مشاهد تعبر عن العنصرية والكراهية الترامبية
تاريخ النشر: 10/01/21 | 10:22بقلم : سري القدوة
بعد مصادقة الكونغرس الأمريكي رسميا على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من تشرين الثاني الماضي واعتماد الكونغرس ومصادقه الرسمية على نتائج المجمع الانتخابي لتقدم الرئيس بايدن بنتيجة 306 أصوات على منافسه ترامب الذي نال 232 صوتا وبعد المصادقة رسميا على النتائج سارع البيت الأبيض بالإعلان رسميا إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، أعلن قبوله بانتقال منظم وسلس للسلطة، وهذه هي المرة الاولي التي يقر بها ترامب بالهزيمة على لسان البيت الابيض .
وبالرغم من معارضة الرئيس المنتهية صلاحيته ترامب الا انه اقر بالهزيمة وسيكون هناك انتقال منظم للسلطة في 20 كانون الثاني الجاري، ولكن بدون مشاركة من ترامب الذي اعلن عدم حضوره لتلك المراسم وكان الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، قد صادق في جلسة مشتركة استغرقت ساعات طويلة على فوز الرئيس المنتخب، وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص واعتقال 52 آخرين، وجاء الاقتحام أثناء انعقاد جلسة للكونغرس، للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، وأدى إلى تعليق الجلسة لنحو 6 ساعات، قبل استئنافها لاحقا، فيما انتشرت قوات من الحرس الوطني لوقف الاضطرابات، وفرض حظر تجوال ليلي وعلى حسب ما يبدو بان هذه السيطرة كانت بمثابة محاولة انقلاب دعمها الرئيس ترامب بينما طالب العديد من الحقوقيين بضرورة فتح تحقيق شامل حول ما جرى وتقديم كل المتطرفين الي المحاكمة بما فيهم الرئيس ترامب المنتهية ولايته، وخصوصا انه قدم وبشكل واضح تحريض على ممارسة العنف مستغلا بذلك حساباته علي الفيسبوك وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الاخرى، مما دفع بالمسئولين عنهم الي تقيد استخدام تلك الحسابات بفعل انتهاكها لقواعد النشر وممارسة العمل الديمقراطي .
لقد ندد العالم اجمع بكل اشكال وأعمال العنف التي شهدها مقر الكونغرس وعبرت اغلب دول العالم عن أسفها لهذا اليوم المظلم بتاريخ الولايات المتحدة وتلك الممارسات الشنيعة التي مارسها ترامب وأنصاره وشددوا على أن الفوضى لن تخلق نظاما ديمقراطيا بل تعيق الديمقراطية الأمريكية.
إن ما جرى في واشنطن كان نتيجة طبيعية لكل تلك الحقبة التي عبرت عن التكتل العنصري وجاءت كنتيجة طبيعية لممارسة الكذب والديكتاتورية وسيذهب ترامب الي غير رجعه بينما يواجه المحاكمة نتيجة ممارساته الخارجة عن القانون والاعتداء على الديمقراطية .
ويبدو ان ترامب بات يعيش بأكثر عزلة في الوقت الذي بدا فعليا الرئيس جو بايدن خطواته العملية نحو التوجه للبيت الابيض حيث سيتم تنصبه رسميا بعد 11 يوماً حيث سيواجه تحديات ادارة ترامب السابقة وجملة من القرارات المتهورة التي تم اتخاذها وخاصة علي الصعيد الدولي بما يتعلق بمنظمة الصحة العالمية او اتفاقيات المناخ .
وبكل المقاييس فان تلك الصورة لا يمكن ان تنسى او تكون لحظة عابرة ولتشكل حدثا تاريخيا مهما سيعكس تلك الفوضى التي عايشها العالم خلال الفترة الترامبية وستبقى الصورة الي التقطت داخل مقر الكونغرس في واشنطن شاهدة على تلك الفترة وستدخل التاريخ سواء تلك التي ظهر فيها نواب يضعون أقنعة للغاز أو شرطيون مدنيون يشهرون أسلحتهم أو متظاهرون يجلسون في مكاتب البرلمانيين فقد أثارت هذه المشاهد الاستياء والسخط عبر العالم، وألحقت الضرر بصورة الولايات المتحدة التي تنصب نفسها نموذجاً للديمقراطية .