مذكرات امرأة عاشت الثورة الجزائرية لمزياتي مداني لويزة – معمر حبار
تاريخ النشر: 15/02/21 | 8:471. أنهيت قراءة الكتاب بتاريخ: الثلاثاء 26 جمادى الأول 1441 هـ – الموافق لـ 20 جانفي 2019. ويعود إليه اليوم القارئ المتتبّع، والكتاب هو:
2. “مذكرات امرأة عاشت الثورة الجزائرية” لـلمجاهدة: مزياني مداني لويزة ، دار الخلدونية، الجزائر، الطبعة الأولى، 1428ه-2007، من 177 صفحة.
3. اشتريت الكتاب عمدا لأقف على الثورة الجزائرية من خلال شهادة امرأة جزائرية حرّة أصيلة وأنا الذي قرأت لرجال جزائريين لم يغيّروا ولم يبدّلوا وغربيين منصفين و مجرمين فرنسيين جلاّدين محتلين وأبناء الحركى.
1. تتحدّث الكاتبة عن أيامها الأولى في عاصمة الجزائر حفظها الله ورعاها حيث الترف، واللّهو، والعبث، وتغلغل الاستدمار الفرنسي إلى عمق الحياة، والتداخل الكبير، والعميق، والعجيب بين نمطين من العيش.
2. دفعتني هذه الملاحظة إلى استحضار استنكار سيّدتنا الشهيدة حسيبة بن بوعلي رحمة الله عليها ورضوان الله عليها حين حلّت بالعاصمة وهي قادمة من الأصنام يومها والشلف حاليا حيث الفقر، والجوع، والعري، والتعذيب، وانتهاك الحرمات من طرف الاستدمار الفرنسي قائلة: كيف لكم أن تتعلّموا الموسيقى و”البيانو” ونحن نموت جوعا، وعريا، وتعذيبا، وإهانة؟.
3. ما لفت انتباهي أنّ الأسلوب اللّغوي للسيّدة المجاهدة مزياني مداني لويزة كان حسنا وقد عرضته بأسلوب قصصي، وبسيط، وسهل يمكن للقارئ العادي أن يستوعبه وببساطة تامّة رغم مستواها العلمي البسيط حسب مافهمت، ولم يكن بالأسلوب العلمي الجامعي، والمعقّد.
4. الأقلام التي كتبت تاريخ الثورة الجزائرية لحدّ هي: أوّلا: الغربيين من جهة. ثانيا: الفرنسيين المحتلين، والسّفاحين، والجلاّدين والحاقدين. ثالثا: الفرنسيين أنصار الثورة الجزائرية. رابعا: إخواننا العرب. خامسا: الجزائريين الذين شاركوا في الثورة الجزائرية. سادسا: الجزائريين الذين لم يشاركوا في الثورة الجزائرية. سابعا: الحركى والخونة. ثامنا: يهود الجزائر.
5. أشير إلى نقطة في غاية الأهمية: تاريخ الثورة الجزائرية كتب -في تقديري- من طرف مجاهدين يحسنون القراءة والكتابة، ولم يكتب من طرف مجاهدين عاشوا الثورة الجزائرية وهم السّادة، والأبطال لأنّهم لم يكونوا يحسنون القراءة، ولا الكتابة.
6. مايعني أنّ هناك قسما كبيرا من تاريخ الثورة الجزائرية لم يكتب لحدّ الآن لأنّ الأبطال من الشهداء، والرجال، والنّساء، والأحياء منهم والأموات لايحسنون القراءة، ولا الكتابة فبقي محصورا بين الصدور، وإلى القبور.
7. يبقى السؤال معلّقا: لماذا هذا يحسن القراءة والكتابة والآخر لا يحسن القراءة والكتابة؟ ولماذا أميته منعته من المناصب؟ ولماذا الآخر الذي يحسن اللّغة الفرنسية استولى على الذاكرة وعلى المناصب العالية وأركان الدولة؟.
8. ممّا ذكرته المجاهدة مزياني مداني لويزة: أنّ يهوديا بالحي الذي تسكنه هو الذي وشى بأحد الجزائريين، وعاش الحي على إثرها في رعب الاعتقالات، والتفتيش، والإهانة، والإعدام بسبب وشاية اليهودي.
9. أضافت المجاهدة: وكأنّ هذا اليهودي لم يعش معنا وهو الذي عاش بين ظهرانينا طوال حياته. وكيف طاوعته نفسه خيانة جيرانه الجزائريين الذين لم يسيؤوا له يوما بل ظلّوا يعاملونه معاملة الجار والجزائري اليهودي، ورغم ذلك كان يستعمل دكانه للوشاية بالجزائريين الأحرار.
10. أقول: كلّ اليهود الذين قرأت عنهم وبأقلام جزائرية، وفرنسية، وغربية خانوا الجزائريين منذ اليوم الأول للاستدمار الفرنسي حين عملوا بمحض إرادتهم مترجمين له، ووشاة للقادة الفرنسيين المجرمين وهم الذين عاشوا بين الجزائريين معزّزين مكرّمين طوال الزمن الطويل. مايدل أنّ الخيانة، والاستغلال الفاحش أيام الاستدمار الفرنسي لفقر الجزائريين، وحاجة الجزائريين من طرف اليهود عقيدة راسخة عبر الزّمن، وما زالت لحدّ السّاعة.
11. للأمانة، بعض اليهود وقفوا إلى جنب الثّورة الجزائرية، وساعدوا المجاهدين الجزائريين ضدّ المستدمر الفرنسي.
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار