زيت زيتون وبندقية!!
تاريخ النشر: 13/02/21 | 11:46د.شكري الهزَّيل
ظل هذا العنوان اعلاة مكتوب على قصاصة ورق ملقى على طاولتي لفترة من الزمن لكنه لم يبرح ذاكرتي وذاكرة وجداني المفعم بالاحداث ومعانيها وقصدها واهدافها, فلماذا التقى زيت الزيتون مع البندقية وما العلاقة التي تربطهما على مستوى الحدث و ليس على مستوى روتين ان يكون في عالمنا العربي بنادق وزيتون فالأولى كانت رمزا للكفاح والنضال المسلح والثانية اخذناها شعارا دائم للصمود والثبات..باقون ما بقي الزعتر والزيتون وصامدون وسنغرس المزيد من اشتال الزيتون كلما اقتلع اوباش المستوطنون واحدة منها وعندما ذهبنا ووقفنا على منبر هيئة الأمم نخاطب العالم عام 1974 خاطب الراحل ياسر عرفات امين عام الأمم المتحدة انذاك كورت فالدهايم قائلا: “سيدي الرئيس، لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن زيتون مع بندقية ثائر… فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، سيدي الرئيس الحرب تندلع من فلسطين، والسلام يبدأ من فلسطين”.. “لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”… في فلسطين شجرة الزيتون مقدسة شعبيا الى حد بعيد..زيت زيتون..اغصان زيتون..ثمر زيتون..موسم قطف الزيتون.. معاصر الزيتون..صبون زيتون وماكولات شعبية كثيرة مرتبطة بمشتقات الزيتون..فلسطين أيضا بلاد البرتقال والليمون والحمضيات والعنب والتين والرمان الخ من خيرات تربة ارض فلسطين اللتي لا تعد ولاتحصى من فواكة وخضار وحبوب وثمار وأنواع كثيرة خلدها التاريخ الحضاري والإنساني الفلسطيني وهذه كلها تدخل داخل منظومة الهوية الوطنية التاريخية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال الصهيوني الاستيلاء عليها وتحويرها في قالب وكأنها منتج صهيوني فهذا الأخير احتل الأرض الفلسطينية وقام بتزييف كل ماهو فلسطيني الى حد انه يروج محليا وعالميا بان الفلافل والحمص والشكشوكة مأكولات المطبخ الإسرائيلي وهي في الحقيقة مأكولات فلسطينية وعربية لا علاقة لها لا بالتاريخ الصهيوني ولا بمستوطني دولة الاحتلال الذين عرفوها وتعرفوا عليها في فلسطين بعد احتلالها..
حتى البقلاوة والكنافة الفلسطينية النابلسية او النصراوية يبيعها الصهاينة كمنتج ” إسرائيلي” والقاصي والداني يعرف ان هذه الحلويات فلسطينية اصيلة عمرها قرون من الزمن وتديرها في كثير من الحالات عائلات فلسطينية أجيال بعد أجيال منذ قرون.. في فلسطين أيضا تسمى البندقية بالبارودة او الردنية او الغدارة الخ من تسميات تبجل البندقية ودورها في الرجولة والدفاع عن الحق الفلسطيني حيث قال المفكر الفلسطيني الراحل غسان كنفاني ” خلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق، فإما عظماء فوق الأرض أو عظاما في جوفها” وغنت نساء فلسطين للثوار والبارودة على مدى التاريخ الفلسطيني المناضل فانشدن”طلت البارودة والسبع ما طل . يا بوز البارودة من دمو مبتل ..طلت البارودة والسبع ما طل . يا بوز البارودة من دمو مبتل..طلت البارودة والسبع ما طل”… الزيتون وما ادراكم بتاريخة العريق والعتيق في فلسطين.. البندقية والكوفية الفلسطينية رمز تحرري عالمي, فلماذا اذا نسي عربان الردة والتطبيع كل هذا التاريخ وشربوا نخب “نبيذ” عنب فلسطين المسروق وتذوقوا زيت زيتون فلسطين المسروق من ايادي ملطخة بالدم الفلسطيني والعربي.. ما هذا الانحطاط العربي والإسلامي التي بمجرد ان تهز أمريكا العصا لهم, يهرولون للتطبيع والتتبيع والتشنيع بكل ما هو فلسطيني؟
