نتنياهو “غير المرغوب” يسعى لتحسين صورته ولكسب الأصوات من الوسط العربي
تاريخ النشر: 14/01/21 | 8:04 زيارات نتنياهو لبعض المدن العربية في الآونة الأخيرة وقبيل الانتخابات المقبلة في شهر مارس اذار تفضح سعيه لضرب الإجماع العربي وبالتالي مساعيه لإضعاف القائمة المشتركة اذ نشهد في الآونة الأخيرة زيارات مشبوهة يقوم بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لبعض المدن العربية في محاولة منه لتغيير الصبغة التي اتصف بها خلال فترة رئاسته للحكومة وجولات الانتخابات السابقة التي حرَّض فيها على الجماهير العربية وعلى نواب القائمة المشتركة في مسعى منه لكسب أكبر تأييد له في تلك الانتخابات من قبل أوساط اليمين وفي مقدمتهم المستوطنون الذين يكنون العداء الصارخ للعرب .
ومن باب السخرية أن نتنياهو الذي سنت حكومته قانون القومية وقانون كامينتس يعلن من خلال دعايته الجديدة عن التقرب من المواطنين العرب في محاولة لكسب أصوات لصالحه بهدف اضعاف قوة القائمة المشتركة ، وفي اطار هذه الدعاية المشبوهة ما نشر عنه أنه ينوي ترشيح شخصية عربية في حزب الليكود وحتى تعيينه وزيرا في حكومته التي يأمل في تشكيلها بعد الانتخابات .
ومما قاله في اطار ترويجه لسياسة يدعي أنه حقًّا ينتهجها تحدثه خلال زيارته للناصرة امس الاربعاء 13.1.2021 عن فرصة لـ”عهد جديد” للعلاقات اليهودية والعربية في إسرائيل. وعلى حد قوله : “إذا كان بإمكان اليهود والعرب الرقص معًا في شوارع دبي، فيمكنهم الرقص معًا هنا في إسرائيل. اليوم تبدأ حقبة جديدة من الازدهار والتكامل والأمن”، مشيرا إلى اتفاقيات التطبيع الموقعة مؤخرًا بين إسرائيل وأربع دول عربية.
وقال نتنياهو خلال زيارة غير مسبوقة لبلدة الطيرة العربية لتشجيع التطعيم إنه لا يستبعد وضع نائب عربي على قائمته اليمينية.
كما أكد أنه ينوي زيارة المزيد من القرى والمدن العربية قريبًا .
وفي مجال القلق الذي يسود المجتمع العربي في مجال العنف المستشري استغل نتنياهو هذا الموضوع مدعيًا انه يسعى لمكافحة العنف وقال: “أنا على دراية جيدة بالتحديات. أطلقت حكومتي ثمانية مراكز شرطة جديدة [في البلدات العربية]. لقد فعلنا ذلك لإنقاذ الأرواح، ولكن هنا في مركز التطعيم، نحن حقًا ننقذ حياة الناس ومن غير المسؤول السماح للوباء بمتابعة الانتشار”.
على ضوء هذه التصريحات التي تصب جميعها في خانة دعاية مغرضة من جانب رئيس الحكومة لكسب التأييد له ولو قليلًا من الناخب العربي على حساب الأصوات التي قد تكون لصالح القائمة المشتركة فإن النواب العرب من المشتركة يحذرون المجتمع العربي من مغبة تصريحات نتنياهو الكاذبة وعدم تصديقه ومن بين هؤلاء النواب د. يوسف جبارين الذي صرح في تعقيبه على زيارة نتنياهو لأم الفحم :” أن نتنياهو يستغل الظرف الصحي في البلاد من أجل منافع انتخابية له ولحزبه، وأنه لا يمكن الفصل بين الزيارة لمدينتي أم الفحم والطيرة عن السياق الانتخابي العام بعد حلّ الكنيست وعن أزمة نتنياهو الشخصية وصراعه من أجل البقاء بالسلطة”.
ووصفت النائبة عايدة توما سليمان زيارة نتنياهو لمركز التلقيح في مدينة الطيرة 31 ديسمبر 2020 ومحاولته استمالة الأصوات “برخص انتخابي”.
ورئيس القائمة المشتركة أيمن عودة قال : “نتنياهو يعتقد أن المجتمع العربي لديه ’ذاكرة قصيرة ”،و أضاف : “نتنياهو لن يقسمنا إلى عرب جيدين وعرب سيئين”.
وفي ظل هذه الزيارات والدعاية التي يبثها رئيس الحكومة خلالها أخذت تعلو اصوات في المجتمع العربي منددة بمسعى نتنياهو ومحاولته كسب الاصوات . ومن بين هذه الأصوات تلك التي لا تنسى وتعود وتؤكد مواقف نتنياهو خلال الجولات الانتخابية الثلاث السابقة التي شن فيها تصريحات عنصرية ضد الناخبين العرب وضد نواب الكنيست من القائمة المشتركة وتعود هذه الأصوات لتؤكد أن نتنياهو هو المسؤول عن ضائقة البناء والسكن وتشريع قانون كامينتس الى جانب قانون القومية العنصري أضف الى ذلك فشل الحكومة والشرطة في القضاء على ظاهرة العنف والجريمة والقتل في الوسط العربي فكل هذه الآفات لا تغفر لبنيامين نتنياهو ولا تمنحه الدعم الذي يسعى اليه في مأربه الحالي لتعزيز موقفه في الانتخابات المقبلة التي لا تبشر له بإمكانية نجاحه في تشكيل حكومة برئاسته ويميل الخبراء الى الاعتقاد بان الانتخابات القادمة ستتمخض عن ازمة يصعب فيها تشكيل حكومة حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن حزب نتنياهو، الليكود، يتقدم على منافسيه مع اقتراب إسرائيل من إجراء انتخابات جديدة في مارس، لكن دون مسار واضح لتشكيل ائتلاف، مما يشير إلى احتمال استمرار الجمود السياسي حتى مع اجراء الدولة انتخاباتها الرابعة في غضون عامين.
بقلم كمال ابراهيم