رسالة لأهلنا في كفرمندا… كفى للخلافات والمفرقعات-بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 16/02/21 | 12:51أعرف كفرمندا عن قرب، ولي فيها من الأصدقاء من كل العائلات ما يكفي لمعرفة هذه البلدة وحسن احترام أهلها للغرباء والضيوف.
وكفرمندا المعروفة بوطنية سكانها وتمسكهم بالأخلاقيات والمباديء، جعلها بلدة يشار إلى أهلها بالبنان لدماثة أخلاقهم. وما حصل في كفر مندا لا يعني انعكاساً سيئاً لمجتمعها، إنما ظاهرة مرفوضة من قبلهم. فما الذي يحصل في هذه البلدة؟
في الحقيقة أن ما نراه وما نعيشه في كفر مندا ليس جديداً على المجتمع العربي. فالصراع على الكراسي ظاهرة يتميز بها مجتمعنا العربي في كل المناطق تقريباً لدرجة أن بعض العشائر في قرى معينة تعتبر القرية ملكاً لها، ومن حقها (من ناحية قبلية) إدارة السلطة فيها بدون سؤال. والسبب فقط لأن القبيلة هي الأكبر في البلدة. وأنا لا أريد سرد أمثلة على ذلك فكلنا أبناء قرى ونعرف ما يدور في مجتمعنا.
الخلاف الحالي في كفر مندا، هو في الواقع خلاف حصل بين عائلتين بسبب كرسي رئاسة المجلس المحلي. ونحن لا نريد القفز فوق الظل لإعطاء مبرر غير ذلك. الخلاف بين العائلتين كان موجوداً في السابق أي منذ سنوات طويلة، لكنه تلاشى تدريجياً وانتهى بسبب وجود حكماء وعقلاء من الطرفين. وأذكر أن زعيمي العائلتين المتخاصمتين (آل عبد الحليم وآل زيدان) أظهرا من الحكمة والعقلانية ما يكفي ليكونا مثالاً يضرب به لآخرين. كم كانت تلك الصور رائعة اتي جمعت بين الراحل طه عبد الحليم (أبو الأمير) الرئيس السابق لمجلس كفر مندا وزعيم عائلة عبد الحليم وبين محمد زيدان (أبو فيصل) أطال اله بعمره زعيم عائلة زيدان وأيضا الرئيس السابق سنوات طويلة لمجلس كفرمندا. كان الاثنان يتواجدان مع بعضهما فوراً في كل خلاف يحصل في البلدة ويتم إنهاء هذا الخلاف. كان هناك كبار تسمع كلمتهم ويحترم وجودهم، وما يقررونه ينفذ. فمن يسمع العقلاء والحكماء في هذه الأيام؟
تعالوا نتصارح يا أصدقائي في كفر مندا ونضع النقاط على الحروف، انطلاقاً من محبتي لرئيس المجلس الحالي الصديق مؤنس عبد الحليم (أبو طه) وانطلاقاً من العلاقة الودية التي تجمعني مع الصديق علي خضر زيدان (أبو محمد). الخلاف الذي حصل بسبب نتائج انتخابات رئاسة مجلس كفر مندا قد أغلقته المحاكم التي أكدت فوز مؤنس بدون تزوير، وذلك حسب بيان أصدره مؤنس عبد الحليم استناداً إلى قرار المحكمة.
وبعد ذلك جرت اتفاقات صلح يين الجانبين، كان آخرها كما أعتقد في شهر كانون الثاني الماضي، وصدر بيان مهم في هذا الشأن عن لجنة الصلح القطرية وال محلية في كفر مندا جاء فيه:” (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان). لقد تصافحت القلوب والايادي بين العائلتين الكريميتين: آل زيدان وآل عبد الحليم على فتح صفحة جديدة بيضاء في تاريخ كفرمندا والعلاقة بينهما وبين جميع أهالي القرية الكريمة، وقد اتفق الطرفان على حصر أي خلاف قد يحصل لاحقًا والتوجه إلى اللجنة الكريمة من العائلتين لحل الخلاف”.
الاحداث العنيفة الأخيرة التي شهدتها بلدة كفرمندا، والسجالات الحادّة وتبادل الاتهامات ابين أعضاء المجلس المحلي، وتحديدًا بين الرئيس مؤنس عبد الحليم وأعضاء المعارضة (ائتلاف الخير والإصلاح) التابعين لعلي خضر زيدان، لا توحي أبدا بالإلتزام بالبيان الأخير للصلح. .فأين هو الوعد بطي صفحة الماضي؟ ألم تقولوا أن القلوب قد تصافحت أم أن ذلك كان مجرد كلام؟ فما الذي جرى؟ والله عيب … عيب يا ناس.
أعتقد بأن أهل كفر مندا ليسوا بحاجة إلى بيانات اتهام وبيانات اتهام مضادة من الطرفين. كفر مندا بحاجة إلى خدمات وتعاون بين الجميع. ألم توقعوا يا جماعة على البيان الذي وردت فيه الآية الكريمة: ” (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)؟ فأين التعاون الذي وعدتم أهلكم والناس به؟
انتبهوا واحذروا يا إخواني، مما يدري بينكم، لكي لا تصلوا في يوم من الأيام إلى مستوى من الخلافات والصراعات قد يدخلكم إلى موسوعة غينيتس. كونوا على قدر المسؤولية تجاه أهلكم ولا تنسوا قول الله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ). فاعملوا بطيبة قلب على تثبيت الصلح وعلى الإصلاح وكفى خلافاً.
أحمد حازم