مراجعة لتصريحات نتنياهو..سذاجة أو أستغباء للعرب؟ بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/02/21 | 17:25في الحملة الانتخابية الجارية الآن للكنيست، يستخدم نتنياهو أسلوباً جديداً للتعامل مع العرب من أجل الحصول على أكبر كمية من أصوات الناخبين العرب. وقد شجع نتنياهو على ذلك عملية شف “المشتركة” ،حيث تعتبر هذه العملية من الناحية السياسية هدية لنتنياهو. ولو ألقينا نظرة على تصريحات نتنياهو الأخيرة المكثفة التي يخاطب بها الناخبين العرب، لاستنتجنا حجم الكذب في أقواله.
فهو على سبيل المثال يتهم العرب بعدم فهم قانون القومية مع الإشارة إلى وجود دول اوروبية لديها قوانين قومية. وهذا يعني أن إسرائيل لديها الحق في سن هذا القانون مثل لدول الأوروبية. فهل يفهم ذلك “العرب الجيدون” الذي يدعمون نتنياهو؟ قانون القومية هو قانون عنصري ونتنياهو يدافع عنه ويتهم العرب بعدم استيعاب هذا القانون.
ويتابع نتنياهو كذبه بقوله، ان نظرته هي مساواة مدنية للجميع وتشجيع الاندماج. ولا أدري ما إذا كان نتنياهو ساذجا لدرجة الغباء، أو أنه يستغبي العرب. فإذا كانت نظرة نتنياهو هي مساواة الجميع في هذه الدولة، فلماذا يستخدم التحريض ضد العرب؟ ولماذا لا بعمل ضد الممارسات العنصرية بحقهم في هذه الدولة التي يقول عنها “ديمقراطية؟!”. فهل نسي نتنياهو أن قانون القومية يعني أن إسرائيل هي دولة لليهود؟ أم أنها تناسى ذلك استخفافا مقصودا ًمنه بعقول العرب؟
الأمر المثير للسخرية، أن رئيس الحكومة لم يعترف بعلمه التام بقانون كامنيتس، وكأنه لا علاقة له به، وشر البلية ما يضحك. فهو يدعي بأنه يسمع كثيرا عن هذا القانون. يعني كأنه يمر عليه مر الكرام. لكنه يقر من جهة ثانية بضرورة البحث عن بديل لهذا القانون. تناقض واضح في الموقف. وهذا اعتراف منه بأنه على اطلاع شامل بنص وهدف القانون، لكنه تظاهر بعدم وجود علاقة له به رغم اعترافه أيضاً بمعاناة العرب من هذا القانون، الذي يريد نتنياهو، كما صرح، إيجاد طريقة بديلة لتنظيم البناء والتحضير لاقتراحات اخرى. أليس هذا استهتاراً بالعرب الذين يريد نتنياهو أصواتهم في انتخابات الكنيست؟
تصوروا إلى أي حد وصلت الوقاحة بنتنياهو: يريد كسب أصوات العرب من خلال مهاجمته “للقائمة المشتركة”. فقد صرح علانية بأنه ضد أعضاء المشتركة، إذ ورد في كلامه، أنه ليس ضد المواطنين العرب بل ضد القياديين في المشنتركة. ما هذا الغباء؟ أليس أعضاء المشتركة هم مواطنون عرب؟ نتنياهو يستخدم أسلوب اللعب بالكلمات في هذه المرحلة الانتخابية ويحاول ملامسة عاطفة العرب للحصول على اصوات، وإلا متى كان نتنياهو مهتماً بالمواطن العربي؟
وإذا كان نتنياهو يعتقد بأنه يستطيع خداع المواطن العربي من خلال أسلوبه المنمق فهو مخطيء كثيراً لأن المواطن العربي عنده من الوعي ما يكفي لمعرفة نوايا وأهداف نتنياهو الانتخابية، وطبعاً باستثناء هؤلاء “العرب الجيدون” الذين يسيرون في فلك نتنياهو . ويبدو أن رئيس الحكومة نسي أن المواطنين العرب بشكل عام في البلاد لهم موقف سلبي من التطبيع. فكيف يريد نتنياهو كسب أصوات عربية عن طريق الإشادة بنفسه بأنه تمكن من تحقيق أربع اتفاقيات سلام مع دول عربية وتفاهمات مع قادة عرب؟
قد يستطيع نتنياهو بهذه الحجة جلب أصوات يهودية، ولكن ليس أصواتاً عربية. وقد يكون هذا الأمر مهماً لنتنياهو نغسه، ولكن لا أهمية لذلك لدى المواطن العربي.
وبما أننا خير أمة أخرجت للناس، فمن المفروض أن نكون على وعي تام بأصحاب النوايا الجيدة والخبيثة، وأن نتصرف بشكل صحيح في ممارساتنا الحياتية.
أحمد حازم