منظومة الحلف المعادي للقضايا العربية الى اين؟!
تاريخ النشر: 10/01/21 | 10:19د.شكري الهزَّيل
بكثير من المرارة والغضب عايش العرب في الأعوام الأربعة الماضية مسلكية تحالف امريكي لاهوتي صهيوني عربي رجعي ضرب بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية والأخلاقية لابل اصر هذا التحالف سئ الذكر على ضرب كامل مقومات القضية الفلسطينية والقضايا العربية الى حد توجية الاهانات السياسية لكل ما هو عربي, لكن من اللافت للنظر تركيز هذا التحالف على قضية اعتبرها العرب على مدى عقود من الزمن قضيتهم المركزية والجوهرية من جهة وتركيزة على قضايا عربية صدرت بحقها قرارات دولية مثل تعريف جغرافيا الاحتلال في فلسطين واحتلال الجولان السوري من جهة ثانية وبالتالي ما حصل ويحصل هو هجوم سياسي وجغرافي واقتصادي على كل ما يرتبط بالقضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني وصل الى حد الاعتراف بالقدس كجزء من الكيان ورفع صبغة اراضي محتلة عن الجولان السوري وجرجَّرت أنظمة المحميات الامريكية الى تطبيع علني مع الكيان الذي يحتل فلسطين ويضطهد شعبها يوميا منذ ما يزيد عن ثلاثة ارباع القرن من الزمن!!
ما جرى في الأعوام الأربعة الأخيرة كان مميزا من حيث الاداء والأدوات اللتي استعملها الحلف “اللاهوتي الصهيوني الرجعي العربي” في عمله وممارساته على الجبهة السياسية ليس بسبب شرعنة احتلال فلسطين والأراضي العربية المحتلة فحسب لابل عمَّله ايضا على الجبهة الإعلامية من خلال تشكيل جيوش “ذباب” الكترونية مهمتها تشوية صورة القضية الفلسطينية بطرق خسيسة ومنحطة خاصة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التي اُستعملت بكثافة في الهجوم على القضية الفلسطينية من جهة وشرعنة وجود الكيان الغاصب من جهة ثانية وبالتالي ما كان لافتا هو كمية السموم والحقد اللتي تم ضخها في وسائل الاعلام بهدف تشوية الحقوق الفلسطينية وخاصة من قبل الجيوش الالكترونية اللتي كان مصدرها الخليج وتحديدا مخابرات النظامَّين السعودي والعماراتي اللتين انضما الى الة التشوية الإعلامي اللاهوتي الصهيوني المبرمج لكل ما هو فلسطيني وعربي.. كمية الانحدار والسقوط الأخلاقي التي ابدتها الجيوش الالكترونية السعودية والعماراتية” الامارات” كانت تنم عن مستويات حقد تم تعبئتها على كراهية الفلسطيني والقضية الفلسطينية بشكل لافت الى حد انها تفوقت في قذارتها وفحواها على الأساليب الالكترونية الصهيونية.. الأداء والأدوات كانت موجهة الى العقل والوجدان العربي بهدف تشويهة وتحطيمة معنويا وسياسيا وتاريخيا الى حد انكار وجود شيء اسمة فلسطين!!
التنسيق بين اطراف الحلف المعادي كان دوما على أساس وقاعدة ضرب كل أسس المفاهيم التاريخية والقومية للصراع العربي الصهيوني الى حد ان القوى الرجعية العربية اشترت التطبيع لصالح الكيان عبر دفع الأموال وشراء الذمم لنجد مثلا ان نظام ال زايد ” العماراتي” لم ينخرط في التطبيع فقط لا بل اخذ على عاتقة مهمة تسويق التطبيع وشراء الذمم العربية الرخيصة وتوظيفها لصالح أغراض واهداف الحلف اللاهوتي الصهيوني الرجعي العربي بقيادة ترمب وبومبيو وكوشنر ونتانياهو وبن زايد وبن سلمان..!!
