ممارسات الرئيس ترامب وفريقه والمستقبل السياسي
تاريخ النشر: 15/12/20 | 8:01بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 15 كانون الأول / ديسمبر 2020.
تثبت الاحداث بان سلوك الرئيس الامريكي المنتهية ولايته بعد فشله في الانتخابات الامريكية كان سلوكا غريبا على ما سبقه من رؤساء في الولايات المتحدة الامريكية فتعد المرحلة الترامبية بما حملته من مواقف وقرارات ساهمت في اثارة الفتن بين الولايات نفسها، وأيضا يستنتج المتابع لهذه المرحلة بأنها افضت عن قرارات اتخذت على المستوى الدولي عبرت عن الكراهية والعنصرية وكانت بمجملها قرارات تتناقض مع القانون والشرعية الدولية وتكرس الهيمنة والسلوك العدواني وتشجع على ممارسة التطرف والإرهاب، كما تفعل حكومة الاحتلال الاسرائيلي وخاصة بعد اعتراف ترامب وقراراته الخاطئة بان القدس المتصارع عليها هي عاصمة لدولة الاحتلال، ومنح الجولان العربي المحتل الي دولة الاحتلال والاعتراف بأنه جزء من دولة الاحتلال على الرغم من ان كل هذه القرارات تتناقض مع القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة الصادرة بهذا الخصوص .
وفي ظل صراع ترامب وإصراره على مواقفه الخاصة بان الانتخابات الامريكية ونتائجها تم تزويرها وعدم اعترافه بالهزيمة، وجهت المحكمة العليا في الولايات المتحدة، ضربة جديدة لمساعي الرئيس المنتهية ولايته، وذلك برفضها النظر في دعوى تقدم بها لسلطات ولاية تكساس لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات، وقال قضاة المحكمة العليا التسعة، وبينهم ثلاثة عيّنهم الرئيس، إن تكساس التي صوتت لصالح ترامب في الاقتراع الرئاسي لا يحقّ لها التدخّل في طريقة إجراء الانتخابات في ولايات أخرى وفي حين يرتقب أن يتجمع كبار الناخبين، لتأكيد أصواتهم، يواصل ترامب رفض الاعتراف بهزيمته أمام الديموقراطي جو بايدن، ويؤكد أن الانتخابات «سرقت» منه على حد تعبيره .
وفي ضوء غياب عناصر ملموسة تدعم اتهامات ترامب بحصول عمليات «تزوير واسعة النطاق» في الانتخابات كما يدعي، فإن غالبية الشكاوى التي قدمها حلفاؤه في جميع أنحاء الولايات المتحدة قد أُسقطت في المحاكم، ويواصل ترامب هجومه علي القضاء الامريكي عبر تويتر حيث ادعى بان المحكمة العليا في بلاده قد خذلته في أعقاب قرار المحكمة برفض الدعوى.
ويتوقع العديد من المتابعين للانتخابات الامريكية ونتائجها بان يتخذ ترامب خطوات احادية الجانب وعدم التزامه بنتائج الانتخابات ليدفع ويعزز الصراع بين الولايات الامريكية نفسها وتسود مخاوف في الشارع الأمريكي من مواجهات محتملة بين أنصار ترامب، ومؤيدي الرئيس المنتخب جو بايدن، من الممكن ان تؤدي الي احتدام الصراع بين الولايات الامريكية، كما حدث الشهر الماضي في العاصمة واشنطن، ومن المتوقع وردا على أنصار ترامب، قيام مجموعات يسارية مثل حركة «حياة السود مهمة»، بالتظاهر تحت شعار الدفاع عن العاصمة واشنطن مما دفع بالشرطة الي اتخاذ تدابير أمنية مكثفة في مركز المدينة، وفي ضوء ذلك يتواصل الصراع الذي يعد هو الاول من نوعه في ظل هذا التشابك الخطير والممارسات الاستفزازية التي يقوم بها ترامب وفريقه وطبيعة القرارات التي يتم اتخاذها، وخاصة فيما يتعلق بالصراع القائم بالمنطقة العربية والدعم المطلق لحكومة الاحتلال الاسرائيلي وبشكل لا يمكن استيعابه ليخلف جرائم حقيقية وصراع سوف يؤسس لمرحلة جديدة ستكون الاصعب على الشعب العربي الفلسطيني الذي بات يواجه الاحتلال الاسرائيلي وحيدا، وخاصة في ظل استمرار فشل الجهود الدولية الهادفة التي تحقيق التقدم ودعم الحلول السلمية القائمة على مبدأ حل الدوليتين ومنحه حقوقه التاريخية ووقف جرائم المحتل وانتهاكاته وعدوانه على القدس وخاصة المقدسات الاسلامية والمسحية واستمرار نهجه الاستيطاني .