جيش التنسيق الفلسطيني الى اين؟!
تاريخ النشر: 23/11/20 | 7:02د.شكري الهزَّيل
الغابة الفلسطينية تتسع ووراء كل شجرة تختبئ غابة أخرى من الاحاديث والاقاويل والمجموعات والملتقيات والنقاشات الى حد أصبحت فيه الخيانة الوطنية العلنية مجرد وجهة نظر جاري تأطيرها وتوطيدها داخل الواقع الفلسطيني المُر فتارة تجد فلسطينيون في ” ملتقى فلسطيني” يؤيدون النظام السوري واخرون منضمون لما اسموة معسكر ” المقاومة” واخرون مقاولة واخر الاخرون تابعون لتيار ّ الاسرلة” والتبرير والتمرير واخرون يتشبثون بالوطن لحما وعظما وكيانا تاريخيا وجغرافيا لقناعتهم ان الاحتلال مهما طال فانه الى زوال, لكن ما يجري في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة امر اخر في غاية الخطورة لان جماعات أوسلو تقاسموا فيما بينهم الفتات الجغرافي التي أبقاه الاحتلال لهم وشَّكلوا تيارين فلسطينَّيين احدهم يحكم غزة باسم” المقاومة” والثاني يحكم الضفة عبر التنسيق المخابراتي واللوجستي مع الاحتلال على أساس اتفاقية أوسلو اللتي تسمح لمنتسبي هذا التيار ان يكونوا عملاء للاحتلال تحت مسمى” التنسيق والمنسق” كما هو حال الفتحاوي حسين الشيخ اللذي اصبح عميل”منسق” للاحتلال باسم الوطن والسلطة “الوطنية” الفلسطينية التي هي في واد والوطنية في واد اخر!!
يلعب حسين الشيخ داخل السلطة دور عَراب الاحتلال من جهة ويلعب دور المؤيد للتنسيق المخابراتي داخل تيار فتحاوي يعارضة تيار اخر معارض للتنسيق من جهة أخرى وبالتالي ما لا يعرفة الكثيرون ان تيار حسين الشيخ لا يريد المصالحة ” الفصائلية” لا بل يخشاها خوفا على مصالحة المرتبطة بالاحتلال وعلية ترتب القول انه قبل ان يجف حبر ما سمي بلقاء الأمناء العاميين للتنظيمات الفلسطينية في بيروت, واصل الشيخ اتصالاته بدوائر الاحتلال عبر رسالة ارسلها إلى المنسق الإسرائيلي بتاريخ 10.7.020 يطالب فيها بالتزام الاحتلال بالاتفاقيات الموقعة، حيث جاء الرد الإسرائيلي على رسالة الشيخ بعد وقت طويل وذلك بتاريخ 17.11.020 بعد تواصل حسين الشيخ وجهاز امن السلطة مع سلطات الاحتلال في الوقت الذي كان فيه جبريل الرجوب مفوضا لاجراء محادثات المصالحة مع الفصائل الفلسطينية,مما يعني ان جماعة رام الله استعملوا ملف المصالحة كمجرد ورقة ضغط على الاحتلال تخدم مأرب تيار حسين الشيخ المؤيد بشدة للتنسيق المخابراتي مع الاحتلال وماجرى ان الشيخ احتفى بورقة كذب وتضليل اسماها” موافقة الاحتلال بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة” فيما الحقيقة ان رئيس وزراء دولة الاحتلال وكامل طاقمه الوزاري قد رفض الالتزام باي شيء واوعَّز لما يسمى منسق شؤون المناطق بالتوقيع على رسالة تلتزم بجمع أموال المقاصة فقط مقابل استمرار التنسيق الأمني وهذا ماجرى بالفعل…فقط الالتزام باموال المقاصة وعدم الالتزام باي امر اخر مما يشير الى صراعات “التيارات” داخل سلطة أوسلو حيث نجح تيار الشيخ واشتية بإعادة سكة التنسيق المخابراتي مع الاحتلال على أساس نسف محادثات المصالحة بين الفصائل…حسين الشيخ نسف مقومات محادثات المصالحة اللتي قادها جبريل الرجوب مع الفصائل الأخرى واهم هذه المقومات”الشروط” وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.. نجح التنسيق وسقطت المصالحة..
لقد بلغت وقاحات جيش التنسيق الفلسطيني مستويات تعدَّت كل الحدود والمقاييس الى حد اعلان النصر “المبين” بعد طيل نضال وانتظار على حد زعم الشيخ وشتية ولم يكتفي هؤلاء بهذا الكذب المهين للشعب الفلسطيني لا بل قدَّموا له التهاني بانجازهم “الكيبر” بالإعلان الى عودة التنسيق والعلاقات مع الاحتلال الى وضعية ما كانت علية”قبل قطع التنسيق” وهذا الأخير لم ينقطع أصلا ولم يتوقف بشهادة ” سلطات الاحتلال” التي قالت ان التنسيق لم يتوقف ولو لدقيقة واحدة وكل مزاعم جيش التنسيق كانت كذب وتضليل وتمثيل رخيص سواء على مستوى التنسيق مع الاحتلال او على مستوى ملف المصالحة ” الفصائلية” ..جماعة التنسيق لعبوا لعبة الزمن والانتظار والرهان على نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية ليعودوا الى مسار الخيانة والتفريط وكأن شيء لم يحدث وكأنَّ بايدن سيكون افضل من ترمب مع ان فطيس اخ فطَّاس اذا تعلق الامر بدعم الكيان وهضم حقوق الشعب الفلسطيني!!
كان الامر مخزي ومعيب مشاهدة ما يسمى برئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وصديقة حسين الشيخ وهم يسوقون للاعلام فرحة عارمة ب”نصرهم” المزعوم واستلامهم قصاصة ” ورقة”
من موظف صغير يؤكد التزام الاحتلال بجمع أموال ” المقاصة” فقط ولا يؤكد أي امر اخر من أكاذيب اشتية والشيخ التي ان دلت على شيء فهي تدل على ان جيش التنسيق الفلسطيني” نسخة طبق الأصل من جيش لَّحد سابقا في جنوب لبنان” قد ضرب بعرض الحائط مشاعر الشعب الفلسطيني وقضية المصالحة الفلسطينية واصبح يجاهر بتفضيله التنسيق المخابراتي مع الاحتلال على أي امر اخر قد يضر بمصالح عصابة حسين الشيخ المرتبطة بسلطات الاحتلال الإسرائيلي.. جيش التنسيق اشهَّرعلنا خيانتة وبدا بخطواتة الأخيرة واضحا وهو انه في معسكر الاحتلال الصهيوني ومعادي لحقوق الشعب الفلسطيني مع استغلال واضح لحالة تحنيط الكهل محمود عباس وجعلة مجرد صنم يختبئ وراءة جيش التنسيق الفلسطيني التابع لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي!!
واهٍم من ظن او يظن ان الرئيس الأمريكي المنتخب الصهيوني جو بايدن سينصف الفلسطينيون وهو”بايدن” المعروف بصهيونيتة وانحيازة للكيان الصهيوني وعلية ترتب القول ان سر وجَّهر رهان جيش التنسيق ” الفلسطيني” على بايدن لا أساس له وهو لا علاقة له بتراجع بايدن عن صفقة قرن ترمب ولا القدس ولا موضوع السفارة الامريكية لابل ان الامر مرتبط بإعادة الامتيازات المادية والمالية لمؤسسات جيش التنسيق” سلطة أوسلو” الى ما قبل حقبة ترمب على ان تبقى ما يسمى ب” مفاوضات السلام” وَّهم متجدد لا وجود له من جهة ويبقى الحال الراهن كما هو في ظل استفحال الاستيطان واستمرارة في مناطق الضفة والقدس من جهة ثانية وبالتالي عمليا وموضوعيا بقاء امر تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني امرا هامشيا لا يهم جيش التنسيق لا من بعيد ولا قريب لان هَّمه الأول والأخير الحفاظ على مصالحة المرتبطة بوجود الاحتلال واستمراريتة لابل أيضا دعم عملية ” التطبيع” العربي مع الكيان وهذا الامر بدا واضحا بإعادة سفراء ” سلطة أوسلو الى كل من الامارات والبحرين …!!
جيش التنسيق الفلسطيني ومشتقاتة من موظفين يتقاضون رواتب شهرية على أساس المصلحة وضمان مصادر تمويل الراتب بمعنى ان التنسيقيون لا يرون ان مهمتهم هي الدفاع عن القضية الوطنية الفلسطينية لابل استعمال هذه الأخيرة فقط كورقة لضمان تدفق المساعدات والأموال ومن بينها الامريكية الى جيوب منظومة الفساد الاوسلوية التي تحولت بالفعل الى نسخة معدلة من جيش العميل أنطوان لحد”جنوب لبنان سابقا” مهمتها خدمة الاحتلال مقابل رواتب وامتيازات للاعضاء المنتسبين لجيش التنسيق ومشتقاته من موظفين وجيش وشرطة دايتون وعملاء من أمثال حسين الشيخ اللذين اصبحوا يعملون علنية كعملاء للاحتلال تحت مسميات ” تنسيق ومنسق” ووصلوا الى حد الاستهتار بالعقل الفلسطيني باعلانهم ” ورقة” نصر بَّزق عليها وعلى أصحابها أكثرية الشعب الفلسطيني الذي راى وشاهد مستوى الوقاحة اللذي بلغها جيش التنسيق… ام كل الوقاحات والسفالات هذه اللغة اللذي يتحدث بها حسين الشيخ فيما أكثرية الشعب الفلسطيني اما في المهجر القسري والمنافي وسجون الاحتلال او ينتظرون في طوابير على معابر الاحتلال او على أبواب الاونروا طلبا للمساعدات.. عَّمالة ووقاحة جيش التنسيق الفلسطيني بلغت ما بعد بعد الزبى… السيل بلغ ما بعد بعد حدود الزبى لتصبح الأمور واضحة المعالم لتقول: *احذروا جيش التنسيق الفلسطيني… انهم جيش عملاء الاحتلال في رام الله الذين يختطفون القضية الفلسطينية ويتاجرون بها.. العمالة للاحتلال مقابل الراتب والامتيازات!!
