توفير الحماية الدولية للمقدسات الإسلامية والمسيحية
تاريخ النشر: 06/12/20 | 10:31بقلم : سري القدوة
الأحد 6 كانون الأول / ديسمبر 2020.
في خطوة تعبر عن همجية المحتل وممارساته العنصرية وأساليبه التحريضية وممارساته العدوانية ضد الشعب العربي الفلسطيني اقدم مستوطن ارهابي حاقد ليحاول إحراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة مما يستوجب توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا ومقدساته المسيحية والإسلامية وتمكين المصلين من أداء صلواتهم بأمن وسلام، وتعد محاولة إحراق كنيسة الجثمانية من سلسله الممارسات والإعمال الجبانة التي يمارسها اليمين المتطرف العنصري وهي عمل مدان ومستنكر ولا ينفصل عما يجري كل يوم من اعتداءات وانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى المبارك وغيرها من اعتداءات وإحراق مساجد وكنائس في سائر الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار ارهاب المستوطنين ودعمهم وتسهيل كافة الاعتداءات ضد شعبنا وممتلكاته ومقدساته وتأتي تلك الجرائم ضمن حملة التحريض التي تمارسها حكومة نتنياهو ونتاج للعقلية الاستعمارية الاستيطانية والتحريض الممنهج من قبل اليمين العنصري المتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي، وان عدم محاكمة قطعان المستوطنين وتقديمهم للعدالة يشجع على ممارسة ارهابهم المنظم ضد شعبنا ودور العبادة ويساهم في استمرار هذا الارهاب المنظم والمدعوم من قبل جمعيات استيطانية إرهابية.
هذه الاعتداءات الخطيرة والمعادية للأديان هي نتيجة فكر احتلالي متطرف قائم على العنصرية والتحريض والكراهية في ظل وجود تشريعات تعزز التمييز وإقصاء الأخر وتتنصل من مساءلة ومحاسبة المجرمين، وهي تعبير واضح عن احتلال خارج عن القانون ولا يخضع للمساءلة والملاحقة القضائية.
وفي ظل استمرار ممارسات الاحتلال العدوانية الوحشية والمتصاعدة بحق ابناء الشعب الفلسطيني وإقدام جنود الاحتلال ارتكاب جريمة اعدام الطفل علي ابو عليا 13 عاما في قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله والتي تعد اعتداء صارخ وانتهاك لكل القوانين والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفولة، بات من المهم هنا التدخل العاجل والسريع وعدم التزام الصمت من المؤسسات الدولية الحقوقية والقانونية والدينية والخاصة بحقوق الانسان والتدخل لوضع حد لسياسات الاحتلال التي ستفجر الاوضاع بالمنطقة وتحول الصراع الي صراع ديني لا يمكن لأحد ان يتصور نتائجه حيث الدمار الذي تخلفه هذه الممارسات العدوانية المرفوضة من خلال استمرار استهدافه الممنهج للمقدسات خاصة في القدس المحتلة ومحاولاته المستميتة لفرض تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى وتعرضه لسلسلة طويلة من الاقتحامات اليومية من قبل المتطرفين والمستوطنين ومنع المصلين من الوصول إليه حيث يشكل ذلك انتهاكا صارخا لحرية العبادة والتي كفلتها المواثيق الدولية.
من جانبه بات المجتمع الدولي مطالب بتوفير الحماية لأبناء شعبنا وأماكنه المقدسة المسيحية والإسلامية وان ما صدر من بيانات الادانة والشجب لا يكفى بل لا بد من وضع حد لتلك الممارسات العنصرية والإرهابية التي يمارسها قطعان المستوطنين والجمعيات الارهابية ووضعهم ضمن قوائم الارهاب الدولي والسعى الي تقديمهم للمحاكم الدولية.
إن معاناة الشعب الفلسطيني لن تنتهي إلا بالخلاص من هذا الاحتلال العنصري ووضع حد لتلك الجرائم والعمل على تغير الوضع القائم، وفي ظل ذلك نؤكد على اهمية الصمود الجماهيري لأبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة فالتحية والتقدير لمن هم صامدين امام هذا العدوان والذين يقفون في وجه تلك المؤامرات ويتصدون لها لإفشالها حيث يقفون وقفة رجل واحد معززين بالصمود والتكاتف والتلاحم المقدسي المسيحي الإسلامي الذي أفشل مخطط الاحتلال في معركة البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى عام 2017 واليوم يفشلون مؤامرة احراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة.