاقات الامريكية الصينية.
هناك الكثير من المؤشرات على ذوبان القوة الأمريكية وبالتالي اقتراب سيناريو الانهيار فترامب لا يستطيع اقناع الاوروبيون بالمضي معه ويواجه صعوبة مع الصين ونفوذا متزايدا من ايران وروسيا، وأوقف ملف التفاوض مع كوريا الشمالية وفشلت حملته على فنزويلا، وفشله في تسويق صفقة القرن ومع صراعات الكورونا والبحث عن شركات تنتج المضادات الحيوية لهذا الفيروس كل هذه مؤشرات تدلل على ضعف نفوذ امريكا الدولي ولم تعد قادرة على إجبار الدول الأخرى على الامتثال لقواعدها او هيمنتها على النظام العالمي.
ان عدم قدرت الولايات المتحدة التعامل مع متطلبات النظام الدولي وخرقها الفاضح للقانون يعد مؤشر قوى على أن الإمبراطورية الأمريكية تعيش ايامها الاخيرة وانهيارها سيؤدي حتما الى تغيير كبير في العالم والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أكبر اقتصاديين فى العالم تتصاعد بين الوقت والآخر لتهدد استقرار الاقتصاد العالمى وتؤثر على معدل النمو للتجارة الدولية والحرب التجارية تعنى فرض رسوم جمركية بين دولتين بهدف تحقيق منافع اقتصادية وحماية الصناعة الوطنية ورفع معدل التصدير وفرض الهيمنة الاقتصادية التي باتت تهدد النظام الامريكي بالانهيار الحتمي وان كل التوقعات بصعود النجم الصيني ليتربع على عرش النظام الدولي الجديد.