ليبيا.. ضحية الاحتلال التركي والغربي والعربي – معمر حبار
تاريخ النشر: 23/07/20 | 10:24أوّلا: الجزائر والدفاع عن ليبيا بما تقدر:
1. ماتعيشه ليبيا الآن هو امتداد لجرائم الأطلسي من حرق ليبيا سنة 2011، والدول التي ساندته، وفقهاء الأطلسي الذين برّروا يومها -وما زالوا- للحرق والتدمير باسم الدين.
2. أزعم أنّ المبادرة الجزائرية التونسية التي أعلن عنها الرئيس عبد المجيد تبون في حواره مع الصحافة الجزائرية هذا الأسبوع، سترفضها مصر والإمارات، والسّعودية من جهة، وترفضها تركيا، لأنّ الاستعداد العسكري الذي تقوم به تركيا ومصر لايمكنه بحال قبول مبادرة سلمية. والحلّ السلمي سيكون بعد انتصار أحدهم على الآخر. وحينها لايكون حلّ سلمي إنّما فرض شروط المنتصر على المنهزم، وستسبعد منه الجزائري نهائيا، وستكون أوّل المتضرّرين.
3. ممّا وقفت عليه، وأنا أتابع تدخلات إخواننا وجيراننا وأعزّائنا اللّيبيين المتضاربين والمختلفين فيما بينهم، يقولون بلسان مختلف: التّابعين للإمارات والسّعودية ومصر، يقولون: تظهر الجزائر أنّها حيادية لكنّها تقف مع السّراج التّابع أردوغان. والتّابعين لأردوغان يقولون: تظهر الجزائر أنّها حيادية لكنها تقف مع حفتر التّابع لمصر والسّعودية والسّعودية ومصر وروسيا.
4. أوّل الضحايا من احتلال ليبيا هي مصر، وتونس، والجزائر باعتبارهم جيران ليبيا.
5. لم يعد للجزائر أوراق ضغط كما كانت لديها منذ 4 أشهر.
6. الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تطالب بالحلّ السّلمي وجمع اللّيبيين. وما عداها من عرب وترك وغرب يريد نهب ثرواتها، واحتلال أراضيها.
7. المقصود من احتلال ليبيا هو استنزاف الجزائر، ومصر وبالتّالي استنزاف الجيش الجزائري، والجيش المصري.
8. الدبلوماسية الجزائرية ناعمة جدّا تحتاج لأن تلبس لبوس القوّة والشّراسة لتبلغ الكمال والتمام.
9. كلّ محتلّ يريد حلاّ لمشاكله الخاصّة على حساب ليبيا. والجزائر هي الوحيدة التي تريد حلاّ يرضي الجميع.
ثانيا: الدعم الروسي والأمريكي للاحتلال التركي لليبيا:
10. ستقف -في تقديري- الولايات المتحدة الأمريكية مع حليفها التركي في احتلاله لليبيا ضدّ مصر. والسبب أنّ تركيا يمكنها حسب المفهوم الأمريكي أن تقف مع الولايات المتحدة الأمريكية في إزعاج الاحتلال الروسي لليبيا، بالإضافة إلى أنّ تركيا تملك وسائل ضغط لاتملكها مصر.
11. ستقف روسيا مع تركيا في تدعيم احتلالها لليبيا ضدّ مصر. والسبب في ذلك أنّ المصالح الروسية التركية أقوى بكثير من المصالح الروسية المصرية. ضف إلى أنّ هناك مقايضة بين روسيا وتركيا فيما يخص الملف السوري بالملف اللّيبي من حيث النفوذ، وتقاسم الثروات. ولا يمكن لروسيا -الآن- أن تتخلى عن تركيا لهذه الاعتبارات التي لايمكن لمصر أن تمنحها لروسيا.
12. يبدو من خلال النظر للحدود أن مصر تملك أفضلية على تركيا، وإن كانت سرت تبعد عنها. لكن من ناحية القوّة، والجيش، والاستعداد فإنّ المحتلّ التركي أفضل بكثير من مصر. وكلّ المؤشرات -وإلى أن يثبت العكس- أنّ الكفّة ستميل للمحتلّ التركي.
ثالثا: الغاية من احتلال ليبيا هي: تحطيم الجزائر ومصر:
13. لن تتراجع تركيا عن احتلال سرت وما بعدها وقد أعدّت كلّ هذه القوّة العسكرية، وهم يعلمون أنّ من يسيطر على سرت وما بعدها فقد سيطر على ليبيا، وما بعد ليبيا.
14. الهدف من المواجهة العسكرية بين مصر والاحتلال التركي هو تحطيم الجيش المصري، وتحطيم مصر كما تمّ تحطيم العراق، وسورية، في انتظار تحطيم الجيش الوطني الشعبي الجزائري، باعتبارهما أقوى جيش في المنطقة.
15. أخالف الأساتذة الذين يرون أنّ مصر وتركيا لايريدان المواجهة العسكرية، وعليه أقول: احتلت تركيا ليبيا لتبقى للأبد، وتسعى لتحقيق أطماعها وأحلامها لما بعد ليبيا، ومصر، والجزائر. ولن تتوقف لحظة في مواجهة مصر، وقد أعدّت العدّة لذلك، ولن يثنيها أحد من تثبيت قدمها في ليبيا، والاستحواذ على خيراتها في انتظر الاستحواذ على خيرات الجزائر وغيرها. وهي فرصة لتحطيم الجيش المصري.
16. لن تعترف تركيا المحتلة بالخطّ الأحمر الذي وضعته مصر وسيجتازه. وقد عزم على الاستيلاء على ليبيا وثرواتها في انتظار ثروات وخيرات الجزائر، وغيرها. وهو يعلم أنّ سرت تبعد عن مصر بـ 1000 كلم من الأرض المكشوفة، التي لن تقف أمامه أطماعه وأحلامه، وسيطلّ على مصر ليطلّ من بعدها على السودان التي كان يحلم بالسيطرة عليها، والسّعودية، والبحر الأحمر.
17. ماتعيشه ليبيا هو امتداد لما يسمونه إعلاميا بـ “الرّبيع العربي” الذي يهدف إلى تدمير الجيوش، ونسف الدول، وتقسيمها، والقبول بالمحتل، وغرس الطائفية، ودفعها للتطبيع مع الصهاينة.
18. من يملك الكلمة الأخيرة في ليبيا هو من يملك قدم فوق الأرض. والآن الذي يملك الكلمة هو المحتل التركي والمحتل الروسي باعتبارهما يملكان قدم ثابتة فوق الأرض.
19. لاتبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن الحلّ السلمي، إنّما يبحث عن كيفية إزعاج روسيا في ليبيا، ولذلك يساند تركيا في احتلالها لليبيا بكلّ الوسائل.
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار