لم تمنع كتب ومقالات مالك بن نبي من الطبع والنشر – معمر حبار
تاريخ النشر: 10/09/20 | 7:381. القارئ المتتبّع لكتب الأستاذ مالك بن نبي رحمة الله عليه يقف على حقيقة -بالإضافة إلى حقائق أخرى- تتمثّل في كونه يتحدّث عن “العراقيل؟ !” و “المشاكل؟ !” التي اعترضت كتبه أكثر ممّا يتحدّث عن كتبه.
2. تجده يكتب: لم ينشر كتابي لحدّ الآن. أتساءل عن سرّ منع نشر كتابي؟ لماذا لم ينشر مقالي الفلاني؟ لماذا لم يطبع كتابي؟
3. ثمّ يذهب في ذكر أسباب “المنع؟ !” و”عدم النشر؟ !”. وبعدها بصفحات قليلة يذكر أنّه تمّ طبع الكتاب، ونشر المقال. ويبقى السؤال لماذا؟
4. تكمن الإجابة -في تقديري وحسب قراءاتي- أنّ الأستاذ مالك بن نبي رحمة الله عليه بالغ، وبالغ كثيرا في التحدّث عن “منع؟ !” كتبه، ومقالاته من الطبع والنشر.
5. لم يتم منع كتاب واحد من النشر للأستاذ مالك بن نبي -فيما قرأت وأعلم-. ويكفي أنّه في منتصف الأربعينات وقبل الخمسينات طبع في فرنسا المحتلة يومها وباللّغة الفرنسية كتبه الأولى، وهي: “لبيك” و “الظاهرة القرآنية” و “وجهة العالم الإسلامي” و “شروط النهضة”. وطبعت له كتب في عهد الثورة الجزائرية. وطبعت كتبه في عهد الرئيس أحمد بن بلة رحمة الله عليه. وطبعت كتبه في عهد الرئيس هواري بومدين رحمة الله عليه. وما زالت تطبع لغاية كتابة هذه الأسطر.
6. مع العلم جاء مالك بن نبي يومها من فرنسا إلى مصر في منتصف الخمسينات ليترجم هذه الكتب إلى اللّغة العربية، باعتباره ألّفها في فرنسا باللّغة الفرنسية، ونشرت ولم يمنعها الاستدمار الفرنسي. بالإضافة إلى مايذكره مالك بن نبي من كونه جاء لمصر بسبب انعقاد مؤتمر باندونغ، وكان من نتائج المؤتمر كتابه: “الفكرة الإفريقية الأسيوية”.
7. لاأعرف -لحدّ الآن- أنّ الاستدمار الفرنسي يومها منع كتب مالك بن نبي من النشر. ولا أعرف -لحدّ الآن- رئيسا جزائريا من الأحياء والأموات، ومن السّابقين والحاليين منع كتب مالك بن نبي من النشر، والطبع.
8. سبق لصاحب الأسطر أن قرأ كتاب Mouloud Feraoun « LETTRE A SES AMIS », EL HOUDA, AIN M’LILA, ALGERIE, 2017, Dont 209 Pages. ، وقارن بين الأستاذ مالك بن نبي رحمة الله عليه وهو يشكو “عدم طبع ونشر كتبه، ومقالاته؟ !”، ثمّ تبيّن بأنّها نشرت، وطبعت، وبشهادته. والأستاذ مولود فرعون رحمة الله عليه الذي: ” يتحدّث عن مختلف مراحل تأليف كتبه فيجعل القارئ يشاركه متعة المراحل، كقوله وفي أكثر من مناسبة: شرعت في تأليف الكتاب. أنا الآن في الفصل الأول. لم يبق إلا 50 صفحة. سأضع تحت تصرفك الفصل الثالث لتراجعه. أنتظر بفارغ الصبر ملاحظاتك حول كتابك. أسرع في قراءة الجزء الذي قدّمته لك لأعطيك الجزء المتبقي من كتابي. وعبارات من هذا النوع التي تسعد القارئ وتنم عن متابعة دقيقة من الكاتب”[1].
9. وجب القول أنّ الأستاذ العمودي رفض نشر مقال لمالك بن نبي حول ردّه على مقال فرحات عباس “أنا فرنسا”[2]. وتعرّض لما يتعرّض له أيّ كاتب فيما يخصّ نشر كتبه، ومقالاته من ردّ، ونقد، ومدح.
10. خلاصة، -وفي حدود ماقرأت وأعلم- لم يمنع أحد من قادة الثورة الجزائرية، ورؤساء الجزائر، وفقهاء الجزائر من طبع ونشر كتب، ومقالات الأستاذ مالك بن نبي رحمة الله عليه. وسهرت الجزائر وما زالت على نشر تراثه، وإعادة طبعه باللّغتين العربية والفرنسية، ونشر كلّ جديد يتعلّق بتراثه.
[1] للزيادة راجع من فضلك: “ألبير كامي.. كما يراه مولود فرعون ومن خلال المقارنة بمالك بن نبي”، وبتاريخ: الثلاثاء 21 شعبان 1441 هـ – الموافق لـ 14 أفريل 2020. [2] للزيادة راجع مقالنا من فضلك: ” فرحات عباس كما يراه مالك بن نبي”، وبتاريخ: الأربعاء 4 محرم 1441 هـ – الموافق لـ 4 سبتمبر 2019.—
الشلف – الجزائر
معمر حبار