اليوم وليس غدا اصبح الامر اكثر من مُلح واكثر من مطلوب وهو انهاء وجود سلطة أوسلو وردع جيش التنسيق والرد علية فلسطينيا شعبيا وجماهيريا عبر مشروع مقاوم لاسقاط سلطة عملاء التنسيق التابعين لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي لابد من اعتبار ان التنسيق الفلسطيني هو مرجعية التطبيع العربي الرجعي مع الاحتلال وعلية ترتب القول ان ضرب مقومات التنسيق يعني أيضا ردع التطبيع والمطبعين وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية عربيا وعالميا.. لا يمكن للفلسطيني ادانة التطبيع ومحمد بن زايد ونحن نشاهد حسين الشيخ ومحمد اشتية كيف يعملون بوضوح على ضرب مقومات كل شكل من اشكال المقاومة الفلسطينية ناهيك عن ان جيش التنسيق غير مَّعني بالمصالحة الفلسطينية لانها تتضارب مع مصالح جماعات هذا الجيش…!!
جو بايدن سينقذ فقط ” عملاء الاحتلال” وسيدعم الاحتلال بسخاء ولن ينصف ابدا الشعب الفلسطيني والسيناريو سيبقى كما هو منذ أوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا والى الابد وهو كالتالي : استمرار الاستيطان والاحتلال وهدم بيوت الشعب الفلسطيني وتهويد القدس شبر شبر والاستيلاء على ما تبقى من ارض فلسطينية في ظل وجود جيش التنسيق الفلسطيني مع الاحتلال واستمرار صناعة الوَهم بوجود ” مفاوضات سلام” وَّهمية تُبقي معادلة استمرار ديمومة الاحتلال واستمرار وجود سلطة أوسلو والانتظار لنتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية..كلينتون بوش اوباما ترمب والان بايدن والقادم وما بعد الغابر من رؤساء يتناوبون الرئاسة في البيت الأبيض جلهم داعمين لمشروع احتلالف فلسطين وهضم حقوف الشعب الفلسطيني.. شاهدوا وانظروا ما فعلتة عصابة ترمب بومبيو وفريدمان..قاموا بهجوم صهيوني لاهوتي على كل ماهو فلسطيني واخر الفصول كانت زيارة بومبيو للمستوطنات في الضفة المحتلة!.. *لاحظوا أيضا : جماعة جيش التنسيق قامت عمليا بتحنيط الفاسد محمود عباس وحولتهُ الى مجرد صنم يسمى ” رئيس” تختبئ وراءه عصابات وتيارات حركة فتح التي تحكم رام الله وتتحكَّم بمسار وإدارة جيش طحالب التنسيق الذي يعيش في مستنقع الاحتلال وعلى حساب القضية الفلسطينية…!!
اما ان نكون او لا نكون.. لقد ادخَّل جيش التنسيق القضية الفلسطينية في متاهات وانفاق دون أي إمكانية لضوء في اخر النفق وهذا الجيش تابع لمنظومة الاحتلال وبقاءه يعني تدمير كامل القضية الفلسطينية ودون اعتبار هذا الجيش عدوا لابد من ردعة لن تقوم للقضية الفلسطينية قائمة من جديد والسؤال المطروح :جيش التنسيق الفلسطيني الى اين؟!.. الجواب يعود للشعب الفلسطيني ومفاده: لا بد من اقتلاع جيش التنسيق الفلسطيني كما اقتلعت ثورات الشعوب جيوش العملاء على مدى العصور كما جرى من اقتلاع للعملاء اثناء الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وضرب وطرد جيش لحد من جنوب لبنان.. جيش التنسيق الفلسطيني هو كامل تركيبة منظومة أوسلو التابعة للاحتلال الإسرائيلي..اما ان نتدارك الامر كشعب فلسطيني قبل فوات الأوان او نترك الحبل على غارب الغربان التي تنعق في سماء فلسطين و تعيث خرابا ودمارا بالقضية الفلسطينية..!!