علي سلام في الاتجاه المعاكس…ما هكذا تورد الإبل يا أبا ماهر-الإعلامي /أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/02/21 | 11:04عندما خاض علي سلام (أبو ماهر) معركته الانتخابية على رئاسة بلدية الناصرة في المرتين الأخيرتين، وقفنا إلى جانبه قلباً وقالباً بسبب وجود قواسم مشتركة وليس بسبب مصلحة ذاتية. وقد ذكرت في أكثر من مقال على صفحات هذا الموقع، بأن علاقتي مع رئيس بلدية الناصرة لا تشوبها شائبة على الصعيد الشخصي، لكن هذا لا يعني موافقته الرأي في كل مواقفه السياسية. فهناك خطوط حمراء ممنوع تجاوزها خصوصاً إذا كان الأمر يعود لمواقف سياسية حساسة.
تصريحات علي سلام لوكالة (رويترز) في الحادي عشر من الشهر الجاري، قطعت الشك باليقين أن علي سلام يسبر في الاتجاه المعاكس للموقف السائد في المجتمع العربي الذي يرى في رئيس وزراء إسرائيل شخصية عنصرية محرضة ضد العرب. فقد ذكر في تصريحه: “لا خيار أحسن للأقلية العربية التي تمثل 21 في المئة من سكان إسرائيل من رئيس الوزراء نتنياهو “، الذي اشتهر باسم بيبي، وهو “الأفضل للأقلية العربية”.
تعالوا نضع النقاط على الحروف: يا ليت أبو ماهر شرح لنا كيف أن نتنياهو هو الخيار الأحسن والأفضل للعرب في هذه الدولة التي تتميز بطابع عنصري ضد العرب. ويا ريت أبو ماهر فسر لنا بالبرهان وليس بالقول، أن (بيبي) هو “أحسن واحد يكمل كمان خمس سنين” حسب تصريحك. يا ريت … يا ريت أبو ماهر لو تحدث عن دلالات دفعته للتأكيد على أن الوضع الإقتصادي لدى العرب تحسن في زمن نتنياهو.
وبما أني أخالف علي سلام الرأي في هذه الجزئية المتعلقة برئيس الحكومة نتنياهو، فأنا أعتمد في موقفي على براهين: أبو ماهر يعرف كرئيس بلدية أكبر مدينة عربية في البلاد، أن الوضع الإقتصادي العربي هو في أدنى درجات السلم الاجتماعي داخل إسرائيل. وكافة القيادات العربية من كل الأطياف تطالب منذ سنوات طويلة بتوسيع المساحات السكنية للتجمعات العربية، فهل استجاب نتنياهو لذلك منذ توليه رئاسة الحكومة؟ وأبو ماهر يعرف أيضاً كرئيس بلدية ما تعانيه البلديات والمجالس ال محلية العربية من شح في الميزانيات نتيجة التمييز العنصري قياساً بالبلديات والمجالس اليهودية، فماذا عمل نتنياهو في هذا الموضوع حتى يعتبره علي سلام الأفضل للعرب؟
ثم يا أبا ماهر، أليس للعرب في هذه البلاد حقوق مثل اليهود؟ أين هي هذه الحقوق القانونية، التي تجاهلتها كل حكومات إسرائيل بما فيها حكومات نتنياهو. ودعني أذكر أبا ماهر، على اعتبار “فذكر إن نفعت الذكرى” بقانون كامينتس العنصري وأيضاً بـ “قانون القومية الأساس للدولة اليهودية” وهو أكثر خطراً والأشد عنصرية تجاه العرب في البلاد بكافة طوائفهم ومذاهبهم، أليس كل هذا حصل في عهد نتنياهو؟
وهل نسي أبو ماهر أحداث القتل والإجرام التي تفتك بالمجتمع العربي، وهو نفسه حمل مسؤوليتها للشرطة الإسرائيلية التي تمارس أعمالها العنصرية على مرأى من نتنياهو وبعلمه؟ ماذا فعل نتنياهو لمكافحة الجريمة في المحتمع العربي ؟ ثم يقول لنا أبو ماهر هكذا وبكل بساطة أن (بيبي) الأحسن العرب؟
ويضيف علي سلام في تصريحاته لوكالة (رويترز) “أن المؤسسة السياسية العربية فشلت في جلب الاستثمارات الحكومية إلى التجمعات السكانية العربية”. قد يكون أبو ماهر محقاً في ذلك. ولكن يا ريت يكون في توضيح لهذا الأمر. وبغض النظر عن الفشل أو التقصير الذي تحدث عنه، فهناك مسؤولية أخلاقية تقع على الدولة تجاه التجمعات السكانية العربية، بمعنى أن الدولة مفروض بها أن تتعامل مع هذه التجمعات قانوناً واستثماراً مثل تعاملها مع التجمعات اليهودية، إذا كان العرب في نظر الدولة مواطنون. لكن ما يحدث هو العكس.
يا ريت يا أبا ماهر تفسر لنا هذه الثقة الكبيرة بنتنياهو، وعلى أي أساس اعتمدث في موقفك، وما هي الحكمة التي تتوخاها من وراء أرائك الإيجابية برئيس وزراء طالما تحدث وأعرب عن حقده للعرب؟
أعتقد وأقولها انطلاقاً من الاحترام لعلي سلام، بأنه يسير في الاتجاه المعاكس، وليعذرني على القول: “ما “هكذا تورد الإبل يا أبا ماهر”.
أحمد حازم