لماذا نقتل بعضنا عمدا وغير عمد؟
تاريخ النشر: 04/08/20 | 17:51بقلم: إبراهيم أبو صعلوك
لا اعتراض على قدر الله، لكن العين تدمع والقلب محزون لمقتل الشقيقين من عرعرة، أولا لأن كلّ حادثة تتمخض عن موت إنسان تحزن القلب وتدمع العين في كلّ حين وزمان وكيف إن كان ذلك ليلة عيد، وثانيا لأن عائلتي تجرعت هذا الحزن بسبب موت ابنها مخلص أبو صعلوك رحمه الله، في ليلة عيد الفطر قبل ثلاثة أعوام جراء حادث طرق مروع حدث أثناء عودة المرحوم من جولة تسوق لشراء ملابس للعيد.
لاقى مخلص رحمه الله ربه على الفور، تماما كما حدث مع الشقيقين من عرعرة رحمهما الله. بقيت الملابس التي اشتراها شاخصة في السيارة المحطمة كأنها تبحث عن صاحبها غير مصدقة أن ذلك الحادث قد حدث حقا وفعلا وحالها في ذلك كحال قلوب الأهل والأقارب عامة والأم والأب خاصة.
وأتخيل أن فرحة الشقيقين وضحكاتهما وهما جلوس على مائدة الافطار ينبعث منها نور الأمل بقدوم العيد يوم غد ليسعدا به، بعد صيام يوم عرفة بقيت شاخصة في المكان المحطم والمخضب بالدماء تبعث عن صاحبيها وكذلك قلوب كلّ قريب ومحب وقلبا الأب والأم الكسيرين المحطمين.
غلبا تكون حوادث الطرق غير مقصودة وغير متعمدة لكن نتائجها قاتلة ومدمرة، ليس بالنسبة للضحية فحسب بل لذوي الضحية وعائلتها كافة، وللسائق المشارك في الحادث أيضا بسبب ما سيلاقيه من العقوبة القضائية وتأنيب الضمير الذي قد يدوم سنين وسنين كلما تذكر ذلك السائق حال والدا الضحية وخاصة الأم عند قدوم كلّ عيد وإن طال بهما العمر سنينا وأعواما، لا ينفك عنهما البكاء ولا ينقطع، ومثله الشوق المنغموس بالحزن والأسى، لا يجدان مواسيا ولا معينا على ذلك سوى الإيمان بقضاء الله وقدرة.
كما هو معروف يعاني مجتمعنا العربي في هذه البلاد من كثرة أعمال القتل المتعمد وغير المتعمد، فإن كنا قد عجزنا كمجتمع عن إيقاف أعمال القتل المتعمدة، فيا حبذا لو حاولنا إيقاف أعمال القتل غير المتعمد التي تحدث جراء حوادث الطرق التي تكاد لا تنقطع ولا تتوقف، وذلك من خلال مراعاة قوانين السير والقيادة بحذر والانتباه والتقييد بالسرعة المناسبة التي تتماشى مع ظروف المكان والطريق. لذلك نرجو الله بحق هذه الأيام الفضيلة أن يكون هذا الحادث المؤلم أخر حادث يودي بحياة إنسان بريء ساه لاه لا ذنب له. وإن لم نفعل سيقي يطاردنا السؤال لماذا نقتل بعضنا عمدا وغير عمد؟