فلسطين تودع شاعر العودة هارون هاشم رشيد
تاريخ النشر: 30/07/20 | 10:59بقلم : سري القدوة
ودعت فلسطين الشاعر الوطني الفلسطيني الكبير شاعر العودة والثورة هارون هاشم رشيد بعد حياة حافلة بالنضال المخلص لفلسطين وشعبها وان الشعب الفلسطيني يودع أخا عزيزا وصديقا وفيا ومناضلا صلبا قدم الكثير لفلسطين وشعبها وكان مثالا للعطاء والتضحية متمسكا بالثوابت الوطنية والشرعية الفلسطينية وحق العودة التي تربت عليها الاجيال عبر مسيرة طويلة من الكفاح والنضال من اجل الحرية ونيل الاستقلال وتقرير المصير فكان مثال القائد والمعلم وعلما من أعلام فلسطين ومسيرتها التحررية مدافعا صلبا عن القرار الوطني المستقل في كل المراحل التي مرت فيها الثورة الفلسطينية حيث تمترس في مواقع النضال وكان الكلمة الامينة المعبرة عن صوت فلسطين النقي والحقيقي متمسكا بالمبادئ الثورية وموجها وشاعرا ودبلوماسيا متابعا الثوار المناضلين في كل مراحل حياته وسنظل على عهده ووصاياه في صدق الانتماء والالتزام بأهداف شعبنا العادلة.
ولد الشاعر والمناضل الكبير هارون هشام رشيد، في حارة الزيتون بمدينة غزة العام 1927 ومنذ طفولته شهد على الأحداث والتطورات التي شكلت المأساة الفلسطينية غنت له فيروز سنرجع يوما الى حينا وغنت له فايدة كامل لن ينام الثأر في صدري وإن طال مداه وغنى له كبار المطربين وحفظ الاجيال كلماته لتكون شاهدة على العصر.
أطلقت عليه تسميات مختلفة مستوحاة من مراحل عذابات شعبنا فهو شاعر النكبة وشاعر العودة وشاعر الثورة بعد عرضة قصيدة الارض والدم التي ابدع فيها وقد تمسك الشاعر الذي عمل كسفير ودبلوماسي لدي الجامعة العربية بأسس النضال الوطني الفلسطيني ليكون ايقونة الكفاح والنضال الوطني مدافعا عن الفقراء ومتمسكا بالأرض والهوية والعنوان.
لقد خسرت فلسطين علماً من أعلامها البارزين والمبدعين تاركا خلفه إرثا ثقافياً وطنياً غنياً سيمتد للأجيال القادمة في حقول الشعر والكتابة والصحافة والتأليف تغنى خلالها بالشهداء الأبرار والمعتقلين الابطال وجسدت أشعاره الوطنية مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين عاصر نكبتهم وفي المقابل فقد تمسك بأمل عودتهم الى ارضهم وارض ابائهم وأجدادهم.
اصدر هارون هاشم رشيد اكثر من 22 ديوانا شعريا بدأها عام 1954 وشعره مملوء بالرومانسية الوطنية التي تغنت بها الاجيال العربية من المحيط الى الخليج لما فيها من قدرة رائعة على استنهاض المشاعر والهمم ومقت للغزاة وعشق للحرية والحياة بشرف وكرامة اضافة الى عدد من المسرحيات الشعرية التي مزجت بين المتعة الفنية والقيمة الفكرية الوطنية الملتزمة والشاعر الوطني الكبير شاعر الثورة هارون هاشم رشيد سيظل في قلوب وعقول كل من عرفه وسيبقى حاضرا في الذاكرة الفلسطينية حتى تحقيق الاهداف الوطنية لشعبنا.
وأبدع الشاعر الذي ترك تراثا من الادب والثقافة وليكون نبراسا للأجيال القادمة لتبقى صورة الوطن حية في الذاكرة الجماعية الفلسطينية ولتحافظ على وصية الشهداء والعهد من اجل ضمان حق العودة وتقرير المصير وبهذه المناسبة ننعي الى الشعب الفلسطيني اجمع والأمة العربية وجميع الاحرار في العالم رحيل شاعر العودة الذي كان وسيبقى نبراسا وطنيا تسترشد منه الاجيال وان صاحب كلمات عائدون.. عائدون فالحدود لن تكون يرحل عنا وتبقى قضايا الوطن امانة في اعناقنا جميع ويشكل تراثه الفكري والثقافي محورا هاما في التمسك بحق العودة ومواجهة المحتل الغاصب بعزيمة الانتصار واستمرار النضال بثبات وتحد حتى اقامة الدولة الفلسطينية ولروحك السلام ولكل عشاق الحرية والحياة.