الخرطوم يا سيداتي سادتي بلد اللاءات الثلاثة: “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه.. قرارات القمة العربية في الخرطوم عام 1967″.. هل عاد الحق الفلسطيني الى اصحابة حتى ينسلخ حمدوك والبرهان ويصبحون دعاة تطبيع وصلح.. فل نقل ما نقل عن ظروف استثنائية جارية في السودان من خلال اختطاف العسكر الثورة السودانية والقرار السياسي لكن هل يبرر هذا كل هذا الانحطاط الأخلاقي حين يُهدي مسؤول امني سوداني رفيع وزير المخابرات الإسرائيلي اثناء زيارتة للخرطوم بندقية ” ام 16″ملقمة بخزان كامل من الرصاص ردا على هدية مسروقة قدمها الوزير الإسرائيلي للعسكر السودانيون على أساس انها من خيرات بلادة ” فلسطين المحتلة” وهي عبارة عن حمضيات وزيت زيتون..لماذا هدية البندقية بالذات؟..هل أراد هذا ” السوداني” التطبيعي من وراء هديتة الحقيرة ان يرمز لدعم الاحتلال بالسلاح ليقتل الفلسطينيون أصحاب الأرض وأصحاب زيت الزيتون والحمضيات المسروقة التي لاكَّها ضباط المارق عبد الفتاح البرهان.. من المشين والمهين للشعب السوداني المناصر لفلسطين ان يصل الذل والاهانة بالنظام العسكري الحاكم في السودان الى هذا المستوى من الانحطاط المتمثل في هدية بندقية عسكرية ملقمة وجاهزة لاطلاق النار على الفلسطيني.. لايطلق الصهاينة النار الا على الفلسطينيون او العرب فهل بقي من هذا السوداني النذل شيء من الإسلام والعروبة والشهامة؟.. الجواب طبعا لا لان هذا السوداني العسكري خسيس يطمع بالدعم الأمريكي والصهيوني لحكم العسكر في السودان عبر بوابة التطبيع والتتبيع مع الكيان الغاصب في فلسطين..البندقية السودانية علامة فارقة لثقافة النذالة والانبطاح وزيت الزيتون المسروق هو من خيرات بلاد فلسطين المحتلة وليس خيرات احتلال كوهين وعلية ترتب القول بان شمل الخائن السوداني التَّم مع السارق الصهيوني على أساس زواج زَّناة التاريخ على ارض قراصنة اختطفوا الثورة السودانية وقراصنة اخرون يحتلون فلسطين…هدية النذل للمُحتَّل الغاصب!!
البندقية الفلسطينية كانت وما زالت شرف امة وزيت الزيتون الفلسطيني كان وما زال ضارب اطنابة في التاريخ ويمثل رمز من رموز شعب صامد في فلسطين منذ الازل فمن هو هذا المُدنَّس الدنئ الذي يقدم بندقية ملقمة بمخزن رصاص لقاتل من قتلة الشعب الفلسطيني.. خسئ الخاسئون وبقيت فلسطين منارة نضال الشعوب العربية بما فيها الشعب السوداني الأصيل الذي ندد بتطبيع وتتبيع العسكر من أمثال مجرم الحرب عبدالرحمن البرهان… مجرم حرب يطبع مع مجرمي حرب..سيذهب مجرمي الحرب وستبقى فلسطين حاملة لبندقية الشرف وصائنة لزيت زيتونها الصافي والاصيل الذي لا يخلو منه بيت فلسطيني واحد…!!
لربما كثيرون لا يعرفون ان ملك المغرب يراس لجنة القدس التي من المفروض ان تدافع عن القدس وتدعم صمود المقدسيين لكن الكثيرون يعرفون ان عصابة ترمب اعترفت بكون القدس عاصمة دولة الاحتلال والمفارقة ان ملك المغرب من المهرولون للتطبيع ونسي ان القدس ليست محتلة فقط لابل تتعرض لاشرس حملة تهويد صهيونية والانكى من هذا هو ان ملك المغرب انجر وراء كوشنر احد اقذر الصهاينة في إدارة ترمب المنصرفة وهذا الأخير جَّرجر ملك المغرب الى التطبيع بحجة اعتراف أمريكا ب”مغربية الصحراء المغربية” وذلك بالرغم ان هذا الاعتراف لم يحظى باي دعم دولي ولن يدوم طويلا…ستسحب أمريكا اعترافها بالصحراء وسيبقى التطبيع المغربي قائما وهو بالاصل موجود منذ عقود ومهما حاول ملك المغرب تبرير وتمرير التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الغاصب فهو لن ينجح في مسعاة لانه في الحقيقة يسدد ضربة أخرى عربية واسلامية لعروبة القدس..بالمحصلة : رئيس لجنة القدس لم يحتج على الاعتراف الأمريكي بكون القدس عاصمة الكيان لابل انه بهرولتة للتطبيع دعم الخطوة الامريكية..!!
يهرول حكام دولة العمارات وملك مملكة الاسطول نحو التطبيع مع الكيان بشكل ومعنى مخزي للغاية الى حد انهم يطلبوا شراء بضائع المستوطنات والمستوطنين في مناطق الضفة الفلسطينية المحتلة وبالتالي ما هو ملاحظ هو حالة الانحطاط الأخلاقي التي يمارسها ويعيشها حكام المحميات الامريكية الصهيونية في الخليج فهم خرجوا من حالة التطبيع ودخلوا طور التتبيع للكيان الغاصب في فلسطين.. زيت زيتون فلسطين هو من خيرات ارضها وليس من خيرات الاحتلال الغاشم وما ضاع حق ووراءة مطالب والخزي والعار لعربان التطبيع والتتبيع ولهذا النجس الذي قدم بندقية م16 لوزير المخابرات الصهيوني…