توقعات أبو شحادة وتنبؤات غنايم…قناعة أو مبالغة في التقديرات؟..أحمد حازم
تاريخ النشر: 15/02/21 | 20:40التصريحات التي أدلى بها النائب سامي أبو شحاده لموقع العرب والتي نشرت في الثالث عشر من الشهر الجاري تتضمن أموراً جديرة بالإشارة إليها. وعلى سبيل المثال، لفت نظري قول أبو شحاده: “أتمنى أن تعبر الموحدة نسبة الحسم”. والتمني من ناحية المعنى والتفسير يعني عدم التأكد، ونحن هنا نتحدث من ناحية لغوية وليس سياسية. على أية حال فالنائب أبو شحادة لم يخطيء في قوله والأقوال حسب النوايا.
أبو شحاده، النائب عن حزب التجمع يبدو أنه “عاتب” أو “زعلان” من ” القائمة الموحدة” لأنها لم تكترث بطلبه الذي توجه به إليها هو شخصياً، حسب قوله، لإبرام اتفاق مع (المشتركة الثلاثية) حول فائض الأصوات، ولم ترد “الموحدة” على الطلب. هذا يعني وجود تفسيرين لذلك: إما أن الدكتور منصور عباس رئيس القائمة على يقين من نجاح القائمة (؟) ولا يريد الاعتماد على أصوات الغير، وإما أنه لا يريد قصداً ابرام مثل هذه الاتفاقية بسبب الخلاف الذي حصل بينه وبين قادة الثلاثية فترة طويلة، والذي أدى إلى انفصال “الموحدة” عن “المشتركة.”
الملفت للظر في تصريحات أبو شحادة قناعته بأن قائمة “المشتركة الثلاثية” ستحصل على عشرة مقاعد بل وأكثر من ذلك في انتخابات الكنيست المقبلة. فقد قال بالحرف الواحد:” سجلوا امامكم المشتركة ستبدأ معركتها الانتخابية للحصول على 10 مقاعد بل سنحصل على أكثر من ذلك”. وكان المفترض بالنائب أبو شحادة أن يشرح للجمهور كيف توصل إلى الرقم 10. يعترف أبو شحادة من خلال كلامه وبوضوح أن الإسلامية الجنوبية لها قوة خمسة أعضاء، لأن المشتركة الرباعية كانت تتكون من 15 عضواً، وإذا حصلت (افتراضا) كما يقول أبو شحادة على 10 مقاعد فهذا يعني أن الإسلامية الجنوبية هي التي جلبت للمشتركة الخمسة أعضاء الآخرين.
على أي حال وبالرغم من قناعة وتأكد النائب أبو شحادة من صحة (تنبؤاته) ولا أدري على أي الأسس اعتمد النائب التجمعي في رأيه، إلا أن ذلك يبقى بنظري في إطار التقديرات، ونتائج الانتخابات الأصدق من كل شيء. وأعتقد بأن رأي أبو شحادة وتوقعاته لا يختلف كثيراً عن استطلاعات الرأي التي تجرى حول هذا الموضوع.
مازن غنايم الذي يحتل المكان الثاني في “القائمة الموحدة” قائمة الحركة الإسلامية الجنوبية، له موقف واضح من استطلاعات الرأي. فقد صرح غنايم، لـ “موقع العرب”، بان “نتائج استطلاعات الراي الأخيرة والتي تبين عدم اجتياز القائمة العربية الموحدة لنسبة الحسم، ليست سوى مؤامرة ضد القائمة العربية الموحدة وان هذه النتائج غير صحيحة ومضللة”. ولكن ماذا لو نشرت استطلاعات الرأي أن الموحدة ستفوز بخمسة مقاعد؟ هل ستكون مضللة بنظر غنايم؟
قد يكون غنايم عنده كل الحق، عندما ينظر إلى استطلاعات الرأي من زاوية أخرى، أي في التفاوت الكبير بين نتائج استطلاعات الرأي فمن غير المعقول أن تتوقع معاهد استطلاع للرأي عدم عبور “الموحدة” نسبة الحسم، ومعاهد أخرى تتوقع لها الحصول على أربعة مقاعد، لأن الفارق كبير جداً بين نتائج الإستطلاعين. وبنظر غنايم فان” جميع هذه الاستطلاعات لا تعكس الحقيقة” على حد قوله. لكن مازن غنايم، ليس أقل تفاؤلاً من النائب أبو شحادة، فيما يتعلق بعدد المقاعد التي ستحصل عليه “الموحدة” في الإنتخابات المقبلة. فهو يقول وكله قناعة:” أنا اعد المجتمع العربي بان القائمة العربية الموحدة سوف تحصل على 6 مقاعد في انتخابات الكنيست القادمة “. ولكن كيف ذلك لم يشرح لنا غنايم شأنه شأن التجمعي أبو شحادة الذي أختار الرقم (10) لعدد مقاعد “المشتركة الثلاثية” في الكنيست المقبلة.
من المهم الإشارة هنا إلى أن أبو شحادة و”الموحدة” عادا إلى اسلوب المناكفة والاتهام وتحميل الآخر المسؤولية، ولا ندري لماذا التمسك بهذا الأسلوب الذي (لا يغني ولا يسمن) إنما يسيء للطرفين. يقول أبو شحادة في حديثه لموقع العرب بالحرف الواحد: “انشقاق الموحدة عن القائمة المشتركة خطأ كبير وخطوتهم تخدم نتنياهو ولا تخدم مجتمعنا، وكل ادعاءات الموحدة حول مواضيع غير سياسية لم تكن متواجدة! ونحن متفاجئون منها فالخلاف أساسه سياسي وكل الامور الاخرى التي بَنت عليها الموحدة جاءت لتخدمهم بالحملة الانتخابية”
القائمة العربية الموحدة، كانت أيضا قد اصدرت بياناً نشره موقع العرب في الحادي عشر من الشهر الجاري، قالت فيه: ان “خلافها مع الجبهة وحلفائها على احترام المبادئ العقائدية والدينية أولًا، ثم على النهج السياسي، وأنه فُرض عليها خوض الانتخابات بقائمة مستقلة بعد أن رفضت الجبهة وحلفاؤها التعهد بعدم التصويت على قوانين دعم الشواذ، وتأجير الأرحام، والزواج المدني للشواذ، وضرب مكانة وصلاحيات المحاكم الشرعية وغيرها من القوانين المشابهة”.
المطلوب من الطرفين عدم جر الناخب العربي إلى مثل هذه المهاترات لكسب صوته، والمفروض بالطرفين اتباع النهج الحضاري في المنافسة أي بشرح برنامج العمل لكل طرف (إذا كان هناك برنامج) ورمي أسلوب نشر الغسيل الوسخ جانباً. احترموا أنفسكم وشعبكم واتخذوا العقلانية منهجاً والحكمة أسلوباً.