ساهم الحال الفلسطيني الرسمي المزري والخانع في تشجيع الأعداء على استغلال فترة رئاسة ترمب في عملية تهشيم مقومات القضية الفلسطينية ومحاولة تقزيمها الى ادنى واقصى حد ممكن لا يتبقى فيه من الفتات الجغرافي “الاوسلوي” أي خطوط حمراء لما سمي بحدود الدولة الفلسطينية المزعومة المزمع اقامتها على مناطق الضفة والقطاع ناهيك عن محو مكانة القدس بجرة قلم ترَّمبية واخراجها من معادلة “المفاوضات” بين سلطة أوسلو والكيان الذي استحوذ على ثلثي جغرافيا فلسطين التاريخية والاصلية باعتراف فلسطيني خياني.. للتدقيق هنا : لم يعترف الكيان الاسرائيلي أصلا بفلسطينية الثلث المتبقي من الأراضي الفلسطينية التي جعلتها أمريكا مجرد ” أراضي متنا زع عليها” وليست محتلة ناهيك عن انهاك وتحطيم قطاع غزة عبر حصار طويل يشارك فيه الحلف المعادي والكيان وتيار التنسيق مع الاحتلال داخل سلطة أوسلو.. لتوضيح هذة الجزئية:* هنالك تيار التنسيق ” الفلسطيني الاوسلوي” مع الاحتلال اللتي يقودة حسين الشيخ ورفاقة من أوراق الخريف السياسي الفلسطيني وهو تيار معادي للمصالحة الفلسطينية التي لا تنسجم مع مصالحة المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي..هذا التيار اسميا وموضوعيا منخرط داخل تحالف القوى المعادية للقضية الفلسطينية بما فيها الاحتلال الصهيوني!!
استعمل الحلف المعادي للقضايا العربية جميع اشكال القوة الذي يملكها لتمرير مشاريعة في العالم العربي سواء العسكرية والسياسية او الاقتصادية على أساس تقسيم الأدوار في كيفية ضرب القضية الفلسطينية فعلى المستوى العسكري والسياسي دعمت إدارة ترمب الكيان دعما غير محدودا اقتصاديا لكنها رَّكزت على الشق السياسي والجغرافي اكثر من خلال اعترافها بالقدس كعاصمة للكيان وإلغاءها بالكامل لجميع اشكال ما سمي بالقرارات الدولية وبهذا وعلى هذا الأساس اصبح كل شيء مباح ومستباح للتوسع الاستيطاني والضم وهو بالمناسبة ليس مناطق الاغوار فقط لابل يشمل كامل فلسطين والجولان المحتل وباقي الأراضي العربية المحتلة في كل من لبنان والأردن الخ!!
الدور التي انيط بدول المحميات الامريكية في الخليج خاصة كان واضح المعالم وداعم للمخطط اللاهوتي الصهيوني في فلسطين وهو تخطي القضية الفلسطينية وتشجيع العرب على التطبيع عبر شراء ذمم الأنظمة الحاكمة بالمال كما جرى مع السودان حين قام بن زايد بشراء ذمة جنرال مارق يدعى البرهان لتمرير مخطط التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي…لاحظوا معنا ان دور أنظمة المحميات وخاصة النظامين السعودي والعماراتي لم يقتصر على تمرير التطبيع فقط لا بل كانت وما زالت مهمة هاذين النظامين تهشيم القضية الفلسطينية إعلاميا على أساس ان ” الفلسطينيون باعوا وطنهم” ولم يتجاوبوا مع ما سمي زورا وبهتانا ” مبادرات السلام” بما فيها ” المبادرة السعودية العربية” التي تجاوزها السعوديون قبل ان يتجاوزها العرب تلبية لمطالب الإدارة الامريكية الترامبية.. من شاهد حديث السعودي بندر بن سلطان عن القضية الفلسطينية لفضائية ” العربية” ادرك بكل وضوح ان هذا الحديث موجه للعقل السعودي والخليجي والشعوب العربية والهدف منه جعلهم يتخلون عن دعم القضية الفلسطينية ودعم التطبيع مع الكيان وعلى هذا المنوال والوتر شن الذباب الالكتروني السعودي هجماتة الإعلامية على القضية الفلسطينية داخل محاور وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك الخ.. الذباب كان وما زال يلاحق أي خبر وتقرير يتعلق بالقضية الفلسطينية ليقوم بقصف هذا الخبر بوابل من التعليقات السيئة والمسيئة للقضية الفلسطينية بهدف تشوية الصورة وإخراج الخبر خارج حيزة الإعلامي الذي يتحدث مثلا عن عذابات الشعب الفلسطيني فيما يقوم الذباب السعودي بتبرير ممارسات الاحتلال وتحميل الفلسطينيون مسؤولية هذا الحدث او ذاك؟!
