المسؤولية الفردية والجماعية في مواجهة وباء الكورونا
تاريخ النشر: 04/08/20 | 17:27بقلم أ. زاهي عيسى
لا يختلف اثنان على أن فيروس الكورونا قد فرض اسمه كأحد أهم الاحداث في المئة سنة الأخيرة،
فجأة أغلقت الدول مخارجها ومداخلها, إنكفأ الناس في بيوتهم وتوقفت عجلة الحياة عن الدوران, في مشهد بدا وكأنه من مشاهد فيلم خيال علمي, كانت أبرز سماته الغموض والعشوائية, كل مقدرات الإنسانية مجتمعة لم تعرف حينها سوى القليل من المعلومات غير مؤكدة أصلا.
ولنستخلص العبر لا بد لنا من العودة قليلاً إلى الوراء لنقرأ الواقع ونعرف بعض الحقيقة , ولسنا بسياق مناقشة علمية , فجُلُّنا لا يملك الأدوات , ولكن كما قيل:” السعيد من اتعظ بغيره”.
كوريا الجنوبية :-
نجحت الدولة في بداية الأزمة بالسيطرة على المرض من خلال عدة إجراءات , ومما يذكر أن عدد الإصابات كان 30 حالة فقط , ثم كان المنعطف مع إصابة الحالة 31 حيث رفض إجراء فحص الكورونا وواصل نشاطه وحياته بشكل طبيعي, مما أدى الى إصابة الآلاف في وقت وجيز.
إيطاليا :-
لم يتجاوز عدد الحالات في البداية بضع أشخاص , إلا أن الناس هناك واصلوا حياتهم بشكل طبيعي جداً , حتى حصلت الكارثة التي يعلمها الجميع , ومما يجدر ذكره أن الكثير من التقارير عزت بداية الكارثة إلى إقامة مباراة كرة قدم مكتظة بالمشجعين, واستمرار تجمعات الناس كالمعتاد.
لا شك أننا مررنا بتجربة عصيبة متطرفة , تحتاج الى تقييم ومراجعة , لكن الأهم الآن أن نسأل أنفسنا أين نحن في ظل استمرار الوباء إلى أجل غير مسمى؟.
نستطيع أن نقول متيقنين : أننا بتنا نعرف اكثر مما مضى عن الفيروس وانتشاره، لكن كما نقول دائماً فالمعرفة وحدها لا تكفي , فلا بد من عمل وتطبيق وتضحيات فردية كانت أو جماعية .
ومما ذكرت في التجربتين السابقتين نستطيع أن نقول إن الخطوات العملية تتلخص في أمرين أساسيين ,أولاً المسؤولية الفردية , كوضع الكمامة والحفاظ على النظافة والتنبه عند ظهور أعراض , ثم المسؤولية الجماعية من خلال التباعد الاجتماعي وتأجيل المناسبات أو الاقتصار على أضيق مجال مع الأخذ بالاحتياطات الوقائية والاكتفاء بالتعزية عن بعد، ثم الاهتمام بالمصابين وأصحاب الحاجات، فالمشكلة اقتصادية أيضا بلا ريب.
وفي الخلاصة أؤكد على أننا أمام فرصة لتثبيت معادلة التعايش مع هذا الوباء دون الحاجة إلى الإنكفاء على أنفسنا والتزام البيوت ,لكن لا بد أن نعي أننا أمام مرحلة خطرة تتطلب التزام التدابير الوقائية التي أثبتت فاعليتها، وإلا فإننا ربما سنضطر إلى الاختيار فعلاً بين الموت من الكورونا او الموت من الجوع , وعلى أقل تقدير العودة بمجتمعنا عشرات السنين إلى الوراء.