الأهمية الاستراتيجية للحوار الوطني الفلسطيني
تاريخ النشر: 10/02/21 | 8:51بقلم : سري القدوة
الأربعاء 10 شباط / فبراير 2021.
تحتضن القاهرة مجددا اهم مرحلة لجلسات وأعمال الحوار الوطني الفلسطيني، لبحث ملف الانتخابات التي ستجري في مايو/ أيار المقبل، كما حدد ذلك ضمن المراسيم الرئاسية المتعلقة بها، ويشارك في هذه الجلسات 14 وفد فصائلي وصلوا تباعًا إلى القاهرة من داخل وخارج الأراضي الفلسطينية، حيث باشرت تلك الوفود إجراء مشاورات داخلية فيما بينها لتنسيق المواقف التي ستطرح خلال جلسات الحوار، في الوقت نفسه ستعقد بعض الفصائل اجتماعات ثنائية لتوحيد المواقف من القضايا المتعلقة بالانتخابات والعمل على إزالة ما يمكن أن يهدد عرقلتها .
بكل تأكيد ان الانتخابات وسيلة مهمة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني ومشاركة الجميع في صنع القرار والانطلاق نحو بناء المؤسسات الفلسطينية وتحقيق التعاون والشراكة الوطنية بين جميع القوى الوطنية الفلسطينية دون اقصاء احد وبعيدا عن السيطرة والتحكم ولغة القمع السياسي والاعتقالات والسجون وأهمية مشاركة الجميع والتوقف عن سياسة الابتزاز المتعمد وتحقيق التلاحم الوطني في اطار المؤسسات الفلسطينية .
تبحث الوفود في الحوار الداخلي إلى جانب ملف الانتخابات عدة ملفات أخرى من أبرزها إمكانية التقدم باتجاه إنجاز المصالحة الفلسطينية الشاملة وتركز جلسات الحوار على ملف الانتخابات وخاصةً فيما يتعلق بشكل ومضمون تلك الانتخابات وإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية إلى جانب ملفات تتعلق بالقضاء وخاصة المحكمة الدستورية والحريات العامة، وضمان إجراء الانتخابات في القدس وأن تجري في كافة المحافظات الفلسطينية بنزاهة وشفافية عالية، إلى جانب الملف الأمني المتعلق بحماية الانتخابات .
ويجمع الكل الفلسطيني على اهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات وقد اجمعت مختلف الفصائل الفلسطينية على ضرورة مشاركتها في الانتخابات التي طال انتظارها وأهمية إزالة كل العقبات من أجل إنجاح هذه الفرصة المهمة التي يعول عليها الشعب الفلسطيني من أجل استعادة المصالحة الوطنية الحقيقية .
حوار القاهرة يأتي لمرحلة وجهد عمل امتد لسنوات ولذلك لا بد من نجاح هذا العمل وان اي فشل لا يمكن استيعابه مجددا فيجب على الجميع تحمل المسؤولية والخروج بإيجاب وتطبيق وتنفيذ القرارات التي تم اتخاذها مسبقا كون ان المرحلة الراهنة تطلب من الجميع المساهمة في بناء استراتجية عمل فلسطيني موحد وتحقيق التفاهمات التي تم الاتفاق عليها مسبقا خلال مراحل المصالحة التي امتدت منذ اكثر من ثلاثة عشر عاما وضرورة التوافق على إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها الشعب الفلسطيني .
يجب ادراك الحقيقة والتعامل مع الواقع وإدراك ان استمرار السيطرة على قطاع غزة لا يمكن ان يقود الي المصالحة او يهدف الى خلق علاقة وطنية بل يعمل علي تكريس الانقسام واستمرار حالة التفرد في ادارة غزة الذي استمر الى سنوات يكرس من هيمنة الاحتلال علي الارض ويخلق صعوبات ومزيدا من التحدي والضغوط على الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمنا باهظا للاستمرار الانقسام خلال السنوات الماضية، حيث يتطلع ابناء الشعب الفلسطيني الي ضرورة انهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني وتوحيد الجهود والعمل على تأسيس نظام سياسي يقوم على مبدأ الشراكة والتعددية السياسية واحترام إرادة الشعب ومشاركة الجميع في صنع القرار الفلسطيني المستقل .
الجميع ينتظر القيام بخطوات عملية من اجل اعادة ترتيب وبناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وضرورة اعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وأهمية التوافق على برنامج سياسي موحد أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية واستمرار عمليات سرقة الارض الفلسطينية والعدوان الاسرائيلي الشامل على الحقوق الفلسطينية.