الوجه الاخر للدروز في فلسطين”
تاريخ النشر: 05/07/20 | 12:15هادي زاهر
الاتهام يعود على نفسه باستمرار، كان ذلك من قِبل والدة الشهيد بهاء عليان وكان من قِبل والدة الشهيد اياد حلاق اثناء زيارات التعزية التي قمنا بها.
الاتهام: “الجندي الدرزي أكثر لؤمًا من الجندي اليهودي فهو الذي يضرب ويهين في حين أن الجندي اليهودي عادة ما يكون رحيمًا”؟!!
معروف للبعض بأن حركة المبادرة العربية الدرزية تقوم بزيارات لأهلنا في الأراضي المحتلة باستمرار، خاصة عقب كل جريمة يرتكبها الاحتلال، وذلك لعدة أهداف منها لكشف الوجه الاخر للطائفة الدرزية في هذه البلاد، الوجه المعارض للاحتلال.. الوجه القومي والإنساني المشرق، ومن بين هذه الزيارات، زيارات تعزية لمن قتله الاحتلال، وعادة ما تتحول مثل هذه الزيارات إلى ندوات في بيت العزاء، يشترك فيها الحضور، يجري فيها الاتهام والدفاع وذلك من خلال حوار حول دور الجنود الدروز وما يرتكبه الاحتلال من جرائم، التي تحاول سلطات الاحتلال إزاحتها عن ظهرها والصاقها بالجنود الغير يهود، وذلك على اعلى مستوى رسمي، امعانًا منها في مواصلة سياستها المبنية على تفرقة أبناء الشعب الواحد كي تُحكم سيطرتها على مقدراته، نقول على اعلى المستويات ونذكر القراء بما قاله احد اسياد الإرهاب، رئيس دولة سابق يدعى إسحاق نافون قال:
“إن النفس اليهودية لا تسمح لليهودي أن يقتل والذين يقتلون هم الجنود الدروز”!!
رد فعل الدروز آنذاك كان صاعقا مما اضطر (البعيد) إلى زيارة طيب الذكر المرحوم الشيخ امين طريف لتقديم الاعتذار.
في كل الزيارات التي تقوم بها المبادرة العربية الدرزية، يقف الأعضاء لتوضيح الصورة بشكلها الصحيح، وعلى رأس هذا التوضيح، الموقف المبدئي الذي يتلخص بأن من يخدم في الجيش يمثل الجيش ليس إلا.
ويرفق هذا التوضيح كشف حقيقة أنه ليس كل من يتحدث اللغة العربية هو جندي ينتمي لأبناء الطائفة الدرزية فهناك جنود من كل المذاهب والأديان تم تضليلهم او اغرائهم بواسطة حزمة من هذه الاغراءات منها أن من يخدم من الجنود العرب يحظى بقطعة أرض ومكافأة مالية كبيرة مع خروجه إلى التقاعد في سن 42 مع معاش كبير طوال حياته.
واليوم نسبة من يخدم في أجهزة الأمن من الدروز هي 8% من المجندين العرب، انتبهوا.. هذه الحقيقة يجب أن يعلمها الجميع، والكثير من المجندين العرب يتحدثون بحرف القاف ويقسمون بالنبي شعيب عليه السلام للإيحاء بأنهم ينتمون للطائفة الدرزية كما ان هناك يهودًا شرقيين، فجأة يتقنون التحدث باللغة العربية!!
