رمضان اليمن: الحروب وبوادر الانفصال تسرق فرحة وبركة شهر الصيام.
تاريخ النشر: 30/04/20 | 2:56بقلم :عماره بن عبد الله
يهل علينا الشهر الفضيل (شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى ورحمة) وشعوب أمتنا العربية والإسلامية، يعيشون في آتون أحداث وأزمات مركبة ومعقدة، يكاد الناس فيها أن يفقدوا كل أمانيهم وتطلعاتهم وأحلامهم، بأبسط مقومات الحياة الآمنة المستقرة والتلاحم والترابط الاجتماعيين.
هاهو اليمن أًصل العروبة ومهد الحضارة قدر له أن يعيش منذ العام 2011م في خضم أزمة سياسية، تطورت إلى خلافات وصراعات ثم احتراب داخلي وعدوان خارجي، وحصار ودمار شمل مختلف المناحي الحياتية، مشفوعا بتمزيق للنسيج الاجتماعي وانقسام غير مسبوق شمل مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية، وهو الانقسام الذي أت بثقافة (الحقد والكراهية) والرغبة العارمة حد الجنون بإلغاء الآخر، وذهاب البعض للاستقواء بالخارج قبل أن يصبح الخلاف الداخلي جزءا من صراع محوري، له أبعاد إقليمية ودولية كنتاج طبيعي لفشل النخب السياسية والحزبية والثقافية ومعها الوجاهات الاجتماعية، مع كل آسف ليذهب الجميع في رحلة البحث عن (الذات) بمعزل عن الذات الوطنية والمصلحة الجمعية للوطن والشعب.
مما لا شك فيه أن شهر رمضان يتميز بنكهة خاصة في اليمن، منذُ سنوات طويلة على غرار العديد من الامصار العربية والإسلامية ، إلا أن الفرحةَ قلت بشكل كبير بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها اليمن والأمة العربية ككل، جراء ما يحدث لها من تحارب وتقاتل وفتنة ونكبة، جاءت على وحدتها وأمنها واستقرارها وسكينتها، دبر لها في مخابل الشر العالمية، والشاهد ما نراه كل يوم من قتل ودمار، العراق وسوريا وليبيا والقائمة (..)، وهاهو شعب اليمن الصابر الصائم المحتسب يعاني في صمت جراء عدوان أثم غير واضحة أهدافه ولا أسبابه، الهدف تدميره وإن تعددت حجج المعتدي، عدوان تستخدم فيه شتى أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية، عدوان خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين الأبرياء، عدوان ضد الإنسانية لم يفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية، عدوان تقصف فيه المساكن المدنية والمدارس والجامعات والمعاهد والأسواق وصالات العزاء والأعراس، عدوان يقتل الطفل والشيخ المسن والمرأة والعامل والطالب والمدرس والطبيب والرئيس، وكافة شرائح المجتمع تم استهدافها، والسبب بدون سبب ..؟، ولعل هذا العام يهل الشهر الكريم على اليمن واليمنيين بتداعيات مضاعفة إلى ما كانوا عليه في الأعوام السابقة، يهل بجوائح مضاعفة تمثلت بجائحة السيول الجارفة، وجائحة أخطر من كل الجوائج السابقة وهي جائحة ( كورونا ) التي نرجو الله ونبتهل إليه وبتوسله أن يجنبنا ويلاتها وأن يبعد كابوسها على الإنسانية جمعاء، إضافة للوباء الأخير المتمثل في بوادر الانقسام.
آن الأوان بعد كل هذا الخراب والدمار والجوع والفقر والنزوح والتشرد والاغتراب والإذلال، أن يعود للامة مجدها ورشدها، على الأقل لتقف صفا واحدا في مواجهة جائحة خطيرة، عجزت أمامها أقوى وأغنى الدول وأكثرها تطورا وتقنية، ألا يكفي شعوب أمتنا في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن ما حل بها طيلة هاته السنوات، بل يكفي أمتنا حرباً ونزيفا وعدوانا وحصارا وموتاً مجانياً وجوعا وفقرا وتشردا ونزوحا وتذللا واستجداء الصدقات والمعونات من أعدائنا، عاش اليمن حرا موحدا وعاشت أمتنا العربية المجيدة والخزي والعار للخونة