سخنين كانت وما زالت قلعةً للمحبّة
تاريخ النشر: 30/12/20 | 13:31 زهير دعيم
للحقيقة أقول : كانت وما زالت مدينة سخنين بسكّانها الجميلين وعلى مرّ الأيام والعصور، قلعةً للمحبّة والتآخي والطمأنينة والأمان ، تزرع دروبنا في الجليل بفُلّ الأخوّة ، ومنتور التقارب وبذور الإنسانيّة الجميلة.
حقًّا كانت وستبقى في نفوسنا نحن الجليليين عنوانًا للمجد والإباء.
كانت وستبقى….
رغم القلّة القليلة جدًّا جدًّا ؛ هذا القلّة التي عبثت بهذه الأخوّة وحاولت دون جدوى ان تشرخ شيئًا من صرح التواصل ، من خلال مدّ الأيادي الآثمة الى شجرات الميلاد لتحرقها ، ناسين أنّ هذه الشجرات ترمز دومًا للمحبّة والنور والتسامح و… ” أحبّوا بعضكم بعضًا ” .
لن تُغيّرنا هذه الأعمال ولن تثنينا ولن تُغيّر نظرتنا الجميلة للحياة ، ولن تستطيع أن تزرع الفتنة في حياتنا ، فسنبقى على العهد أخوة وأحبّاء وبشرًا نُقدّر عاليًا انسانيتنا الجميلة ، وننظر بعين الإيمان الى السماء ؛ هذه السّماء التي تحبُّ الانسان ؛ كلّ انسانٍ مهما كان لونه وجنسه ومعتقده ورأيه.
من هنا ومن عبلّين ونيابةً عن الكثيرين ، أرفع قبعتي احترامًا للسخنينيين الّذين هبّوا هبّة رجل واحد ورمّموا الشجرتين المحروقتيْن ، وأنا على ثقة تامّة أن هذه الهبّة المباركة ستهبُّ من جديد يحذوها الامل بمستقبل أجمل وأبهى ، فتُصلحُ ما أفسدته الأيدي الآثمة ، سائلًا الله المُحبّ للبشر أن يفتح العيون ، ويغمر القلوب بمحبته وحنانه قائلين مع السيّد المسيح : ” اغفر لهم يا أبتاه لأنّهم لا يعرفون ما يفعلون ” .
دعونا نسامح ونتسامح … دعونا نترفّع ونضبط أفواهنا ونتعقّل ..
دعونا نتضامن من أجل رأب الصّدع كي ما نتجاوز هذه المحنة بالتكاتف .
دعونا نهمس في وجه من يريد أن يُفرّقنا :
إنّنا نسامحك ، فعُد الى رُشدك ، عد الى الركب وصلِّ كيما يغفر لك الله ، وكيما تمرّ هذه الغيمة الدّكنة والتي تمرمر حياتنا المسماه ” الكورونا ”
أهلنا في سخنين نعود فنقول :
كنتم وما زلتم عنوانًا وقلعةً للمجد والـتآخي ..
بوركتم ..
وكل عام والجميع بألف خير .
المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة.