ليبيا: يكفي تقاتل، فمعركتنا تحرير قدس الاقداس وزهرة المدائن ..؟
تاريخ النشر: 23/04/20 | 8:14بقلم :عماره بن عبد الله _ كاتب جزائري _
ليبيا من جديد …كيف لا وجزء من وطني يمزق ينهار..يغرق في الفوضى..فعلا يبدو واضحا حجم الكارثة التي لحقت بأمة عمر المختار، نتيجة هذا الغزو المحسوب الأهداف والنتائج، للأسف ليبيا الآمنة المستقرة الخضراء، تكلم عن الجمال والحسن، تكلم عن الصمود والكبرياء، تكلم عن العروبة والمجد والبطولة، تجده بين صفحات تلك البلاد، التي وبتأمر من بعض من يدعون أنهم من أبنائها، تحولت لبؤرة استعمار جاذبة للقوى الاستعمارية الاقليمية والدولية.
هيهات..هيهات تحت ذريعة حماية المدنيين، ومزاعم خلق نظام ديمقراطي بديل يعزز الحرية ويصون حقوق الإنسان، تغرق ليبيا في فوضى، بل هي في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة مركبة للغاية أسقطت فيها كل المعايير الإنسانية، آلاف من الإرهابيين العابرين للقارات، وملايين الأطنان من الأسلحة سلحوا بها ودمروا بها مدن ليبية بأكملها، وقتلوا أهلها وضربوا بها مقومات حياة المواطن الليبي، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية، حرب معقدة قوامها الكذب والنفاق والمصالح، وليس لها أي علاقة بكل الشعارات المخادعة التي تتستر بها، فعلا لم يسبق لليبيين أن عاشوا قدرا مماثلا لما يحدث اليوم من الاختلاف والخلاف منذ أحداث الصراعات القبلية إبان الحقبة الايطالية، فالشعب كان يعيش في ظل مسار واحد طيلة 42 عاما، والصدمة التي حدثت له أثناء 2011 أخرجته من دوامة هذا المسار، من خطاب الفكر الواحد إلى مرحلة تقول فيها فئة من الشعب بصوت عال “لا لاستمرار هذا النظام ” وفئة تعارض الثورة ، وسجلت في ذلك الوقت أول عملية انقسام كبيرة ، لكن الأمر لم يتوقف هناك حيث بدأ الخلاف ما بين القبائل والجهات المختلفة وكذلك ما بين الجماعات والأحزاب المختلفة حتى بلغت حدتها خلال سنة 2014، لتصبح نزاعا مسلحا شاملا دخلت فيه مناطق مختلفة من أقصى شرق البلاد الى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وليظهر على السطح السؤال الرئيسي “ما الذي يحدث ؟ ولماذا كل هذا الخلاف؟ “، وبعيدا عن كيل الاتهامات والإعلام والإعلام المضاد الذي تتصدره القنوات والمواقع المختلفة للطرف الآخر كل حسب توجهه، فالصورة اليوم في بلد المختار تبدو شديدة السواد وأمام مستقبل مجهول، لأنه وبكل بساطة ووضوح مشروع النظام الديمقراطي فشل، وقامت بدلا منه سلطات هامشية متعددة ، اعتمدت سياسة تعطيل مؤسسات الجيش والشرطة والهيئات الأمنية والضبطية القضائية الرسمية التي كانت قائمة ولا ينكرها أحد.
عموما لم يعد خافيا على أحد أن المشهد الليبي يزداد تعقيدا مع مرور الأيام، وهذا ما يستلزم ونحن على أبواب شهر الصيام والتوبة والتسامح، فلا بدأ من وضع خطوط عمل فاعلة على الارض الليبية من قبل بعض القوى الليبية الوطنية، لوضع حد لهاته الفوضى والعلاقات المشبوهة وهذا التكالب على خيراته ومقدرات شعبه، في إطار ما يسمى ” التنسيق والتحالف “، وضرورة الجلوس أو الوقوف بكل عزم وثقة، والرجوع للحكمة الليبية التي تعد خاصية تميز بها الرجل الليبي على مر السنين، من أجل طرح حلول مقبولة، لإيقاف حالة النزيف التي تتعرض لها الجارة الشقيقة، وإلا ستبقى ليبيا الدولة بكل مكوناتها تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الأرض الليبية، والخاسر الوحيد هو الشعب الليبي الذي يدفع اليوم من دمه ومن مستقبله ومستقبل أجياله القادمة ضريبة خطأ تاريخي كبير ارتكبه بعض الابناء الذين شاركوا بوعي أو بلا وعي بمشروع تدمير قلعة المختار وسيدي عبد السلام.. !!
خلال العام 2011 ظن بعض الواهمون أن رياح التغيير، أوما يعرف إعلاميا بالربيع العربي، يمكن أن تكون بداية الطريق نحو القدس، لكن مع الأسف حلت بدائل أسوأ وحقائق لايمكن وصفها إلا بالخيانة العظمى، وعوضا عن الإصلاح حل الخراب، واستبدل النظام والقانون بالفوضى العارمة في كل مكان، فيكفي عبثا بالارواح البريئة ومقدسات ومقدرات وهمم شعوبنا وضمائرنا العربية، لان المعركة الاسمى هي تحرير قدس الاقداس وزهرة المدائن..يفرج الله