المهزلة في المشهد الاسرائيلي..!!
تاريخ النشر: 13/01/21 | 10:30بقلم: شاكر فريد حسن
ما يجري في المشهد السياسي الاسرائيلي هو مهزلة كبرى، تتمثل وتتجسد في هذا الكم الهائل من الأحزاب الصهيونية الجديدة، والأحزاب اليهودية العربية.
وهذه الطفرة من الاحزاب الصهيونية والتحالفات الجديدة، فضلًا عن حزب العمل العريق، لن تعبر نسبة الحسم، وفي نهاية المطاف فإن المستفيد الوحيد هو بنيامين نتنياهو.
ومن الملاحظ أن كل هذه الأحزاب الصهيونية لا تطرح أي برامج سياسية بديلة، ولا مشاريع سلامية مختلفة، والصراعات بينها هي صراعات شخصية وليست سياسية، وتتهافت الآن وتعمل جاهدة لاقتناص وكسب الصوت العربي، عن طريق العهود والوعود التي ستتبخر كفقاعات الصابون بعد انتهاء الانتخابات.
نتنياهو المعروف بالخداع وعدم الالتزام بالاتفاقات، يأتي هذه المرة بأسلوب أخر، وبوجه دبلوماسي، وبزي الحمل الوديع، وصار لطيفًا جدًا، واعلن بانه سيزين قائمة حزب الليكود بمرشح عربي مضمون، وأنه سوف يعين وزير عربي في حكومته المقبلة.
إن نتنياهو لم ولن يكون يومًا صديقًا للعرب، وهو الذي مارس التحريض طوال الوقت ضدهم، وشرع القوانين العنصرية ضدهم، وفي مقدمتها قانون القومية وكامنتس وغيرها الكثير الكثير. فالحذار الحذار من خداع والاعيب نتنياهو، الذي وصفه ايهود اولمرت بالكاذب والمحتال.
إننا نتلمس مدى الخطر الذي تتعرض له القائمة المشتركة ويهددها التفكك والتفسخ والتشرذم، بفعل المناكفات والمشاحنات والاتهامات المتبادلة التي شهدناها خلال الأشهر الأخيرة، ونتيجة نهج الانبطاح والاستجداء والمقايضة الذي سلكه النائب د. منصور عباس.
المطلوب من المركبات والأحزاب المنضوية تحت خيمة “القائمة المشتركة” وضع الخلافات جانبًا، والتعجيل في اعادة ترتيب الاوراق، ومواصلة العمل الوحدوي المشترك، وصيانة هذا المشروع الجامع الهام، وعلى الجماهير العربية واجب التصدي لهجمة الأحزاب الصهيونية المتهافتة على الصوت العربي وكنسها من جديد.
فتبعثر الصوت العربي وتفسخ القائمة المشتركة وتفككها سيكون له أبعاد وانعكاسات سلبية ستؤثر على مستقبل جماهيرنا العربية ونضالها لتغيير السياسة العنصرية تجاهها، وتحقيق السلام والمساواة.