الأسرة أساس البقاء والصمود
تاريخ النشر: 18/05/20 | 12:56بقلم دانية خالد
مضت سنوات ولا يزال شعبنا الفلسطيني يحيي ذكرى النكبة لتبقى منقوشة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة ولإيصال رسالة البقاء والصّمود بالذات في ظلّ الأوضاع الرّاهنة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني.
الدّور المركزي والأساسي في البقاء، هو دور الأسرة في غرس الفكر والقيم والانتماء الكامل للقضية الفلسطينية، وهنا يكمن دور الآباء والأمهات، والأجداد والجدّات، وكبار السّن من المحيط القريب لأبناء الأسرة، ولعّل أفضل ما يغرس في ذاكرتهم هو سرد القصص والحكايات عن بلادنا الجميلة ليتشوق الكبار والصغار للحديث وبلورة التاريخ في الذاكرة، وهذا الأسلوب نلمسه في القرآن الكريم حين نقرأ قوله تعالى: (نحن نقصّ عليك أحسن القصص)، احفروا في قلوب وفكر أبنائكم أننّا نحيي ذكرى ألم على” ثغر الأفق”، كانت تلال بلادنا وجبالها مغروسة بالأشجار مزيّنة حقولها بالقمح، وسواعد الرجال والنّساء.
قصّوا على أبنائكم قصص بطولات الأجداد التي تناثرت أجسادهم على الثّرى، ونبتت الورود فوق قبورهم بعد أن رُويت بدمائهم الزكيّة، اسردوا حكايات تبث وجعًا وأملا ، زوروا القرى والمدن المهجرة، وثّقوا تاريخًا والتقطوا الصور التذكاريّة على أنقاض المكان، وأيقظوا الهمم في نفوس الأبناء واسمعوهم عبارات التفاؤل، أن هذا المكان سيزهر ويُعمّر من جديد بكم وبالأجيال القادمة، لا تدعوا خلايا الذباب الألكتروني المنتشرة في الإعلام و”السوشيال ميديا” يشوّه تاريخنا في عيون أولادنا، علمّوهم أنّنا شعب أصيل له حضارته وثقافته وله جذور عريقة، نمّوا في فكر وقلوب أبنائكم أنّ الأقصى عقيدة ،وأنّه جزء لا يتجزأ من قضيتّنا، علمّوهم أنّ الحكاية لن تنتهي إلاّ بالنّهاية السّعيدة، طال الزمان أو قصر! سنحيى بالبقاء والصّمود، نسرد حكايات ونبدأ حكايات …
يرونه بعيدا ونراه قريبا، بإذن الله.