لقاءات القمة وإستراتجية العمل العربي المشارك
تاريخ النشر: 03/12/20 | 8:02بقلم : سري القدوة
الخميس 3 كانون الأول / ديسمبر 2020.
اجتماع القمة بين رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتشاور حول مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية، وجملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك اكد وبدون شك ان العلاقات الفلسطينية المصرية هي علاقات تاريخية عميقة قائمة على دعم مصر للدولة الفلسطينية المستقلة وحرصها ومواقفها ودورها الكبير في دعم حقوق الشعب العربي الفلسطيني من اجل نيل الحرية والاستقلال وأهمية الاستمرار بنفس الاتجاه والعمل المشترك والتنسيق المتكامل وصولا الى تحقيق السلام العادل والشامل .
مصر حكومة وشعبا استمرت وتستمر بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية حيث تساهم الخطوات المشتركة لإعادة دعم مسار القضية الفلسطينية على الصعيد العربي وضرورة تفعيل كل الجهود في المرحلة الحالية حيث يتطلب التكاتف من قبل الجميع وتكثيف كافة الجهود العربية، من أجل استئناف مفاوضات عملية السلام وفقا للمصالح العليا للشعب الفلسطيني وضرورة انهاء الاحتلال القائم بالقوة والغطرسة والسعي لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة مؤامرات التصفية والنيل من فلسطين والقيادة الفلسطينية .
اكدت القمة الفلسطينية المصرية علي اهمية وضرورة استمرار جهود مصر على كافة الاصعدة الإقليمية والدولية من أجل استئناف عملية السلام المتوقفة والعمل على الدعوة لإقامة مؤتمر دولي للسلام وفقا لمبدأ حل الدولتين والقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية القائمة على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة .
مصر وبكل ما تحمله من حب ومشاعر صادقة نحو فلسطين وانطلاقا من التاريخ المشترك الذي عمد بدماء الشهداء تواصل جهودها من اجل اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية وتحقيق توافق سياسي في إطار رؤية موحدة بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية بما يحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطيني وأهمية التوصل الى طريق ينهي هذا الانقسام ووضع حد لتداعياته الخطيرة على المستقبل الفلسطيني وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية بما يكفل تدعيم مؤسسات الدولة الفلسطينية والتصدي لمشاريع الانقسام والتفرد في قطاع غزة التى لا تخدم الا الاحتلال الاسرائيلي ومخططاته ومؤامراته القائمة والتي باتت تعزز الانقسام الفلسطيني وتستغل كل الظروف للنيل من وحدة الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني .
لقد شكلت تلك اللقاءات الناجحة والهامة في نفس الوقت والتي عقدت على مستوى القمة مع جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس محورا جامعا لمتطلبات العمل العربي المشترك الذي يشكل نواة صلبة لإعادة تفعيل الجهود العربية والخروج بموقف عربي موحد من اجل تجاوز الخلاقات وإعادة رسم استراتيجية عربية شاملة .
وفي ضوء ذلك لا بد من استمرار التنسيق الكامل وتوحيد الجهود ما بين مصر وفلسطين والأردن لدعم مبادرة عقد مؤتمر دولي للسلام بداية العام المقبل لإعادة الأمور إلى نصابها واستعادة المفاهيم المتعلقة بحل الدولتين، وأهمية التنسيق الفلسطيني العربي لمعالجة تلك السياسة الترامبية وما احدثته من اضرار لحقت بالقضية الفلسطينية، وما من شك ان الجهود التي تقوم بها مصر وتبذلها هي في محل تقدير الشعب الفلسطيني من اجل ترتيب الأوضاع والتعامل مع التطورات في الساحة العربية والفلسطينية بشكل خاص في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة استمرار سياسة التوسع الاستيطاني .