حملة التحريض وخطاب الكراهية ضد الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 01/05/20 | 10:19بقلم : سري القدوة
إن تلك الهجمة الشرسة وغير المبررة من قبل مسلسلات هابطة والتي تستهدف ضرب نضال الشعب الفلسطيني الذي يواجه أعتى احتلال عرفه العالم هي هجمة مستغربة من قبل بعض القنوات العربية والجهات التي قامت بالموافقة على إقرار هذه المسلسلات حيث أثار مسلسلان يتم عرضهما في شهر رمضان المبارك بهدف خلق عوامل تساعد على التطبيع مع الاحتلال بالإضافة الى سرقة وتزوير الوقائع التاريخية الخاصة باحتلال فلسطين ويأتي انتاج مسلسلين في ظل استمرار الصراع العربي الاسرائيلي ومحاولة الاحتلال وسعيه الدائم لإقرار صفقة القرن الامريكية وإعلانه عن ضم الضفة الغربية وبهذا يسعى القائمون على هذا العمل الى تشويه الرواية العربية وما ظهور مثل هذا النوع الهابط من المسلسلات الا دعم وتأثير على المشاهد العربي فتلك الأعمال الهابطة تسيء إلى الرواية القومية العربية عن الصراع وتشكل تساوقا وانجرافا وراء مقاصد الاحتلال والتطبيع معه.
وبكل المقاييس يشكل هذا العمل وتقديمه على هذا النحو المريب والذي يدعم عمليات التطبيع مع الاحتلال والهادف الى تشويه صورة الشعب الفلسطيني وتاريخه ونضاله وحقوقه التاريخية في فلسطين لإجهاض الروايات التاريخية وحقيقة الصراع العربي الاسرائيلي القائمة على الارض والمعروفة للجميع وهي جزء لا يتجزأ من هذا التاريخ العربي الاصيل والحضارة العربية والإسلامية التي تمتلك المقومات في بعدها العربي والإسلامي والمسيحي والإنساني وتشكل نموذجا للبشرية اجمع ولا تنتظر تلك الاعمال الهابطة القائمة على التزوير والسلوك الشاذ وفلسطين كانت وستظل عربية اسلامية اصيلة وان واقع الاحتلال الغاصب هو قوة محتلة قتلت وهجرت شعب بأكمله من أرضه واغتصب حقوقه وان اي شكل من اشكال التطبيع مرفوضة على المستوى العربي .
وفي ظل تلك المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني نستغرب خروج بعض الاعمال الدرامية بهذا الشكل الهابط الذي يعمل على التشيك بالقدرات العربية وتفكيك الوعي العربي بالترويج للرواية الإسرائيلية حول أصل الصراع العربي الاسرائيلي والخلفيات التاريخية لهذا الصراع متناسين تلك المؤامرات والوعود التي وفرت للحركة الصهيونية تنفيذ اطماعها ومخططاتها في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطيني وتاريخه وأحقيته في فلسطين .
ان حقيقة التغيب الحاصل خلال السنوات الماضية وعدم الحديث عن مضامين الروايات العربية دفع الي انتاج مثل هذا النوع من المسلسلات التجارية حيث غاب العمل الدرامي الهادف الي تفعيل الدور القومي والحضور التاريخي للشخصية العربية ببعدها وحضاراتها التاريخية الهادفة التي ساهمت في بناء حضارات كبرى على مدار التاريخ وان اي عمل درامي يمثل الاثارة والتشكيك في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني مصيره الاندثار والسقوط نحو الهاوية لان الشعوب العربية شعوب أصيلة لا تقبل أبدا بالتبعية ولا استبدال القيم ولن تستسلم أمام قوة تيار المطبعين المأجورين الخارجين عن الاجماع القومي والوطني العربي.
بكل المقاييس الفنية وعمل الدراما فان مثل هذه الأعمال تفتقد إلى الواقعية وبعيدة كل البعد عن الظروف والحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني الخاضع تحت الاحتلال وان مثل هذه الأعمال تشكل حملة ممنهجة لممارسة التحريض وخطاب الكراهية ضد الشعب الفلسطيني من خلال أعمال درامية يتم عرضها في شهر رمضان وخاصة في تلك الظروف السياسية التي بدأت تمهد لمخططات الاحتلال وضم الضفة الغربية وفتح باب التطبيع مع الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني وتضحياته وضريبة الدم التي دفعها من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .