كونوا على مستوى الحضارة… رسالة للقوائم العربية بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 10/02/21 | 18:50كنتم في قائمة واحدة رباعية الأضلاع اسمها “القائمة المشتركة” فاختلفتم وانقسمتم، وذهب ثلاثة منكم في طريق، ورابعكم في طريق آخر. قلنا: “معليش ما اتفقوا”. دخلت قائمة جديدة على خط الكنيست لحزب “معاً لعهد جديد” فدعونا لها بالتوفيق، وقلنا أيضاً ليش لأ.. الشباب بدهن يجربو حظهن” رغم أن السياسة لا تعتمد في نجاحها على الحظ أو قراءة الفنجان.
قبل الانقسام كنا نسمع تبادل اتهامات بين الجهة المنفصلة عن القائمة، وبين الثلاثية التي بقيت مع بعضها. ولولا الحياء من الناخب، لسمعنا منهم كلاماً قد يكون “من الزنار وتحت” لكن لم يصلوا إلى هذا الحد والحمدلله.. الآن اتضحت الصورة وكل اختار الطريق التي تناسبه: فمن كان موافقاً على تسمية “غانتس” لرئاسة الحكومة ذهب في جهة، ومن اختار طريق “ليس في جيب اليمين ولا اليسار” اختار طريقاً مغايرة. إلى هنا فهمنا وقلنا هذا أمر واقع لا يمكن تغييره.
لكن الأمر غير المفهوم محاولات تشويه سمعة الآخر. لماذا؟ أين الحكمة في ذلك. إذا كنتم لا تريدون أن تتحالف جميع الأحزاب في قائمة واحدة ليكون الصوت العربي لقائمة واحدة فقط، فعلى الأقل كونوا على قدر المسؤولية وكونوا على مستوى الحضارة ولا تهاجموا بعضكم البعض، واعرفوا أن هذا الأسلوب لا يحلب أصواتاً أكثر.
في العشرين من الشهر الماضي، أصدر محمد دراوشة رئيس حزب “معاً لعهد جديد” بياناً، قال فيه أنه بعث برسالتين لكل من عضوي الكنيست أيمن عودة ومطانوس شحادة، طالبهما فيهما” بوقف الهجوم الأرعن من نشطاء حزبيهما على انطلاق حزب معاً لعهد جديد، ووصل هذا الهجوم الى مستويات يندى لها الجبين، حيث أغرق هؤلاء النشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات نابية ضد حزب معاً وقادته، وخاصةً ضد رئيس الحزب محمد دراوشه والمرشحة الثانية ايمان غرة الملك”. حسب البيان.
بعد تشكيل القوائم العربية بشكل نهائي،استمرت المناكفات بين القائمتين:”القائمة المشتركة” و”القائمة العربية الموحدة”. وتواصل الجانبان لغة الاتهامات، والمناكفات الإعلامية، وهذا الأمر معيب حقاً. هذا الأسلوب خاطي كلياً. المجتمع العربي فيه خزان كبير من الأصوات لكنها لا تستغل بالطريقة الصحيحة. ولو أني شخصياً لا أومن بالكنيست ولا بنواب الكنيست عرباً ويهودا فيما يتعلق بقضيتي، وأنصح بال مقاطع ة، لكني من جهة ثانية أرى أن الذين يهتمون بالصوت العربي من المرشحين العرب عليهم التزام الأخلاقية والتعاون فيما بينهم لجلب أكبر عدد ممكن من الأصوات العربية والعمل على عدم ذهاب أصوات منها إلى الأحزاب الصهيونية، ولا فرق بين يسارها ويمينها فكلها صهيونية المبدأ.
والحقيقة أن الخطوة التي قام بها الرئيس السابق للجنة المتابعة العربية العليا محمد زيدان (أبو فيصل) وعلي خضر زيداًن، في منزل أبو فيصل لوضع حد للمناكفات بين القائمتين هي خطوة يشار إليها بالبنان، وتستدعي الشكر لأصحابها. فقد جرى عقد جلستين للقائمتين إحداها مع منصور عباس ومازن غنايم، والأخرى مع أيمن عودة. وقد تم الإتفاق مع الطرفين على ضرورة الوقف الفوري للتراشق الاعلامي ووقف ومنع حملات التخوين والتشكيك بممثلي القائمتين فورًا دون قيد او شرط، وتوحيد الجهود وصبها فقط في إقناع الناخب العربي بالخروج للتصويت، وأن يتم التنافس بطرق حضارية وبالإقناع العقلاني دون المس بالآخرين. خطوة مباركة قام بها أبو فيصل وعلي خضر زيدان لمنع المهاترات بين المرشحين.
بقلم: أحمد حازم