قبل فترة نشرت مقالا عبر الشبكة العنكبوتية (لمن يريد ان يراجعه) تحت عنوان “درزي.. مسلم.. مسيحي ” كان حول مقابلة أجرتها صحيفة” يسرائيل هيوم” مع العقيد علاء وهيب من قرية الرينه يفتخر بانه خدم في لبنان وفي غزة وفي ( يهودا والسامرة )على حد قوله، ويضيف أنه عندما كان يصل إلى مشارف بلدة يسير في الطرق الوعرة للوصول إلى بيته، هذا أحد النماذج التي تشير بأن الجندي العربي المسلم يخجل من كونه جنديًا يخدم الاحتلال. ويطول النقاش فيشير أهلنا عن أسماء الجنود دروز مع تسميتهم وتسمية قراهم كدليل على صدق ما يذهبون إليه، ونحن رجال المبادرة في الميدان لدينا رصيدنا في العمل الوطني، يرافقنا في تجوالنا عدد من الاسرى المحررين، والذين يعرفهم كل المناضلين الفلسطينيين من خلال السجون، منهم الأسير المحرر رياض عطاالله الذي قضى عقدا من الزمن في سجون الاحتلال، والأسير المحرر الذي قضى في سجون الاحتلال 14 عاما (مع شقيقه صلاح الذي سافر إلى ألمانيا ومنها إلى سوريا واحترف التمثيل) والذين أفرج عنهما في الصفقة التي أبرمت بين الاحتلال وأحمد جبريل رئيس الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وبطبيعة الحال الطائفة الدرزية ككل شريحة على وجه الأرض فيها ما يكفيها من الشرفاء الذين يرفعون رأس الامة هنا في هذه البلاد، وفي اوطانهم، ولا نريد أن نشير إلى نماذج حتى لا نطيل على القارئ، وفيها أيضا من السفهاء “. في هذا السياق علينا أن نعرف الأسباب التي تدفع بجنود دروز إلى التصرف غير اللائق والذي لا يقتصر عليهم كما اشرنا، بودي أن اشير إلى نموذج واحد من خلال البرامج الدراسية التي أعدتها وزارة المعارف، الخاصة بالدروز في هذه البلاد والتي تختلف عن كل البرامج الدراسية، وإلى برنامج (التراث) والذي هو عبارة عن “السم في الدسم” احد الدروس يشير إلى كون سكان قرية حطين آنذاك أرادوا تولي إدارة مقام النبي شعيب عليه السلام، كونه إلى جوارهم وهناك قصيدة لشاعر شعبي قيلت في المناسبة يقول مطلعها:
” لما سمعنا بحقك المهضوم جيناك من كل مكان زوار”
يسأل الطالب في أي مناسبة قيلت القصيدة، ليأتي الجواب بأن المسلمين أرادوا السيطرة على المقام وطرد الدروز منه، إلخ.. من تحريض سافر، هذا علمًا بان الخلاف تحول إلى القضاء ليتولى الدفاع عن حق الدروز في إدارة المقام المحامي احمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الأول والذي انتصر للدروز في خلافهم المشار إليه.
وهناك لجوء إلى ثورة ال 1936 و يوسف أبو درة الذي منح لنفسه حق التصرف وفقا للرواية الشفهية والله اعلم، وهكذا ما ان تجلس مع احد العملاء او البسطاء حتى يحدثك عن دور أبا درة ، وهكذا يلجئون إلى أحداث أوائل القرن الماضي متناسين ما تفعل بنا الصهيونية اليوم؟!! هذا علما باننا أخذنا بثأرنا من ابي دورة ربما أضعاف مضاعفة.
إزاء ذلك تقوم المبادرة العربية الدرزية بإصدار المناشير والنشرات الدورية لنطلع أهلنا على الحقائق وعلى المظالم السلطات ولكن وبصراحة امكانياتنا محدودة ولا نستطيع أن نتغلب على إعلام السلطة التي تخصص له الأموال من أجل تضليل أهلنا.
قصة الجنود الدروز ودورهم في الأراضي المحتلة يكاد يسيطر على الإعلام، هذا علما بأن القيادة الدينية والسياسية في الأراضي المحتلة تدرك موقف الدروز البطولي في النضال القومي، وفي هذا السياق بودي ان اذكر حادثة جرت معي، اقامت دار “الفاروق للثقافة والنشر” في مدينة نابلس ندوة حول مجموعتي القصصية ” ” الرقص على الحبال” وأثناء الندوة المح أحد الحضور بأن الدروز خونة، وهنا اوقفت الندوة وصرخت في وجهه متسائلًا: هل من يقوم بدهن سيارات الفدائيين بالحبر السري كي تقصفها طائرات الاحتلال هو من الدروز أم من معارفهم هنا.. هل من منح الهاتف المفخخ للمهندس يحيى عياش الذي جنن الاحتلال هو “الجندي الدرزي أكثر لؤمًا من الجندي اليهودي فهو الذي يضرب ويهين في حين أن الجندي اليهودي عادة ما يكون رحيمًا”؟!!من الدروز أم من أقرب المقربين إليه، اما إذا كنت تقصد دروز فلسطين اسألك: هل الشاعر سميح القاسم الذي شحن الامة بالتفاؤل خائن؟.. هل الكاتب سلمان ناطور الذي سجل الرواية الفلسطينية خائن.. هل من يقضي زهرة شبابه في السجون بسبب رفضه الخدمة في جيش الاحتلال هو الآخر خائن.. هل,, وهل..
والحقيقة أن جميع الحضور وقفوا إلى جانبي مما حدى به لتقديم الاعتذار.
واخيرا نعود ونقول بان كل شريحة فيها ما يكفيها وأكثر من العملاء والواجب يتطلب العمل على تقليص ذلك إلى أبعد حد ان لم نستطع القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ونقول ان التعميم كله ظلم وتجني وخير ما نختم به مقالنا قوله تعالى وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ” صدق الله العظيم