من المهم التذكير في هذا المجال ان الحلف المعادي حظي بدعم موضوعي واسمي من ما يسمى بالجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي,وهذا الأخير سعودي الهوا والتوجة والجامعة اللاعربية أسيرة عَّراب التطبيع سليل نظام كامب ديفيد وحسني مبارك المدعو احمد ابوالغيط الذي دعم التطبيع ولم يتيح المجال لإدانته بقرار من الجامعة اللتي ينتسب اليها كاعضاء اكثر الدول والأنظمة العربية التابعة لامريكا والغرب الامبريالي بما فيها النظام المصري الذي حَّول مصر الكبيرة والرائدة الى مجرد ملحق بسياسة امارة ابوظبي التي تقود مسلسل التطبيع مع الكيان بشكل ارتماء رخيص ومخزي في أحضان دولة الكيان الى حد شراء احد منتسبي عائلة ال زايد نادي كرة قدم صهيوني شعارة “الموت للعرب”.. الى هذا الحد وصل الانحطاط بعصابة ال زايد و ومحمد بن ابرهام وعن مسلكية ولي عهد السعودية محمد بن سلمان فحدث بلا حرج فهو صهيوني كوشنري سافل الى درجة السفالة والعمالة التي يمارسها من اجل الفوز بالدعم الأمريكي لتولية عرش مملكة اوسخ قوم واطهر بقعة…علينا اليوم تحديد من هو الصديق ومن هو العدو بالتأكيد ان ليس كل عربي صديق لابل هنالك عرب صهاينة منحطون وسافلون ومعادون للقضايا العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية وقضايا عربية إقليمية أخرى مثل سوريا وليبيا واليمن البلد العربي الذي يتعرض الى حرب ودمار يقودة التحالف السعودي بدعم امريكي غربي..!!
الحديث لا يدور حول مجرد حلف عابر او اني معادي لقضايا التحرر العربي لابل حلف معادي قاد ويقود الثورات العربية المضادة لكل تحرك جماهيري شعبي عربي يطالب بالتغيير من مصر الى سوريا وحتى ليبيا واليمن الخ والنتيجة كانت استعمال المال وطرق مختلفة لإجهاض وتخريب الحراك الشعبي العربي في العالم العربي من جهة والحفاظ على الأنظمة والوضع الراهن في الدول العربية من جهة ثانية وبالتالي تفسيرات الماء تنتهي بنتيجة الماء وكل من عمل ويعمل داخل منظومة انظمة المحميات الامريكية في العالم العربي هو في الحقيقة جزء لا يتجزأ من منظومة الحلف اللاهوتي الصهيوني العربي الرجعي المعادي للقضايا العربية ولا ننسى طبعا ان كل ما هو منطوي تحت مظلة منظومة المحميات الامريكية في العالم العربي مبني على التبعية لامريكا والرشوة والفساد وشراء الذمم. بدون استثناء.. التابع لنظام فاسد فاسد مهما حاول من زركشات وتبرير وتمرير.. مهمة انظمة المحميات هو افساد كل ما هو عربي وحتى التطبيع تم شراؤه بالمال لصالح الكيان الغاصب في فلسطين… فلسطين تبقى فلسطين وفي صفها يصف شرفاء وشريفات العرب لكن عرب العربان في صف الحلف للاهوتي الصهيوني العربي الرجعي المعادي لفلسطين.. وجب التنوية والتوضيح دون مواربة.. ابيض ابيض .. اسود اسود.. !!
ما لم يدركه الكثيرون ان أربعة أعوام من الحكم الفاشي في أمريكا قد شكلت منظومة حلف معادي للعرب واضح المعالم وهذه المعالم بكل مقوماتها تبرز هوية هذا الحلف المتشكل من حلف لاهوتي صهيوني عربي رجعي مهمته الرئيسية توطيد وشرعنة الوجود الصهيوني في فلسطين عبر شيطنة القضية الفلسطينية وتجاوزها عبر أنظمة عربية رجعية تعيش في ظل الحماية الامريكية وعلية ترتب القول ان أمريكا قد مرَّرت معادلتها القائلة والقائمة على اساس ان الطريق الى واشنطن تمر من تل ابيب والحماية الامريكية مقابل التطبيع ومعاداة القضية الفلسطينية وهذا ما تفعلة الانظمة الرجعية العربية وعلى راسها النظامين السعودي والعماراتي.. **منظومة الحلف المعادي للقضايا العربية الى اين وكيف يمكن مواجهتها؟… هذا السؤال مطروح على القوى الحية داخل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ضمن خيارين لا ثالث لهم وهو اما تشكيل تحالف عربي شعبي لضرب اوكار ومقومات هذا الحلف المعادي او البقاء تحت رحمة هذا الحلف الى حين!….مجئ بايدن الى السلطة في البيت الأبيض لن يغير الحال لا بل سيبني هذا الاخير استراتيجيته في العالم العربي على تطوير هذا الحلف المعادي..انتبهوا يا عرب والشعوب اذا هبت ستنتصر وتكسر كل القيود وتهزم كل التحالفات المعادية..حياكم الباري أينما كنتم وتواجدتم في هذا العالم!!